راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أرض الخوف حلايب .. الجولة الأخيرة لـ حسم الصراع بين "السيسي وحلفاء الإخوان " !

IMG_0507.JPG

أعد الملف : محمود حسين ،رحاب محمود بدر ، سلوى يحي زيتون ، أية سامي عبد المنعم ، ريهام سالم محمد ، أماني رمضان .

1 ـ الجماعة تناور بورقة البشير .. والمنطقة الحدودية فرس الرهان لتقليب العالم علي "الرئيس"
بين حين وأخر، يتم تفجير غزوات إعلاميه سودانيه، تشير إلى تقسيم الأراضي المصرية و استحواذ السودان على الأراضي الحدودية لـ مصر، وُتطرح هذه القضية من كل عام من آجل إشغال الشعب السوداني عن الأحداث الجارية وتكميم صوته عن الانتخابات السودانية وإشعال نار الفتنه بين الشعب المصري والسوداني وبعد ذلك يتم تهدئة الأوضاع بين الطرفين .
السؤال الذي بات يطرح نفسه، فـهل من الممكن أن يتطور هذا السيناريو المعروف ويتحول إلى صراع سياسي وعسكري بين الدولتين، خاصة بعد التصعيد الأخيرعقب إعلان المفوضية القومية للانتخابات بالسودان خريطة الانتخابات السودانية والتي تضمن لجنة بحلايب المصرية القرار الذي أثير غضب الملايين من المصريين مطالبين الحكومة بالرد على هذا القرار الذي حلله بعض السياسيين، أنها ورقة ضغط على الحكومة المصرية للتنازل عن حلايب المصرية مقابل وقوف السودان بجانب مصر في سد النهضة الأمر الذي رفضه المصريين معلنين أن تمتلك أقوى جيش بالمنطقة يمكن أن يدك السودان بأكملها إذا استدعى الأمر ولكن بموجب العلاقات التاريخية بين البلدين على الجميع أن يتريث وعلى السودان أن تتراجع عن هذه التصريحات التي تثير البلبلة والتي من الممكن أن تؤدى إلى الخصومة بين البلدين

2 ـ الازمة .. كيف بدأت .. وإلي أين انتهت ؟
نـــفّـــى د.أيمن شبانه دكتور العلوم السياسية بجامعة القاهرة المتخصص في شئون مصر والسودان مــــا تدعيه بعض الصحف من احتلال الجيش السوداني لمنطقة حلايب ،موضحاً أن مجموعة الجنود السودانيين الموجودين على الحدود السودانية المصرية هي فرقة تُسمى الفرقة 101 وهى عدد من جنود الجيش السوداني يتم تغييرهم كل 6 أشهر ، يستقروا على حدود السودان فى داخل السودان خارج منطقة حلايب المصرية تماما .
أما عن تناول الصحف السودانية إخبار تتضمن أن حلايب ضمن الأراضي السودانية فيُفسر د. شبانة الأمر قائلاً : من حين لآخر تُثار أزمات داخلية في السودان يصعُب على الحكومة مواجهتها مثل خسارة 7000 كيلو متر مربع من أراضى جنوب السودان ، إضافة لأزمات فى شرق السودان ،ناهيك عن الأزمات الاقتصادية والحوار الوطني المتجمد ،والخلافات الناشبة بسبب خلافة الرئيس عمر البشير، إضافة لمشاكل مع المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي ،وفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على السودان ،وأيضا معاناة السودان من عزلتها الإقليمية الدولية .
واستطرد، كل تلك المشكلات في السودان جعلت الحكومة السودانية تلجأ لاختلاق بعض الأزمات مثل أزمة حلايب لصرف أنظار الشعب السوداني عن حكومته، فتأمر الحكومة الصحف السودانية بتناول مثل تلك الإخبار الغير حقيقية عن منطقة حلايب ، فى محاولة منها تضليل الشعب السوداني وإلهائه عن الأوضاع الصعبة التي تمر بها السودان فترد بعض الصحف المصرية بتكذيب الخبر فيستشعر الشعب السوداني أن القضية حقيقية ذات أهمية فيتلاهون بها حتى تحاول السلطات السودانية حل بعض أزماتها الداخلية .
