أمل أبو زيدة تكتُب: الزوجة الثانية بين الجاني والمجني عليه
الكاتبة والباحثة والمُفكرة الشابة «أمل أبو زيدة»
ينظر المجتمع باستغراب إلى "الضرة" ذلك الكائن الذي تراه الزوجة الأولى والمجتمع عدواً دخل البيت دون استئذان وبلا أي وجه حق، فدائماً نسمع بين أوساط النساء مقولة " الضُرة مُرة ولو كانت جرة"، وهي أمثلة شائعة تحاول جعل الزوجة الثانية في قفص الاتهام لكونها تحاول أخذ مكانها في قلب زوجها.
فالزوجة الثانية مثلها مثل باقي النساء اختارت أن تكون في المرتبة الثانية في حياة الرجل، وذلك لعدة أسباب إما مادية أو نفسية أو اجتماعية وأسرية، فختارت ذلك الوضع بإرادتها أو رغما عنها، ومنهن من تأخرت في سن الزواج وأخريات مطلقات يحتجن لرجل بجوارهن يشاركهن مصاعب الحياة ولتبعد عن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، ومنهن ما لا يجدن دخلا ماديا فاتخذن ذلك الرجل زوجًا بحثا عن لقمة العيش والاستقرار.
ولكن علينا أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة إذا كان ما سبق هو سبب موافقة المرأة أن تكون زوجة ثانية، فما هي دوافع الرجل للزواج بأخرى؟؟؟
دوافع الرجل من وجهه نظري ما لم يكن هناك سببا معروفا مثل عدم إنجاب الزوجة الأولى أو إصابتها بأحد الأمراض فهي ثلاث دوافع لا رابع لهم …
إما أنه رجل مزواج ولا تملئ عيناه أي امرأه فهو يتبع مبدأ امرأة واحدة لا تكفي فهو لم ولن يتوقف عن الزواج حتى لو تزوج عشرات المرات .
وإما الزوجة الأولى مقصرة في حقه وحق نفسها وهو حاول مراراً وتكراراً إلا أنها لا تضع كلامه في الاعتبار فيبحث عن امرأة أخرى تتفهمه وتحتويه وتعطيه من الاهتمام ما يحتاج .
وإما أنه وقع في يد امرأة لعوب عرفت كيف تتسلل إلى قلبه وعقله وحياته وأوقعته في شباكها وسار خلفها كالأبلة بلا عقل .
عليكي عزيزتي الأولى:
إذا كان زوجك من النوع الأول فعليكي الفرار وأخذ ما تبقى من عمرك والعيش بسلام بعيدا عن ذلك الرجل الأناني الذي يفكر في نزواته وشهواته فقط .
وإذا كان الخطأ من عندك كما في الحالة الثانية فعليكي أن تحسني من نفسك ومن المعاملة معه حتى تُرجعيه إلى حضنك مرة أخرى.
أما في أخر حالة فسوف يعرف هو من تلقاء نفسه أنه وقع في خيوط شباكها الخيالية، وسوف يفيق منها عاجلاً أم آجلاً .
نظرة المجتمع للزوجة الثانية نظرة استحقار لأنها شاركت الزوجة الأولى في زوجها فهناك حالات تدخل المرأة الثانية حياة الرجل لأخذه من بيته الأول وأبناءه لتنسيه إياهم وأن تحل هي مركز الصدارة في قلبه، ومنهن من تأخذه من أجل المال فلا تنظر له كشخص إنما إلى ما يمتلك من ميزات لها.
ومنهن من تفكر بأنانية وحب للذات فتظل وراء الرجل إلى أن يطلق الأولى ويكون لها بمفردها لشعورها بالانتصار ولكنها لا تدري ما يخبئ لها الزمن فالدنيا كما تدين تدان.
ولكن يجب أن ننظر لها من منظور أخر فكثير من حالات الزواج الثاني كان بموافقة الزوجة الأولى، وأيضا كثيرا ما نجد زوجات الصف الثاني بها كل النواحي الطيبة والأخلاقية وحسنة في التعامل مع الأولاد والمرأة الأولى.
وفي النهاية كل من الزوجة الثانية والأولى والزوج، كل منهم، إما جاني أو مجني عليه ولكن مع اختلاف الحالات والتوقيت !!!