بين ليلة وضحاها، هاجم مصر مرض جديد، يدعى "حمى الضنك"، شبحه يداهم مختلف المحافظات، وما يكاد يختفي من منطقة أو محافظة حتى يبدأ ويعود للظهور في منطقة أخرى، ومن أبرز المناطق التي شهدت إصابات بحمى الضنك محافظات الصعيد، لاسيما أسوان وقنا وسوهاج وأخيرًا محافظة البحر الأحمر التي انتشر المرض بها في الفترة الأخيرة.

وزارة الصحة اعترفت، على لسان متحدثها الرسمي الدكتور خالد مجاهد، في تصريح لإحدى البرامج الفضائية، بوجود حالات مصابة بالمرض في مدينتي مرسى علم والقصير التابعتين لمحافظة البحر الأحمر، وتم إعلان حالة الطوارئ بالمحافظات استعدادًا لاستقبال الحالات المصابة بالمرض.

عالميا، وبحسب تقارير صحفية، فإن أول حالة مسجلة أصيبت بحمى الضنك، كانت في الصين، وقد أطلق عليه "سم الماء" وكان مرتبطا "بحشرة طائرة "المسببة للمرض، في الفترة بين القرنين 15 و19 كنتيجة ثانوية لتجارة الرقيق.

من جانبه، أوضح الدكتور حاتم مصطفى، أخصائي الجهاز الهضمي والكبد، أن حمى الضنك تصيب جميع الأعمار لاسيما المسنين والأطفال بشكل خاص، لافتا إلى أن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم الذين لا يتمتعون بتغذية سليمة ومناعة ضد الأمراض، ويمكن أن تحدث الإصابة بالحمي عن طريق البعوض الذى يحمل المرض ويقوم بلدغ الإنسان فيدخل المرض الى الدم وكرات الدم البيضاء.

وأضاف: أيضًا يمكن أن يزداد إنتاج الفيروس داخل الجسم ويصيب الكبد أو العظام، والمرض يصاحبه نزيف شديد بالأنف أو اللثة، أما الأعراض التي تصاحب المرض فهي ارتفاع في ضغط الدم، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع الشديد والمستمر، وآلام المفاصل والعضلات، والقيء، ثم تظهر علامات الطفح الجلدي على جميع أجزاء الجسم.

وحذر من العوامل التي تؤدي للإصابة بالمرض، كالتجمعات البشرية والمناطق المزدحمة بشكل عام، مشددا على ضرورة الابتعاد تمامًا عن البعوض.

وأرجع مصطفى انتشار المرض في مناطق الصعيد بشكل خاص إلى تمتع هذه المناطق بالمساحات الزراعية الكثيرة والتي ينتشر بها البعوض بأنواعه المختلفة وما تحمله وتنقله من أمراض تصيب الإنسان، موضحا أنه يصاب بالعدوى ما بين 60 إلى 528 مليون شخص في العالم سنويا، تؤدي إلى دخول نصف مليون مريض إلى المستشفى كل عام، وأثبتت التقارير العالمية أن نسبة الإصابات في آسيا ومنطقة المحيط الهادي تبلغ نحو 70٪ من إجمالي الإصابات بالمرض في العالم، ويحتل مرض حمى الضنك المرتبة الثانية بعد "الملاريا" ضمن أسباب الحمى للمسافرين العائدين من البلدان النامية، كما أنه مرض منتشر في 110 بلد ويتوفى على إثره 25 ألف شخص سنويًا.

وبحسب تقرير نشره الموقع الأمريكي "ويب ميد"، فإن حمى الضنك هى واحدة من الأمراض الشائعة التى يسببها الناموس المصري خلال الرياح الموسمية، وتعرف هذه الناموسة بـ"حمى كسر العظام"، ومن الأماكن التى تتكاثر بها هذه الناموسة المياه الراكدة والصرف الصحي.

ولتجنب الإصابة بالمرض، وفقا للتقرير، يجب عدم وضع مياه فى إناء لفترة من الوقت، لأنها تجمع الناموس المسبب لحمى الضنك، وإذا كنت لا تستطيع تفريغ الإناء من المياه من الأفضل تغطيتها بشكل جيد، ويجب أن تكون قيد الاستعمال، ومن الضروري تغطية الخزانات وتغيير الأواني الصفيح.

وأشار الموقع إلى ضرورة تنظيف الأواني وتجنب وجود أى مياه راكدة بها، لأنها تكون بمثابة أرض خصبة للناموس، مع استخدام رش طارد الناموس من جميع المناطق المكشوفة فى المنزل خلال النهار، وفى الليل بشكل منتظم لمنع الإصابة بحمى الضنك.