وتابع شبانه بدأت السلطات السودانية استخدام الحديث عن منطقة حلايب كأداة إلهاء لشعبها لأول مرة منذ عام 1958 حيث استخدمت السودان منطقة حلايب كدائرة انتخابية سودانية وكان إجراء شكلي للتربح في الانتخابات وكسب الأصوات، وفى نفس العام كان الاستفتاء على الوحدة المصرية السورية وكانت حلايب في الدائرة الانتخابية المصرية، فاعترضت مصر كإجراء تحفظي ومنذ ذلك الوقت تقوم الحكومة السودانية باختلاق أزمة حلايب كلما اشتدت المشكلات والصراعات في السودان .
وأوضح شبانه أن السلطات السودانية سعت لاستغلال الأخوان الأمر قائلاً : إشاعة خبر انضمام حلايب للسودان ما هي إلا إشاعة روجها الإخوان في مصر، مؤكداً على تيقُظ الرئيس السيسى ووطنيته فيقول : الرئيس السيسى مُدرك معنى الوطن، الحدود، تراب الوطن .
ونوه أن هذا الحديث ليس دفاعاً عنه فهو غنى عن الدفاع كرجُل وطني ،والوطن لديه رقم واحد ،على عكس الإخوان الذين لديهم الجماعة هي رقم واحد ، مُفسراً أن تقسيم محافظة البحر الأحمر هو تقسيم داخلي إداري لتنمية المنطقة ،وتسهيل إدارتها ،وتسهيل منح التراخيص ،وإقامة مشروعات تنموية ،ليس له أي تأثر على الحدود الدولية
وأكد شبانه أن السودان في عهد محمد على لم تكن دولة من الأساس، وإنما كانت تُسمى الأقاليم الواقعة جنوب مصر، وفي 26 مارس 1899 انضمت حلايب إدارياً للسودان، حينذاك الوقت كانت السودان برمتها تابعة لمصر، وكان هذا التقسيم إدارياً وليس حدودياً، إنما من المعلوم والحقيقة أن حلايب كمنطقة حدودية تابعة لمصر، وتلك الحقيقة غير قابلة للتلاعب أو التساؤل .
وفي نفس السياق أكد الدكتور يسرى العزباوى الخبير السياسي بمركز الأهرام أن هذا مجرد تفجير آعلامى ليس له أساس سياسي في كل عام السودان تطرح تلك القضية فهي في حقيقة آمرها مشكله آعلاميه أكبر من أن تكون مشكله حقيقية.
وأشار إلى أن من المفترض عدم إعارة انتباهنا لها لكن هذه المشكلة ناتجة بعد الأزمة التي أدت من خلالها فقدان ضحايا من الجنود المصريين في منطقة الوجه الجديد في حلايب على وجهه التحديد وهذا كان السبب في إنشاء تلك المشكلة .
وأضافه عزباوى إلى أن من خلال معرفته ومن خلال ما درس أن دائماً ما يضعوا حلايب وشلاتين كـ دائرة انتخابيه ، و الوجود الفعلي على أرض الواقع هو الوجود المصري وليس هناك ما يستدعى وجود مشاكل، خاصة وأن القبائل التي تعيش في تلك المناطق لديها حرية التنقل بين مصر والسودان، لاسيما وأن هناك جزء من عائلاتهم في مصر والجزء الأخر في السودان ويحدث نوع من التزاوج والتبادل العائلي والاجتماعى بينهم بشكل طبيعي

3 ـ "عسكرة " الأزمة بين البلدين "محرمة " !

من جانبه أكد العميد سمير راغب الخبير الأمني والمحلل الإستراتيجي أن أزمة حلايب هي وسيلة لهروب النظام السوداني من أزماته الداخلية فيقول : إثارة أزمة حلايب هي محاولة النظام السوداني للفت نظر شعبه لقضية خارجية بعيدة عن الأزمات الداخلية التي تمر بها السودان .
مؤكداً أن الأمر لن يصل أبدا لصراع مُسلح ،نظراً لأن حلايب ارض مصرية حتى خط عرض 22 الفاصل بين مصر والسودان،تلك الحقيقة لا نزاع عليها ولا جدال فيها .
رافضاً عقد مقارنة بين قوة الجيش المصري والسوداني قائلاً : إن شعب مصر والسودان هو شعب وادي النيل شعب واحد ، كما أن معظم قيادات الجيش السوداني تعلموا في الكلية الحربية المصرية ،كلية القادة والأركان ، أكاديمية مصر ،وكلية الحرب ،وكلية الدفاع لذل فإن قضية مصر والسودان تختلف عن أي قضية أخرى ،لأننا كشعوب عربية نرفض أن نرفع السلاح في وجه بعضنا بصرف النظر عن قوة الجيش المصري والتي هي سند للجيش السوداني ،فإن السودان لم تتعرض لحالة التقسيم التي وصلت لها إلا بعد أن ساءت العلاقات بين السودان ومصر .
