راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

التعـليــــــم

p.7 (2)

مصطفى محمود

إن الحديث عن التعليم حديث ذو شجون فكلنا يعلم تماما أن التعليم فى الماضى كان افضل شكلا وموضوعا بكثير مما هو عليه ألآن ويكفى أن نقول إن من كان يحصل على الابتدائية القديمة لا يخطئ فى حرف من حروف إملاء التى نجدها الآن مع خريجى الجامعات المختلفة. أما أركان التعليم فى المدرسة فهى المدرسة و الطالب و المدرس.
المدرسة يجب ان يكون لها هيبة فهى ليست مبان وحوائط بل هى قيمة فى حد ذاتها ، إنها مكان يجتمع فيه صانعى عقول الأمة وفى هذا المكان يتم تدريب الإنسان وبناؤه ليدخل الى الحياة وهو مسلح بالأخلاق و العلم وليس الفشل والإدمان وصحبة السوء كما نرى هذه الأيام .فالمدرسة كيان قائم بذلك وهو الذى يخرج لنا الطبيب والطيار والضابط والمهندس والمعلم الجديد وغيره وغيره.
أما الطالب فهو المستهدف من هذه العملية التعليمية وهو الجيل الصاعد الذى يجب أن يفهم جيدا انه سوف يتحمل المسئولية بعد فترة ويجب ان يعرف هذا الطالب الذى جاء ليدرس انه قد جاء الى هذا المكان لكى يتم تأهيله ويصبح عندما يكبر نافعا لبلده وعضو صالح فى المجتمع. كم تمنينا ان نرى التلامذة وهم يذهبون الى المدرسة كالجنود الذين يذهبون الى معسكراتهم بصرامة وحزم بدلا مما نراه من فتح مدارس لمن جاءوا لزيارة أولياء الله الصالحين وينشرون ملابسهم الداخلية من شرفات الفصول وأصبحت المدارس بؤر للفساد فهى تفسد الطالب ولا تنفعهم بل تجمع الطلاب فى مكان به اناس يجبرون الطلاب على الدروس الخصوصية ، وهذا كان هو المخطط لذلك من الخارج من خلال بعض رجال التعليم وسيداته المتآمرين ومنهم السيدة (ك.ك.) التى كانت مشرفة على وضع كثير من المناهج فى فترات كانت غاية فى الأهمية بالنسبة لمصر والتى غيرت فيها كثير النصوص التى تحث على الوطنية وفرغت المناهج من كل ماهو مفيد وأضافت كل ما هو يدمر الطالب فكانت مشرفة على وضع المناهج المشبوهة.
أما المعلم فهو حجر الزاوية ولا يختلف دوره كثيرا عن الطبيب. فالطبيب مهمته أن يخفف آلآم الناس من خلال علمه ومن خلال ما درسه من تشريح لكل اجزاء الجسم البشرى ومعرفة كيفية علاج كل جزء وما يناسبه من عقاقير أما فى كلية التربية لا يحدث هذا الإطلاق. أولا يُنظر الى كلية التربية انها كلية صغيرة لا ترقى حتى الى كلية الآداب وهى أضعف من الآداب و الألسن والعلوم ودار العلوم وغير ذلك. أما الدراسة فيها فهى أربع سنوات مثل أى كلية عادية ويتم فيها دراسة المادة الأكاديمية بالإضافة الى المواد التربوية وقد ذهب البعض فى وقت من الأوقات الى الغاء هذه الكلية أصلا و الاكتفاء بكلية الآداب و دار العلوم وغير ذلك ، بدلا من الحديث عن التطوير لهذه الكليات بحيث تصبح سبع سنوات مثلها مثل الطب ويدرس فيها الطالب فسيولوجية الإنسان ويتم عمل دراسة معمقة وقوية فيها وتأخذ وضعها الحقيقى بحيث تصبح من كليات القمة فهى سوف تخرج المعلم الذى سيبنى عقول الأمة… المعلم الذى سوف يعزز القيم والآداب و التربية الحقيقة فى عقول العجينة التى يتم تشكيلها بين يديه..وأيضا من المفترض أن يحصل المعلم على أعلى مرتب.
ويجب ان يفخر المعلم بكونه معلم وهذا فقط سوف يجعله يبتعد عن الدروس الخصوصية وسيعتز بكرامته بدلا من الدخول الى المنازل للبحث عن الرزق وإلا فكيف يعلم الطالب الكرامة وهو مهان (ففاقد الشيء لا يعطيه) فيجب الالتفات الى هذا حتى يُخَرِج لنا المعلم بشرا رجالا وليسوا أشباه بشر و أشباه رجال.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register