هدوء يخيم على الأجواء، بوابات حديدية أصاب بعضها الصدأ، سيراميك يكسو الأرض، وجرانيت وبعض الرخام يرتسم على الحوائط، تحتضن داخلها رفات مكتشف «الفيمتو ثانية».

تجمع يكسوه السواد حول المقبرة، بمدينة 6 أكتوبر، فيما تتناثر الألوان من الزهور، وأصوات القرآن تعلو، صدقة على روح «أحمد زويل».

«زويل شمس لن تغيب» قالت لطفية النادي، أستاذ الفيزياء النووية والليزر بكلية العلوم جامعة القاهرة، خلال زيارتها للراحل في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، مؤكدة أنها ستظهل على نفس النهج الذي صار عليه، وأنها ستهتم بالعلم والشباب.

وأضافت النادي: «اطمئن يا زويل فنحن سنتبع نصائحك دائمًا.. لأنك حقًا كنت نعم العالم والإنسان».

فوزي الفحام، صاحب مؤسسة الصفوة العربية، من محبي الراحل، ألقى كلمة في ذكرى وفاة زويل، قص فيه أنه عندما حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وقُدم على أنه مواطن أمريكي الجنسية، اعترض مؤكدًا أنه مصري الموطن.

وتوجهت صباح اليوم الإثنين، مجموعة من أصدقاء جامعة زويل، برفقة أشقائه الثلاثة، وبعض أقاربه لقبره، وسط تجاهل زوجته ديمه وأولاده المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية، ما أثار التعجب حول غيابهم عن ذكرى الوفاة.

بالخط الذهبي الممتزج بالأبيض كتُبت «زويل.. بصمة لن تتكرر» على كتاب يحمل صورة رائد الكيمياء أحمد زويل، الكتاب وزعته نانا، شقيقة زويل، حيث يحكي الكتاب رحلة حياة أحمد زويل منذ نشأته، وحتى وفاته مرورًا بالمحطات الهامة في حياته المهنية،.

«مصر مليئة بالعقول البارة، وحلمي قبل أن أفارق الحياة أن أضع مصر على الخريطة العالمية، وأن تصبح مصر من بين العشر دول المتقدمة عالميًا، فبالعلم مصر تستطيع» كانت هذه إحدى مقولات زويل التي سطرها الكتاب، وحفظها الوطن.