وأشار العميد سمير راغب أن من المستحيل أن أقارن بين قوة جيش مصر وقوة جيش السودان ،لأن قوة الجيشين هي موجهة ضد أعداء مصر والسودان ولم ولن نكن يوماً نفكر في استخدام جيشنا لمعاداة بعضنا، وبرغم هذا غير خافي على احد أن الجيش المصري هو الجيش الأكبر في المنطقة والذي يحتل المرتبة 13 كقوة عسكرية في العالم، وبالرغم ذلك نرفض إن نعقد مقارنة بين الجيش المصري والجيش السوداني ،لأنه لن يحدث يوماً أن يرفع الجيش المصري سلاحه في وجه أى جيش عربي، لان الجيش المصري هو درع لكل العرب ولن يكون يوما موجه ضد جيش عربي في دولة عربية شقيقة .
وأضح الخبير العسكري أن تقسيم محافظة البحر الأحمر التابعة لها منطقة حلايب هو شأن داخلي لمصر ليس له علاقة بحلايب كمنطقة حدودية ، مضيفاً أن ذلك التقسيم الداخلي لمحافظة البحر الأحمر ليس هو السبب في إثارة أزمة حلايب ،إنما تُثير السودان أزمة حلايب فى حالة حدوث انتخابات هناك، فيقوموا بتهريب صناديق انتخابية لمنطقة مثلث حلايب لزيادة عدد الأصوات الانتخابية أو في حالة حدوث توتر في العلاقة بين مصر والسودان على المستوى السياسة فتُثير السودان أزمة حلايب .
واستكمل أن كل تلك الأمور الشكلية لا تؤثر على العلاقة بين مصر والسودان نظراً لأن التجارة تمر بين مصر والسودان عبر حلايب والأمور مُستقرة .
كما نفى راغب الإشاعات التي تناولها البعض بشأن رفع بعض القبائل في حلايب العلم السوداني فيقول : هذا الكلام ليس صحيح ، كون بعض المواطنين بمنطقة حلايب لهم متطلبات بأن يكُن لهم خصوصية او ما شابه ذلك فهذا مُتعلق أيضا بالشأن المصري .
مضيفاً أن طبيعة المنطقة هي منطقة تجارة حرة حتى منطقة شلاتين ،فتمر القوافل التجارية السودانية عبر منفذ رأس حداربه الجاري على خط عرض 22 جنوب منطقة حلايب ،فتدخل التجارة بمنطقة شلاتين و التي بها تُجار سودانيين فإن رفع أحد هؤلاء التُجار علم بلده اعتزازا بها أو أثناء مروره بقافلته التجارية كان يرفع علم بلده السودان فوق تجارته ،فإن هذا التجار لا يمثل مواطنين حلايب فلا يجب أن نعتبر بهذا أن قبائل فى حلايب ترفع العلم السوداني إذن هي منطقة تابعة للسودان .
موضحاً أن ما يُقال ما هو إلا الإشاعات ،ولو كانت حقيقة لكان الجيش المصرية والشرطة المصرية اتخذت إجراءات فورية حيال رفع علم السودان فى منطقة حلايب، لافتا إلى أن كل مواطنين منطقة حلايب حاملين للجنسية المصرية فمن المستحيل أن يرفع مواطن مصري علم دولة أخرى على أرضه .
واستطرد أزمة حلايب تُثار كل فترة منذ سنة 1956 حيث قضية انفصال مصر عن السودان ،ثم توالىِ إثارة الأزمة بعدها في عهد الرئيس الراجل جمال عبد الناصر ،وعهد السادات ،ثم عهد مبارك، ثم في عهد مرسى والقضية المشهورة إثناء زيارته للسودان ثم تختفي وكأن شيئاً لم يكن
واستكمل لن نصل لمرحلة الصراع المسلح بأي حال من الأحوال، لأن حلايب ليست قضية النظام السوداني الأساسية وإنما هو يحاول خداع شعبه بأن هناك قضية ،وان هناك ارض مُتنازع عليها للهروب من أزماته الداخلية .
