راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

من المسئول عن تصدر "الأغاني الهابطة" المشهد الغنائي؟..تقرير

بين قبول بعض شرائح المجتمع له والرفض الشعبي والرسمي، يواصل الغناء الهابط انتشاره في الشارع المصري، حاملًا معه فيروس الكلمات التي تفتقد قواعد الذوق والأخلاق، ويعج بالإيحاءات التي تخدش الحياء وتصدم أذن المواطن في الشارع ووسائل المواصلات والقنوات الفضائية.

هذه الأغاني باتت تشكل خطرًا كبيرا على ثقافة الأجيال المقبلة، بعد عصر ذهبي طغت عليه أغاني المطربين العظام وأبرزهم أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة ووردة وصاغت وشكلت وجدان الشعوب العربية وحافظت على الذوق العام، حيث إن انتشار هذه الأغنية وسريانها في المجتمع يشبه السرطانات الخبيثة، وآخر ما رأيناه من هذا الفن الهابط فيديو كليب منتشر هذه الأيام بعنوان (ما بلاش من تحت يا حودة) لسما المصري أحد أشكال انحطاط الفن في مجتمعنا المصري هذه الأيام ومثال على تدهور الفن المصري الذي كنا نتباهى بيه بين فنون العالم والآن أصبح تحت رحمة من لا يعرفون قيمته وعراقته، وأصبح المضمون الآن هو إثارة الغرائز والتشجيع على الفجور، وإذا سألت المنتج قال لك: الجمهور عاوز كده!!

قال الملحن حلمي بكر:" لا تعليق!!! طالما أن القانون ونقابة المهن الموسيقية تركوا الدخلاء على الفن فليس لي أن أعلق على ذلك، حيث إنها لا تمس الفن بشيء.

لقد قال الراحل الدكتور يوسف شوقي وهو أحد المؤرخين الموسيقيين الكبار عن أزمة الأغنية بعد وفاة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ فقال: إن الأزمة ليست أزمة أصوات أو كلمات أو ألحان إنما أزمة مجتمع، فإذا سألنا أنفسنا لماذا ظهر كل هؤلاء العمالقة في زمن واحد فسنجد الإجابة أن الفن هو إفرازات للمجتمع الذي نعيشه، فالمجتمع الراقي والمتحضر يفرز فنًا نظيفًا وجميلًا والمجتمع المريض يفرز فنًا هابطًا، فالفن هو مرآة المجتمع، فإذا أردت أن تتعرف علي أي مجتمع عليك أن تشاهد الفن الذي يقدمه.

واضافت الدكتورة منال زكريا (أستاذة علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس) عن علاقة علم النفس بهذه الظاهرة قالت: في البداية لا يجب علينا الحديث عن سما المصري فإننا بذلك نقوم بعمل شهرة وقيمة لها وهو ما يرضي غرورها فنحن نعطيها أكبر من حجمها، ولكن علينا الحديث عن أسباب تدهور الفن بشكل عام وليس سما المصري فقط، فهناك مصطلح يسمى الذائقة الجمالية، وهذه الذائقة الجمالية تربى عن طريق التنشأ، حيث إن الإنسان منذ الصغر لديه القدرة على إدراك القبيح من الجميل، وهذه الصفة موجودة بالفطرة ومرتبطة بمعدل الذكاء لدى الإنسان وتنمو بالمران والتدريب، لذلك إذا ترددت أمامنا بشكل كبير هذه الأغاني التافه وهذه اللغة المليئة بالأخطاء وهذا الكلام السفيه سيؤدي إلى الاعتياد عليها ورؤيته بشكل جميل نتيجة التعود والتكرار المستمر لها، وهذا ما نراه الآن من الأجيال الحديثة بسبب سماعهم لها في وسائل المواصلات وترديدهم لها بشكل مستمر، فالاعتياد يؤدي إلى الارتياد، لذلك إن أكثرنا من هذا الفن الهابط سيؤدي إلى خلق جيل فاقد للذائقة الجمالية وهذا يشكل تدهورا للذوق العام وتردي المجتمع، لذا نحن نحتاج إلى نقد هذا الظاهرة ونشاط وسائل الإعلام وعمل مقارنة بين هذا الفن المنحط وبين الفن الأصيل الصحيح مما يقوم بتنشيط الإحساس بالجمال وتحريك الفطرة التي بداخلنا والتي تجعلنا نميز بين الجميل والقبيح، أيضا الإكثار من الفن الراقي من خلال عمل برامج ومسابقات عن هذا الفن الراقي مما يشجع الشباب على المشاركة والاستماع للفن الأصيل، فكل هذا من شأنه أن يقوم بتربية الذائقة الجمالية لدينا.

لذلك المقارنة بين زمن الفن الجميل والفن الهابط هذه الأيام تجعلنا نجزم بأننا كنا مجتمعًا أكثر تحضرًا قبل 50 عامًا عما نحن عليه الآن، مجتمع راق وواع يتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الرفيعة وطاعة الوالدين واحترام الكبير وهي أشياء افتقدناها هذه الأيام وما أحوجنا إليها الآن، فنحن بالفعل نعيش وسط مجتمع يعاني من أزمة حقيقية وما أحوجنا إلى أن نسترجع الماضي وزمن الفن الجميل وهذا دور التربية والتعليم والثقافة والإعلام!!

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register