في اليوم العالمي للسكر .. 8 ملايين مصري مصابون بالمرض اللعين .. تقرير
يعتبر اليوم العالمى للسكر، الذى يصادف يوم 14 نوفمبر من كل عام، أكبر حملة للتوعية بمرض السكرى فى العالم، للوصول إلى أكثر من مليار شخص مصاب بالسكر فى أكثر من 160 بلدا، ويهدف الاحتفال باليوم العالمى لتوعية المرضى بخطورة مرض السكر، حيث يعتبر مرض السكر من أكثر الأمراض انتشارا فى مصر والعالم.
مصر من أكبر 10 دول فى نسب الإصابة بالسكر.
وصنفت مصر كواحدة من أكبر 10 دول على مستوى العالم من حيث تعداد مرضى السكر، حيث إن الإنفاق على مكافحة هذا المرض لا يكلف الدولة بقدر ما يكلفها علاج مضاعفاته، لذلك فالتشخيص المبكر والعلاج له أهمية خاصة، لا سيما أنه يوفر على الدولة مبالغ كبيرة جدا يتم إنفاقها على علاج مضاعفات المرض، فمرض السكر من الأمراض التى تؤثر على جميع أجهزة الجسم إذا لم يتم ضبطه، فقد يؤثر على الكلى، وقد يسبب الفشل الكلوى، ويؤثر على العين، وقد يؤدى للعمى، ويؤثر على القلب، ويسبب الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، وطبقا لإحصائيات الاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر "IDF "، والتى أجراها عام 2015، أن جملة الإنفاق على علاج مرض السكر فى مصر بلغ 1.7 مليار دولار، عام 2015، أى ما يعادل 12.2 مليار جنية مصرى، وحوالى 8 % من المبلغ المنفق يتحمله المريض نفسه.
وفى ضوء تلك الإحصائية المهمة وضع العديد من أطباء السكر روشتة الوقاية من هذا المرض، ومكافحته وفق الظروف المتاحة، وهو ما نستعرضه فى التقرير التالى..
أطباء السكر يستعرضون وضع مصر بالنسبة لمرض السكر وكيفية الوقاية
من جانبها قالت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الباطنة والسكر بطب قصر العينى ورئيس الجمعية العربية للسكر، أن عدد المصابين بمرض السكر فى مصر عام طبقا لإحصائيات عام 2015، بلغ حوالى 8 ملايين مصرى مصاب بالسكر، وتحتل مصر المركز الثامن من حيث عدد المصابين بمرض السكر.
بداية التأمين الصحى يمكن من تحديد عدد المصابين
وقالت إيناس شلتوت إنه يمكن معرفة عدد المصابين بشكل دقيق فى مصر، من خلال إجراء تحاليل عند بداية التأمين الصحى الشامل، كما يمكن إجراء تحليل سكر للأشخاص عند استخراج أى أوراق رسمية لمعرفة عدد المصابين الفعليين فى مصر.
وأشارت رئيس الجمعية العربية للسكر إلى إن الأعداد المتوقعة فى مصر حسب ما ذكره الاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر، فإن عدد المصابين بالسكر سيصل إلى 15 مليون شخص بحلول 2040، لأنها ستتضاعف إذا لم تقم الدولة بمجهودات لمنع الإصابة بالسكر بتعاون الجهات المختلفة، ومن ضمنها الإعلام، مضيفة أن للأشخاص دور فى منع إصابتهم بمرض السكر، حيث إن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثى بمرض السكر، أو السيدات اللاتى سبق لهن الإصابة بسكر الحمل أو الإصابة بتكيسات المبايض، أو المصابات بالسمنة، أو التهاب البنكرياس، أو الذين قاموا بإجراء جراحات فى البنكرياس، أو الذين تناولوا أدوية تسهل من الإصابة بالسكر مثل عقار "الكورتيزون" هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر، وعليهم أن يقوم بتحليل السكر بعد سن الأربعين كل سنة، وقبل سن الأربعين كل 3 سنوات.