كما استبعد العميد راغب حدوث عداء نتيجة الاختلاف في الآراء حول قضية حلايب بين القبائل في المنطقة قائلاً : من المستحيل فإن أهل منطقة حلايب مُسالمين لا يميلون للعنف أما عن قضية أن يكون لهم وجهات نظر قابلة للنقاش فيما بينهم بشأن التقسيم فهو أمر ودى وطبيعي كما لغيرهم من المواطنين آراء فكرية وسياسية يعبرون عنها بكل سلمية ،كما أن مشهد التقسيم ليس فقط فى محافظة البحر الأحمر إنما أيضا يحدث في الدلتا وهى تقسيمات داخلية لا ترقى لأن تكون سبب خلاف بين مجموعة من القبائل، معبرا عن أمنياته أن تشغل السودان شعبها بقضايا أخرى غير قضية حلايب مثل قضية انفصال الجنوب عن السودان
في نفس السياق أكد اللواء حمدي بخيت المحلل إستراتيجي، أن آي نظام عند تكوينه يسعي لجلب دعم شعبي، فيقوم بتصنيع أزمة دولية ليبرهن علي قوته أمام مريديه، لافتا الي أن ذلك يحدث فى السودان، سواء فى انتخابات أو أحزاب مضادة أو صوت عالي في الدولة سرعاً ما تجد أثارت أزمات مع دوله حدودية آخري من أجل دعم وطني له.فهي دائماً تكن بمثابة موسم سنوي لديها
وأشار إلى أنها تعي جيداً أن لا قضائياً ولا دولياً لها حق في شئ والدليل على ذلك أنها لم تُحيل تلك القضية إلى آي محكمه دولية حتى الآن، ونحن نعلم هذا جيداً ونتعامل مع هذه الأمور من آجل عدم فقدان الشعب السوداني، موضحاً أن الحكومة المصرية ليس لديها مشاكل مع الشعب السوداني وإنما المشكلة تقع بين النظام السوداني وشعبه
4 ـ مخاطر تأجيج الصراع بين أبناء "وادي النيل"
يري الدكتور وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن القرار الذي اتخذته المفوضية الانتخابية بشأن حلايب المصرية ما هو إلا قرارا غير حكيم ومن وراء هذا القرار لا يبغى إلا إثارة الخلافات بين البلدين التي ليست في صالح السودان وعلي الدبلوماسية السودانية أن تتراجع عن مثل هذه القرارات التي من الممكن أن تؤدى إلى الخصام بين البلدين الشقيقين
وشدد رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن حلايب أرضا مصرية بموجب التاريخ والمستندات التاريخية والجغرافية والآن ونحن في هذا المنعطف الخطير من ضعف الأمة العربية لا نريد من أن يصيبها مزيدا من الخلافات ومن ثم نطالب بالتراجع لمصلحة السودان قبل مصر فمصر ليست دولة صغيرة لتأخذ منها أرضها فمصر قوية بجيشها ولن تسمح بالتفريط فى شبر من أرضها
وشدد الأقصري علي أن الخلافات حتى الآن لم تصل بين مصر والسودان إلى التهديد بالتدخل العسكري بين البلدين، ومن المؤكد أنه سيكون هناك تفاهمات سياسية لحل تلك المشكلة ومن المستبعد أن تكون هناك تدخلات عسكرية قد تؤدى إلى توتر العلاقات بين البلدين الشقيقين خاصة وأن السودان غير مستقرة للدخول فى معركة عسكرية الآن واذا كانت ستحدث توترات ستكون سياسية وليست عسكرية
واتفق معه الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، الذي استبعد حسم الخلاف عسكرياً بين مصر والسودان بحكم العلاقات القوية بين البلدين، لافتا إلي أنه إذا استدعى الأمر لتدخل عسكري فالطبع ستكون السيادة لمصر وجيشها ولكن البشير يريد أن يبين للعالم الهيمنة والسيادة نتيجة الصراعات الماضية بين البلدين على حلايب المصرية، ولكن بموجب المستندات وشهادة سكان حلايب، أن هذه أرضاً مصرية ومن يقطنها يحمل الجنسية المصرية وليست السودانية .
