كواليس مُفزعة لـ« me_too# ».. فتيات يسردن وقائع التحرش الجنسي بهن..تقرير
جسدها يثيرهم فينهالون عليه بالكلمات أو الإيحاءات الجارحة لبراءتها، إن لم يدنسوه بأيديهم ليخلقوا بها فتاة تكره أنوثتها وتلعن ذلك اليوم الذى ودعت فيه طفولتها التى لم تعد الآن عائقًا أمام المتحرش، لتكتشف أنها ليست وحدها من وقعت ضحية لرجل غلبت شهوته على رجولته.
واعتدنا على انتشار قصص التحرش فى الوطن العربى، وفى مصر بوجه خاص كما يصدر لنا جمهور السوشيال ميديا، إلا أن بعض الذكور برغباتهم الحيوانية العابرة للقارات والجنسيات أثبتوا أن الأمر غير مقصور على الدول العربية، وهذا ما كشفه هاشتاج "metoo"، الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى قبل ساعات، وكانت انطلاقته من الولايات المتحدة الأمريكية بلد الحريات ليؤكد أن المرأة صيد يطمع فى اقتناصه كل من غلب رغباته على عقله مهما كانت ثقافته أو موطنه.
القصة المتسببة فى انطلاق الهاشتاج بأمريكا
منتج الأفلام هارفى وينشتاين، السبب فى انطلاق الهاشتاج، حيث إنه متهم بالتحرش الجنسى بالممثلة زوى بروك، التى روت قصتها معه لتذكر لحظات قتلها الخوف منه، فبمجرد اقترابه منها قفزت من مكانها وجريت على الحمام ثم أغلقت الباب من شدة الرعب، فى حين أنه ظل يطرق الباب ويضربه بقوة، ولكنها استمرت فى الحمام حتى فقد الأمل فى فتحه.
ومن هنا كانت انطلاقة الهاشتاج حيث تضامنت معها الممثلة الأمريكية إليسا ميلانو، التى أكدت أنها هى الأخرى تعرضت للتحرش وكذلك كثير من السيدات، وعبرت عن ذلك فى تدوينة على حسابها الرسمى بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" وتطالب السيدات بمشاركة قصصهن مع التحرش، وهو الأمر الذى تسبب فى انتشار هاشتاج me too، "وأنا كمان"، بشكل كبير.
امتداد لـ "أول مرة تحرش كان عمرى" بالوطن العربى
ولقى الهاشتاج رواجًا كبيرًا فى العالم العربى، ليكون بمثابة سلسلة ثانية من هاشتاج "أول مرة تحرش كان عمرى"، والذى لقى انتشارًا واسعًا خلال الأشهر الماضية، ليعبر عن حجم المعاناة التى تتعرض لها الفتاة فيما يتعلق بمشاكلها الجسدية والتى تأتى فى مقدمتها العنف الجنسى.
تعرضت ثلاث فتيات للتحرش والاغتصاب من والدهن، فكانت الكبيرة فى الـ21 من عمرها، ومن تصغرها فى الـ18، أما الصغرى فكان عمرها 17 عامًا، ومن عائلة كبيرة جدًا، من إحدى المحافظات البعيدة عن القاهرة، وتعرضت الفتيات الثلاثة للاغتصاب من قبل الأب، فأخذهن بالتناوب الفتاة الكبيرة ثم الوسطى فالصغرى، وكانت الكارثة فى رد فعل الأم التى بررت فعل الزوج لأن لديه نشاط زوجى كبير، ففضلت أن يغتصب بناته عن الزواج بأخرى وإنجابه أطفالا يتقاسمون معهن الميراث، وأقنعتهن بأن المسألة ستحل بعملية قيمتها 200 جنيهًا قبل الزواج فقط، وبعد ذلك هربت الفتيات وذهبن إلى قسم الشرطة ولكن الضابط اتصل به وأخبره بالموضوع لكونه من عائلة كبيرة ومعروف، ولكنه أقنعه أنه ضرب الفتيات فقررن الانتقام منه بتلك الادعاءات.
وعندما عدن إلى البيت ضرب هو وزوجته الفتيات، وتم منعهن من الخروج، إلى أن حملت البنت الصغرى من والدها وأجرت عملية إجهاض فى المنزل عن طريق "داية " مقربة للعائلة، وبعد ذلك انشغلت الأم والزوج عن الفتيات ولم يحكما الخناق عليهن فتمكن من الفرار والسفر إلى القاهرة واتجهن إلى مكتب شكاوى المرأة ويخضعن الآن للعلاج البدنى والنفسى.
وشاركت الكثيرات من الفتيات على الهاشتاج، فمنهن من قالت: "أنا معنديش الجرأة إن أحكى عن حوادث التحرش اللى حصلتلى سواء من برة أو من العيلة فى العلن"، فيما رأت فتاة تدعى سلمى حافظ أن أكثر من نصف الشباب المتفاعلين مع الهاشتاج تحرشوا بصحباتهم أو ببنات أخريات.