دور محورى للمدرسة فى حماية الأطفال من الإصابة
وأضافت الدكتورة إيناس شلتوت، أن هناك إحصائيات تؤكد أن الأطفال المصابين بالسمنة بالذات فى مرحلة المراهقة، حيث إن 25% منهم يعانون من مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر، ولديهم استعداد للإصابة، ويحتاجون رعاية خاصة، ولابد من تحديد أوزانهم بشكل دورى فى المدرسة، وعمل برامج لهم من أجل إنقاص أوزانهم، بعمل برنامج رياضى جاد لمنع اصابتهم بمرض السكر، موضحة أن للمدرسة دور هام جدا مع الأسرة، وهو اكتشاف الأطفال المصابين بالسمنة، حيث تعتبر السمنة أحد أهم عوامل الإصابة بالسكر، وأغلب المدارس لديها طبيب داخل المدرسة، أو ممرضة، موضحة أن أى طفل نشك فى أنه يمر بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر لابد من إلحاقه ببرنامج رياضى، وتنظيم غذائه من خلال تقليل الحلويات، مشيرة إلى أنه فى "مقصف المدرسة" يمكن استبدال العصائر المحتوية على السكر، والمشروبات الغازية والحلويات، بأنواع مختلفة من الفواكة، مثل الموز، والتفاح، أو الخضروات المقطعة، لأن المدرسة تؤثر على الطفل أكثر من المنزل، بحيث يتعود على الفاكهة، والخضروات، بدلا من الحلويات حتى يقبل عليها، وتجنب الأكلات، التى تسبب زيادة الوزن، كما يجب زيادة حصص الألعاب الرياضية، وعدم استبدالها بحصص المواد الدراسية، لأن للرياضة دور كبير فى منع الإصابة بالسكر، مع تحيد وقت ثابت لها وتشجيعهم على أن يكونوا أبطالا.
وتابعت إيناس شلتوت أن جملة الإنفاق على مرض السكر فى منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ومنها مصر قليل، وأقل من المعدلات العالمية، حيث يبلغ 2.5 % من إجمالى الإنفاق فى العالم، ومن المعروف أنه إذا تم الإنفاق على علاج السكر والتحاليل الدورية، وعلى التحليل المنزلى، مبالغ قليلة، ستضاعف بالطبع من معدلات الإنفاق على المضاعفات.
أرقام تهمك عن مرض السكر..
وأشارت أستاذ أمراض الجهاز الهضمى إلى أن هناك 5 ملايين مصرى مصابين بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر، ونسبة الإصابة بمرض السكر فوق سن العشرين تبلغ 16%، و40% من مرضى السكر فى مصر لم يتم تشخيصهم بعد، وبالتالى فإنه بعد سنوات من الإصابة بالسكر، وعدم تلقى المريض العلاج المناسب سيصاب بمضاعفات خطيرة.
تعرف على أرقام قياس السكر لديك:
ـ سكر الشخص الطبيعى السليم: الصائم أقل من 100، والفاطر أو العشوائى أقل من 140.
ـ مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر: الصائم 100 إلى 125، والعشوائى من 140 إلى 199.
ـ المصاب بالسكر: الصائم 125، والعشوائى أو بعد الأكل بساعتين يصل إلى أعلى من 200.
نسب المصريين الذين يتناولون الحصص الكافية من الخضروات والفاكهة يوميا قليلة، حيث تصل إلى 20 % فقط، مؤكدة أنها تعتبر أحد أهم عوامل الإصابة بالسكر، ومن الضرورى أن يشمل غذائنا على 5 حصص من الخضروات، والفواكه يوميا، موضحة أن نسب الاصابة بالسمنة فى مصر تصل إلى 30%، و66 % يعانون من زيادة الوزن، بالنسبة للسيدات 40% يعانون من السمنة، و72 % يعانون من زيادة الوزن، والرجال 21 % يعانون من السمنة، و60 % يعانون من زيادة الوزن، مشيرة إلى أن الوفيات الناتجة عن أمراض السكر تبلغ 5 مليون حالة وفاة سنويا فى العالم، وبلغت نسب الوفيات بإقليم الشرق المتوسط، وشمال أفريقيا ومنها مصر 342 ألف سنويا، وفقا لإحصائيات عام 2015، التى أعلنها الاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر، و50 % من هذه الوفيات تحدث تحت سن الـ60، مما تعتبر وفيات مبكرة نتيجة تأخر التشخيص، وأنه ليس هناك وعى بالعلاج السليم.
المصابين بالسكر فى المدن أعلى من الريف..