من جانبه هاجم الدكتور محمد الربيعى أستاذ قسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية قرار المفوضية الانتخابية السودانية بأن حلايب مصرية وأن هذا القرار مخالف للقوانين الدولية وعلى الدبلوماسية المصرية أن تصحح هذا الأمر حتى وإن استدعى الأمر لتدخلات عسكرية واستخدام القوة مع السودان فحلايب أرض مصرية ليست من حق السودان
وفى نفس السياق شدد الربيعي بأن السودان تفعل كل هذا من أجل الضغط على مصر في مياه النيل لأن السودان متخذه قرارا قريبا من إثيوبيا بشأن سد النهضة وما كان عليها أن تفعل هذا وهى تعلم جيدا أن مصر تحتاجها في هذا الشأن ولا يصح أن تتآمر علينا السودان فإذا كانت مصر لديها مشاكل مع إثيوبيا وتحتاج السودان لتدعيم موقفها فليست حاجتنا للسودان فى مياه النيل تستدعينا أن نتنازل عن حلايب تحت أي مسمى .

5 ـ الوثائق التاريخية تؤكد "مصرية حلايب"
أما عن حول الأزمة بواسطة المنظمات الإقليمية، أكد المستشار رمضان السعيد سفير حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية ،بأن حلايب وشلاتين هي أرض مصرية مئة بالمائة وقبل سقوط نظام حسني مبارك كانت لا توجد أي مشكلة في حلايب وشلاتين، ولكن عندما جاء نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، ولعدم حرصه على أمن مصر القومي وحدودها، وبالطبع علاقته مع التيارات الاسلامية، التي ينتمي اليها نظام الرئيس السوداني عمر البشير ظهرت وتجددت مشكلة حلايب وشلاتين من جديد وبدأ النزاع حول أحقية أي من البلدين بالمنطقة الحدوية.
وأضاف، مصر والسودان في البداية كانتا دولة واحدة وانفصلت في 1956 حيث كان يسمى الملك فاروق الاول ملك مصر والسودان، وبالتالي فحلايب وشلاتين ليست أزمة ولكنها افتُعلت في عهد الإخوان المسلمين حيث أنهم كانوا يرون أن الدول العربية لابد أن لا يكون بينها حدود و يرون أن الحدود فاصلة بين الدول وكانوا يعتقدوا أنهم سيقيمون دولة الخلافة وسيكون مقرها القدس وهذه التصريحات قالها صفوت حجازي من قبل .
إذن .. فهذه المناوشات ليست أزمة، وعلي الجميع العودة لطاولة المفاوضات بجامعة الدول العربية، خاصة وأن الحدود بين الدول مقسمة تقسيما جغرافياً محدداً، ولا يوجد أي تعديل فيها وحكومة مصر والسودان ليس لها أي نية للنزاع على حلايب وشلاتين لأنها مصرية بالفعل ولكن ما يحدث هي أزمات استعمارية لبث الفتنة بين البلدين، ومصر بدأت الآن بعمل استعدادات عمرانية وتنموية جديدة حتى ترقى المنطقة وتصبح مثل شمال الوادي بأرضه وعمرانه وكل طرق التنمية الحديثة ،
وعن الأزمة التي تتجدد باستمرار حول حلايب قال السعيد طالما يوجد استعمار و توجد امريكا والتحريك الدولي وما يقوم به الإخوان فمن الممكن أن تبث الفتن ولكن مصر قوية وتصريحاتها مقننه ولا فصال ولا جدال في هذه الأمور فسد النهضة والسودان نفسها كانت بحدود مصر ولكن التدخل الاستعماري هو السبب في تقسيم الوادي إلى شمالي وجنوبي، واتفاقية 1956 هي السبب في هذا التقسيم، موضحاً أن مصر لن تسمح بعرض هذه المشكلة، ولا البحث فيها ولا الجلوس على مائدة المفاوضات في جامعة الدول العربية أو خارجها، والحل الوحيد لتلك الأزمة هو تنفيذ السلطة المصرية لما تم في قضية طابا حيث تم إثبات أنها مصرية فالخرائط الموجودة للتقسيم تثبت ذلك وكل السكان يخضعون للجنسية المصرية ويقولون أن حلايب أرض مصرية خالصة وتم عمل مشاريع كثيرة هناك لإثبات ذلك وليس للإدعاء بذلك
6 ـ مؤيدي الإخوان: وصمة عار في حق نظام السيسي
تتافاوت نظرة الاسلاميون حيال الازمة الدائرة حول حلايب وشلاتين، فتيار الاخوان ومؤيديهم يرون أن مايحدث جريمة في حق البلاد، تسبب فيها الرئيس السيسي، دون أن يذكروا الحلول المقترحة لإنهاء الأزمة.
