"أوائل الثانوية العامة السنين إللي فاتت بيعملوا إيه دلؤتي؟"..تقرير
وسط دقات قلوب متسارعة ينتظر طلاب الثانوية العامة في هذا الوقت من كل عام نتائجهم، وسط ضغط كبير من الأهالي والأقارب في انتظار ما فعلوه طوال العام من جهد وتعب ومذاكرة، فيوم الامتحان "يكرم المرء أو يهان".
في الوقت الذي يحتفل فيه المصريون جميعا بإعلان وزير التربية التعليم الدكتور طارق عبد العليم، بأوائل الثانوية العامة في مختلف الفروع، تواصلت «الدستور» مع عدد من أوائل الثانوية العامة للسنوات السابقة لتوثيق لحظاتهم عند إعلان النتيجة وأين هم الآن؟
تقول هدى هاشم الخامس علي شعبة علمي عام 1988: "انا دلوقتي قاعدة على أعصابي مستنية نتيجة ابني الوسطاني"، هكذا عبرت الدكتور هدى الذي يصادف ذكرى تكريمها كطالبة من أوائل الجمهورية انتظارها لنتيجة ابنها، حصلت هدى هاشم على الثانوية العامة عام 1988.
وتروي هدى لحظات إخبارها بالنتيجة قائلة: "كنت أجلس مع أمي رحمها الله في انتظار النتيجة، ولم يكن هناك هواتف محمولة، لم يكن هناك سوي التليفون الأرضي، وأضافت أنها تفاجأت بجريدة الأهرام تتصل بها لتخبرها أنها حصلت علي المركز الخامس على مستوى الجمهورية"، وتعلق: "كنت بذاكر كتير ومش حاطة ف بالي أوائل ولا متوقعاها، إنما انا دايما بأعمل الواجب اللي عليا من غير ما حد يطلب مني عمري حياتي ما حد قالي ذاكري المسئولية غريزية عندي".
التحقت هدى بكلية الهندسة جامعة عين شمس، واستمر اجتهادها في الكلية، فلم يقف طموحها عند هذا الحد فكانت من أوائل دفعتها، وتم تعيينها بقسم الرياضيات، وتستمر "هدى" في عمل دراسات حرة في مجالات مختلفة بشغف واهتمام، ووجهت نصيحة للمقبلين علي الثانوية بضرورة تحمل المسؤولية والالتزام وتحلي الصبر.
أما بلال سلامة فساعده حظه بأنه تم فصل أوائل شعبة علمي العلوم والرياضة، مما جعله يستطيع أن يكون من الأوائل فكان "العاشر" علي شعبة الرياضيات، التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وحاليا هو طالب دكتوراه في هندسة الاتصالات في جامعة كاليفورنيا، وعن إحساسه بعد إعلانه من الأوائل "إحساس حلو جدا طبعا.. أحلى حاجة فيه هي السعادة اللي بتشوفها على وشوش أهلك والفرحة اللي كانوا فيها"، وعن مدة المذاكرة فيقول بلال أنه كان يذاكر يوميًا من 11 مساءً إلي السادسة صباحًا، ونصح الطلاب المقدمين علي سنوات الجامعة بضرورة السعي وراء السفر من أجل تحقيق أحلامهم.
أدهم جمال – السابع علي دفعة علي 2007، كان نفسي أطلع الأول
لمعت عين أدهم جمال فرحًا بتذكره تلك اللحظات السعيدة معلقًا "كان إحساس ميتوصفش على الرغم من إني كنت زعلان عشان كنت السابع، وكان نفسي أبقي الأول، كنت طمّاع".
حصل "جمال" على مجموع 407.5، والتحق بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية، وعن سر نجاحه قال إنها لم تكن صدفة قط فالدعاء والمذاكرة طوال الوقت فلم يقف لسانه عن الدعاء، معلقًا: "كنت ادعي ربنا 100 مرة كل يوم إني أطلع من الأوائل"، ونصح طلاب الثانوية العامة بضرورة الجدية في هذه السنة من أول يوم فيها، أدهم تخرج عام 2013، وحاصل على الدكتوراه ويحلم بالسفر للخارج.