وفجرت رئيس الجمعية العربية للسكر مفاجئة، وهى أن المصابين بمرض السكر فى المدن أعلى من الريف، وذلك بسبب عدة أسباب أهمها:
أولا: لأن الأكل فى الريف أكثر صحة، ويعتمد على الخضروات والفاكهة أكثر.
ثانيا: الأشخاص فى الريف لا يستطيعون الوصول إلى محلات الوجبات الجاهزة.
ثالثا: وسائل الانتقال الحديثة أقل فى الريف عن المدن مما يجبرهم على الحركة المستمرة.
رابعا: ممارسة الأعمال اليدوية فى الريف أكثر من المدن مما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بمرض السكر.
وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت، أن عدد السيدات المصابات بالسكر أقل من عدد الرجال، ولكن الوفيات فى السيدات تكون أعلى، موضحة أن ذلك يرجع لأن التأمين الصحى للسيدات أقل من الرجال، والسيدات يهملن فى أنفسهن فلا يتناولن العلاج، موضحة أن مرض السكر غالبا ما يؤثر على القلب، ويسبب مشاكل قلبية، وهناك اعتقاد خاطئ بأن المرأة لا تصاب بأمراض القلب، وبالتالى عندما تشعر بألم فى القلب، أو أعراض مرضية تهمل علاجها، ولا تقوم بعمل رسم قلب.
10 خطوات لحمايتك من مرض السكر تعرف عليها..
أولا: تجنب المشروبات الغازية والعصائر
ثانيا: أن نجعل الحلويات فى المناسبات فقط وأن تكون الكمية قليلة للتذوق فقط.
ثالثا: ممارسة الرياضة نصف ساعة 5 مرات فى الأسبوع.
رابعا: الذين يعانون من زيادة الوزن ننصحهم بخفض أوزانهم 7% من وزنهم المبدئى.
خامسا: الابتعاد عن الدهون والمقليات.
سادسا: البعد عن التوتر والانفعال.
سابعا: إجراء تحليل سكر دورى كل سنة.
ثامنا: إجراء تحليل سكر دورى كل سنة بعد سن الأربعين.
تاسعا: الإكثار من تناول الخضروات والفواكه المحتوية على الألياف يوميا.
عاشرا: تناول الحبوب الكاملة والبقوليات.
حادى عشر: تجنب المخبوزات والدقيق الأبيض.
عوامل تقود للإصابة بالسكر..
ووفقا للدكتورة إيناس شلتوت فإن أهم العوامل المؤدية لإصابة المصريين بالسكر هى، السمنة، وقلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، ورفاهية الحياة، وزيادة متوسط الاعمار بسبب الرعاية الاجتماعية الصحية، لأنه كلما زاد السن زادت نسب الاصابة بالسكر، بالإضافة إلى تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، وعدم تناول الخضروات.
وفى هذا الصدد وضعت الدكتورة إيناس شلتوت روشتة لتجنب مريض السكر مضاعفات المرض، التى تتلخص فى التالى..
1ـ التحليل المستمر بالجهاز المنزلى، مؤكدة أنه حتى إذا كانت الشرائط مرتفعة الثمن ولكنها أرخص من المعمل.
2- تحليل سكر تراكمى كل من 3 إلى 6 أشهر.
3- تحليل البول كل 6 أشهر لمعرفة مدى اعتلال الكلى من عدمه.
4- قياس ونفحص قاع العين كل سنة وفحص القدمين للتأكد من سريان الدم.
4- ضبط الدم، ويجب أن لا يزيد عن 140 على 80، وضبط الكوليسترول ودهون الدم إلى المعدلات الطبيعية.
وتنصح أستاذة أمراض الجهاز الهضمى بعدم الانسياق خلف الإعلانات الوهمية للعلاج بالخلايا الجذعية، حيث إن الخلايا الجذعية لازالت فى طور الأبحاث، وعدم الانسياق خلف أنواع من العلاجات لم يتم الموافقة عليها، موضحة أنه كثيرا ما يلجا المرضى إلى الامتناع عن الأدوية، وتصديق الإعلانات الوهمية بوجود علاجات شافية التى تسوق لمنتجات مجهولة المصدر عن أعشاب وعلاجات وهمية، مثل العلاج بالأعشاب، وتكون عبارة عن خلطات مجهولة المصدر، وتناولها قد يسبب مضاعفات خطيرة على المريض، موضحة أن مثل هذه الإعلانات خادعة، وقد تختار نجوم تقوم بترويج هذه المنتجات.