من جانبه قال صلاح بديوى، صحفي ومحلل سياسي منسق حركة صحفيون ضد الانقلاب، بأن حلايب وشلاتين ومساحتها ٢٠ ألف كيلو متر مربع أي قدر مساحة الأرض الفلسطينية المقامة عليها إسرائيل، مقترحاً أن تتفق مصر والسودان علي أن تكون هناك منطقة تكامل بين البلدين ويتم تدوين ذلك في الأمم المتحدة بحيث لا يستطيع أيا من نظامي البلدين إلغاء ذلك وبالنسبة لما قامت به السودان من نشر قوات هو اتفاق بين ما أسماه "قائد الانقلاب في القاهرة" وبينهما لمنع التهريب بين الجانبين لا أكثر وفى النهاية المشكلة مستمرة.
فيما أكد عمرو عبد الهادي المحامي والناشط السياسي والمتحدث باسم جبهة الضمير بأن موضوع حلايب و شلاتين أصبح وصمة عار ستطارد السيسي و قيادات الجيش إمام الشعب المصري مدى الحياة حتى بعد زوال الانقلاب العسكري ووضح بأن السبب في ذلك هو وهن السيسي و وهن الانقلاب العسكري الذي جعل السيسي يتنازل عن ملفات كان يطلق عليها أمن قومي سابقا بأنها هامشية و لا فرق بين سيناء و تجريفها لصالح إسرائيل أو بناء سد النهضة أو التنازل عن حلايب و شلاتين.
وتابع محمد علام رئيس ائتلاف ثورة يناير أن السبب في ذلك هو ترك الجيش لمهام الأساسية وهى حماية الدولة وحدودها من أى خطر يهددها وحدوث العكس وهو انشغال الجيش بالسياسة وأصبح حزباً سياسياً وليس جيش دولة فكانت النتيجة الطبيعية لأي دولة ليس لها جيش أن يحدث فيها ذلك وتنشر السودان قواتها وتعلن أن حلايب وشلاتين من ضمن الدوائر الانتخابية لدولة السودان وبعد ذلك لا تستطيع مصر أن تأخذها لأنه فى حالة التعدى عليها يعتبر هذا احتلال لدولة شقيقة وأكد علام أن هذ رد فعل طبيعى والسبب عدم التعامل من قبل مع ملف سد النهضة بطريقة جادة خاصة وأن هذا الملف يعتبر ملف أمن قومى ويهدد خطر مصر فكانت النتيجة هى بناء جزء كبير من السد وأكد بأنه ليس من المستبعد أن تعلن إسرائيل احتلال سيناء بهدف حماية حدودها من الإرهاب الموجود فى مصر والسبب فى ذلك اهتمام الجيش بالسياسة.
7 ـ ومعارضيهم : القضية تحتاج للتعقل .. ولا داعي لسكب البنزين علي النيران
علي الجانب الاخر، يري جناح الإسلام السياسي المعارض للإخوان ضرورة عدم سكب البنزين علي النيران، موضحين ان الازمة لابد من حلها في اطار العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكدين ان محاولات الاخوان لتأليب المجتمع الدولي علي مصر غير مقبول،
ـ يؤكد نادر بكار ان الازمة جري تديجنها دون حل واضح وطول المدي وينقذ الاجيال القادمة من الوقوع في براثن الصراع، أو الكراهية علي أقل التقدير، بما ينذر بكارثة لن يستطيع علي تحمل فواتيرها الجميع،
وشدد بكار علي ضرورة تبني حلاً دائما يرضي جميع الأطراف مدعوماً بالوثائق التي تثبت حق مصر في المنطقة الحدودية، علي أن يعلن ذلك للرأي العام العربي، ثم توثيق ذلك في الجامعة العربية، لتكون خير شاهد علي انتهاء القضية للأبد ، فلاداعي للمسكنات أمام جرح ينزف
أما الدكتور ناجح ابراهيم المفكر الاسلامي، فيري أن القضية تم تضخيمها لتخدم توجهات سياسية في توقيتات الانتخابات السوادنية، موضحا ان يري ضرورة ان يتم تجنيب الأمر مسألة الخلاف الفكري للنظام الحاكم بين القاهرة والخرطوم، لافتا الي وجوب وضع حل دائم للأزمة ينقذ المنطقة من براثن الصراع الذي يمكن ان يمكن اعداء البلدين من نسج المؤامرات والفتن لهلاك الشعبين، والأمة العربية والإسلامية هي من ستدفع الثمن في النهاية، رافضا التعليق علي محاولات الإخوان اشعال القضية وادخالها فى نفق مظلم في اطار حربها مع النظام الحالى .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register