إسماعيل النقيب.. مهندس بشركة جوجل
إسماعيل النقيب، أول الجمهورية لشعبة علمي رياضة، تخرج من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، وبسبب حبه وشغفه بالمجال ترقى في وظائف عدة حتى أصبح مهندس كمبيوتر في شركة جوجل، وعن إحساسه بعد إعلان إنه من الأوائل قال: "إحساسي وقتها كان فظيع؛ فرحة، رضا، إحساس الانتصار إنك كنت بتسعى لحاجة وربنا وفقك، باختصار الواحد في السن ده بيعرف يفرح كويس أوي"
ووجه "النقيب" نصيحة لأوائل الثانوية العامة بأن يفكروا بعملية تجاه مستقبلهم، وأن كونهم من الأوائل ليست هي نهاية الطريق بل هي البداية، معلقًا: "موضوع إنك من الأوائل ده مش كارت ضمان لنجاحك، إنت لازم تشتغل كل يوم عشان تفضل ناجح"، وأكد علي ضرورة الاستماع لخبرة من هم أكبر سنًا، لتعرف ما أنت مقبل عليه".
أريج محمد جمعة الأولى علي دفعة 2015
"لحد النهاردة مفرحتش زي اليوم ده"، هكذا بدأت كلامها أريج محمد الأولى على الشعبة الأدبية لسنة 2015، وأضافت: "أنها فرحة لا تقدر بثمن"، وعن سؤالها عن ما وصلت إليه الآن، فتقول أن الجامعة البريطانية بالقاهرة منحتها منحة للدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحصلت علي تقدير جيد جدا للسنة الثالثة على التوالي، وتسعى لأن تحصل على منصب في أحد السفارات فور تخرجها، وتنصح "أريج" الطلاب المقبلين على الثانوية العامة بأن المذاكرة لمدة 3 أو 4 ساعات بتركيز أفضل من 12 ساعة بدون تركيز، وأكدت على ضرورة عدم سماع أراء الآخرين الخاصة بالكلية، فيجب على كل شخص تحديد هدف خاص به دون النظر لكلام من حوله.
نورهان هشام دفعة 2006..زرنا الحزب الوطني القديم وجمال مبارك كرمنا
"نورهان هشام" الأولي علي الثانوية العامة لسنة 2009، وأول من كان من الأوائل في محافظتها البحر الأحمر بمنطقة الغردقة، تقول نورهان أنها دائما كانت الأولى على محافظتها، وكان حلمها منذ الصغر أن تلتحق بكلية الإعلام، الحلم الذي تحقق، ولكن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد بل أنها أصبحت معيدة بكلية الإعلام جامعة القاهرة الشعبة الإنجليزية، وأضافت أنه بسبب عدم كتابتها رقم المدرسة بالاستمارة لم يتم الاتصال بها لتبلغيها بأنها من أوائل الجمهورية، معلقة "وكنا عارفين أن الوزير دايما بيتصل بالأوائل، صحيت الصبح بدري وفاتحين التليفزيون ولما جيه مؤتمر الوزير، وكان معروف أن الوزير بيتصل بالأوائل من قبلها جالي اكتئاب وزعلت".
وأشارت إلى أنها تفاجأت باسمها على الهواء مضيفة: "افتكرت إني سمعت غلط واتصلت المدرسة قالوا لي أنهم معندهمش أي خبر".
وأوضحت أنها لجأت إلى الراديو للتأكد من صحة الاسم، وعمت الفرحة المنزل من كثرة الزغاريد بحسب تعبيرها، وأشارت إلي كثرة الاحتفالات التي قامت بها الدولة لتكريمهم قائلًا "رحنا كل الوزارات وقابلنا الوزار وكان رئيس الوزراء وقتها أحمد نظيف، ورحنا مقر الحزب الوطني القديم، وقابلنا جمال مبارك وصفوت الشريف، واتسلمنا شهادات ممضية من مبارك كان في اهتمام بينا كتير".
وتكمل نورهان: "كان حلمي كلية إعلام جبت في سنة تانية كرم من عند ربنا، ووجهت نورهان نصيحة للطلاب المقبلين على الجامعة قائلة: "الدراسة بالجامعة مختلفة تماما، واللي عايز يفضل محافظ على نجاحه محتاج تعب وجد وصبر وإن الإنسان لازم يشتغل على نفسه ويطور نفسه عشان الجامعة مش هتديله كل حاجة لسوق العمل".
محمود إسماعيل من أوائل دفعة 2011… متغلطوش غلطتي
أن تكون من أوائل الثانوية ذكرى عظيمة، ولكن هناك من يكره فضلها، هذا ما عبر عنه الطالب مصطفي حجازي، الذي كان من أوائل الثانوية العامة دفعة 2011، والذي علق عند سؤاله عن ما وصل إليه الآن بعد أن كان من أوائل الجمهورية: "بقيت في كلية طب القصر العيني"، ونصح الطلاب بعدم دخول كليات الطب قائلا: "أوعي تقع في نفس غلطتي.. انفد بجلدك وادخل أي كلية تانية عشان متكرهش عيشتك".