شهدت العاصمة الروسية، موسكو، اليوم الخميس، قمة تاريخية بين الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، فى أول زيارة للعاهل السعودى، إلى روسيا الاتحادية، ما يبرز العلاقات القوية والمتأصلة بين البلدين، حيث تمتد العلاقات "الروسية – السعودية"، إلى الحقبة السوفيتية، واستمرت العلاقات بين البلدين ، ولم تتغير بعد تفكك الاتحاد السوفيتى.

بوتين: زيارة العاهل السعودى إلى روسيا حدث بارز ومميز

وانطلقت القمة "الروسية – السعودية"، بلقاء جمع بين الرئيس الروسى، والعاهل السعودى، أعرب خلاله الملك سلمان، عن تطلعه لتعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا لخدمة الاستقرار العالمى، مضيفًا أن الرياض، ستواصل العمل مع موسكو من أجل استقرار أسواق النفط العالمية.

وأضاف العاهل السعودى، أنه مقتنع بأن هناك فرصا لتنويع التعاون الاقتصادى مع روسيا، متابعًا "إننا حريصون على استمرار التعاون الإيجابى لتحقيق الاستقرار فى الأسواق العالمية للنفط وخدمة النمو الاقتصادى العالمى"، مضيفًا "إننا على قناعة تامة بأن هناك فرصا كبيرة تسهم فى تنويع التعاون الاقتصادى بين البلدان وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية".

فيما، وصف الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، زيارة العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى روسيا بـ"الحدث البارز والمميز"، معربًا فى مستهل اللقاء، عن ثقته بأن تلك الزيارة ستكون دفعة لتطوير العلاقات بين البلدين.

وقال الرئيس الروسى – حسب ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية – إن الاتحاد السوفيتى كان أول دولة اعترفت بالسعودية عام 1926، مضيفًا "رغم أن تلك هى الزيارة الأولى من نوعها للملك السعودى إلى روسيا، إلا أن لدى البلدين تاريخ كبير للغاية"، متابعًا "نحن سعداء جدا باستقبالكم، يا صاحب الجلالة، وواثق من أن زيارتكم ستكون بمثابة دفعة جيدة لتطوير العلاقات بين البلدين".

روسيا والسعودية تؤسسان صندوق استثمار مشترك بمليار دولار

وفى السياق ذاته، وقع الطرفان، الروسى والسعودى، اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، ضمن جدول أعمال الزيارة، والتى بدأت بتوقيع اتفاقية تأسيس صناديق استثمارية مشتركة بين روسيا، والسعودية، بقيمة مليار دولار، كما أعلنت عن شراكة لزيادة استثمار صندوق الاستثمارات العامة فى شركات التكنولوجيا الروسية.

العاهل السعودى يدعو موسكو لتكثيف جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه

ومن جانبه، طالب العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الخميس، بتكثيف الجهود المشتركة من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله.

وأشار الملك سلمان – فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى قصر الرئاسة "الكرملين"، عقب مباحثات القمة التى جرت بينهما – إلى أن السعودية دعت إلى تأسيس مركز دولى لمكافحة الإرهاب فى الأمم المتحدة، كما عملت على تأسيس التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب، الذى يضم 41 دولة إسلامية، إضافة إلى تأسيس المركز العالمى للفكر المتطرف فى الرياض.

وأشاد العاهل السعودى، بعمق ومتانة العلاقات الروسية السعودية، وما تتسم به من توافق فى القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن التنسيق المستمر فى كل المجالات، وهو من شأنه تعزيز الأمن والازدهار فى أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا حرصه بلاده على استمرار التعاون الإيجابى بين البلدين لتحقيق الاستقرار فى الأسواق العالمية وخدمة النمو الاقتصادى العالمى.