فيه دايماً هلع غير عادي، من كلمة "طلاق".

أولاً: خلينا نتفق إن من أصعب الحاجات اللي ممكن تعملها ست، هي إنها تهد كل اللي بنته وتنهي بيت وجواز مليان بالذكريات وتقطع علاقتها بشخص هي متعلقة بيه عاطفياً.

لو ست بقت تعيسة في حياتها ووصلت إنها تقول "عايزة اتطلق"، وجمعت شجاعتها واستعدت إنها تاخد لقب المجتمع بيبصله بصة قرف، عادة بيبقي فاض بيها، وخلاص بطلت تشوف يوم حلو من زمان.

وأول ما بتقول "عايزة اتطلق" بيتحول كل اللي حواليها لفريق واحد متخيل نفسه "فريق إنقاذ" بيعوم في الاتجاه المقابل لرغبتها، وبيبقى مستعد يقول أي حاجة، وكل حاجة علشان يخليها تتراجع، وممكن يوصل بفريق الإنقاذ دا، أنه يستخدم حيل رخيصة، شبه اللعب في منطقة الأمومة وإشعارها بالذنب، "انتي هتأذي ولادك وتعقديهم"، ودي أكبر عقبة صعبة، لإن إصرارها يعني: "أنا ميهمنيش ولادي" وعمره ما هيعني لهم المعني الحقيقي "أنا بأذي ولادي أكتر باللي بيشوفوه في البيت، أنا تعيسة وصعب أبقى أم كويسة وأنا بأعاني"، دا طبعاً غير أن حياة المسكينة دي وسعادتها، محدش بيتكلم فيهم كأنهم بلا قيمة.

بتتراوح أسباب التعاسة في الجواز، من الكوارث: زي الإهانة والعنف المنزلي اللي رجالة كتير بتمارسه على زوجاتهم، أو الخيانة، اللي المجتمع بيخترع لها مبررات ملهاش أي أسس، لكن من الأسباب الضخمة اللي مبناخدش بالنا منها لأن تأثيرها تدريجي وتراكمي لكنه مدمر مع الزمن، انعدام تحمل المسؤولية عند بعض الرجال.

خلينا نعترف بأن مجتمعنا لسه حتى الآن واحنا في 2017 بيفرح بإنجاب الذكور شوية زيادة، ولسه الولاد الصغيرين بيتعاملوا معاملة مختلفة عن أخواتهم البنات، أمهات كتير بتظن أنها لو شالت مسؤولية البيت كاملة عن باقي أفراد العيلة، بكده تكون أم مثالية وبتحب ولادها، لكن العكس صحيح، لما أربي ولادي على تحمل المسؤولية، والمشاركة في البيت تكون واجب وجزء أساسي من يومهم، أنا كدة باعمل فيهم أكبر خدمة وجميل، لإني بأصنع ستات ورجالة على حق، عارفين قيمة الجهد والعمل، عارفين قيمة المشاركة والعمل الجماعي والتضحية بالرغبات الشخصية، ولما بيكبروا بتنعكس تربيتهم على شغلهم وبيتهم، وبيبقوا أنجح وأكثر عطاءً وأسعد.

أنهي أم مثالية أكتر: اللي دلعت وشالت المسؤولية لوحدها فربت ولادها على الأنانية والكسل والاعتمادية؟ ولا اللي ربتهم على الاستقلالية والمشاركة؟