في يومهم العالمي .. ذوي الاحتياجات الخاصة «طاقات إبداعية» غير محدودة..تقرير
في كل مكان من مصر، تقابلهم في حياتك اليومية، ربما تستشعر الشفقة والعطف على حالهم، لكنهم ما إن يروا هذه النظرة في عينيك حتى تجدهم يشيحون بوجوههم عنك، لأنهم لا يريدون هذه النظرة، لا يطمحون إلا في أن يعاملهم المجتمع كبشر، وأن توفر لهم الدولة سبل الإتاحة التي تمكنهم من قضاء حوائجهم بالشكل اللائق، "الوطن" التقت 3 حالات من ذوي الإعاقة، في يومهم العالمي، في محافظات مختلفة أجمعوا على عدم توفر الحد الأدنى من سبل الراحة في كل المرافق والمصالح العامة التي يتعاملون معها.
"منار مسعد"، طالبة بكلية التجارة جامعة الإسماعيلية، وتعاني من مرض التقزم، قالت إنه من المفترض أن تخصص الحكومة وسائل مواصلات مناسبة لحالتنا، لأن أتوبيس النقل العام مرتفع جدا ولا نستطيع في أغلب الأحيان صعوده.
وتابعت: "مرة كنت عاوزة أركب الأتوبيس.. حاولت لكن للأسف مقدرتش، لأن المسافة طويلة جدا بالنسبة لي".
وأضافت الفتاة العشرينية، أنها شعرت بالخجل الشديد من نظرات العطف والأسى في عيون الركاب وشعرت أنها أقل منهم.
لم يختلف الحال كثيرا في محافظة الشرقية حيث تعيش "هند حازم"، موظفة بمحكمة الزقازيق، التي قالت إنها تعاني من عدم توافر التسهيلات اللازمة في محطات القطارات إذا استثنينا الإسكندرية، فلا توجد مصاعد تسهل تنقلنا داخل هذه المحطات وأضطر في كل مرة آتي فيها للقاهرة أن أطلب المساعدة في صعود عربة القطار لأنها لا تتيح الدخول مباشرة وتتطلب رفعي بالكرسي المدولب، كذلك فإن محطات المترو لا تتوفر بها أدنى سبل الإتاحة للأشخاص المعاقين؛ فأضطر أيضا أن أقطع المسافة من رمسيس إلى العتبة بالكرسي بين السيارات كي أستخدم المترو، لأنه لا يوجد مصعد خاص بالنزول والصعود إلا في محطات قليلة منها العتبة.
وأضافت "هند" الحاصلة على بطولة الجمهورية في السباحة، أن الطرقات والشوارع لا تقل في إهمالها عن حالة وسائل النقل، فالطرق غير الممهدة تؤدي لتآكل الأجهزة التعويضية، فإذا كان العمر الافتراضي للكرسي الكهربي 10 سنوات فإنه ينتهي فعليا في أقل من سنتين، فضلا عن المطبات الصناعية التي تجعلني أطلب المساعدة من المارة في تجاوزها.
وتابعت: "قائمة إهمال فئة ذوي الإعاقة طويلة، فلا توجد أماكن ممهدة بمكاتب البريد للدخول والخروج بسهولة، كذلك، فأضطر لاستدعاء الموظف من الداخل مرة يخرج ومرات عديدة لا يستطيع بسبب الزحام، ولا أستطيع في كثير من الأحيان أن أقضي مصلحتي، حتى أن المحال التجارية الخاصة والعامة لا تضع في حسبانها توفير سبل الإتاحة اللازمة للدخول والخروج".
"طه عبد الرحيم"، موظف بمجمع محاكم أسيوط، قال إن المعاق حينما يخرج من بيته يجب أن يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، فقد يذهب لعمل أو لعلاج أو لزياره عائلية، فمن الطبيعي أن يتوافر لذوي الإعاقة ما يناسبهم من المواصلات لقضاء حوائجهم، أو على الأقل معاملة حسنة من سائقي المركبات.
وأضاف أن الواقع الحالي الذي يعيشه ذوي الإعاقة في المجتمع المصري عكس ذلك تماما، لا أعلم لماذا، هل لأن الحياة أصبحت سريعة لا تحتمل التأخير وليست لدينا القدرة على التكيف معها، أم بسبب جهل من يتعامل معنا بالطرق الصحيحة في التعاطي مع حالات ذوي الإعاقة، فتشعر حين تستوقف سيارة أجرة على الطريق أنك أمام طائرات تسير على الأرض.
وذكر "طه" أحد المواقف التي سببت له ألما نفسيا كبيرا: "مرة أشرت إلى سائق ميكروباص أثناء العودة من عملي إلى المنزل فوقف لي، لكنه بعد رؤيتي أمشي على عكازين نظر لي نظرة كأنه يعاتب لنفسه أن وقف لي وفر مسرعا لأنه اعتبرني سأعطله"، هذا الموقف ومواقف أخرى كثيرة جعلته يقول إن ذوى الإعاقة مهملين في كل شئون حياتهم، لا عمل مناسب، ولا مسكن إنساني، ولا سبل تتيح لهم قضاء حوائجهم بسهولة في الأماكن والمرافق العامة، وأصبح الناس ينبذونهم ويشعرونهم بإعاقتهم وحاجتهم إليه.
مطالبا الحكومة سرعة العمل على جعل ذوي الإعاقة يشعرون بآدميتهم وأنهم فئة منتجة وفاعلة في المجتمع لا مجرد عبء عليه، وتوفير أتوبيسات مخصصة لهم فقط.