راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

السائرون إلى الموت

 

أحمد فوزى السيد
أحمد فوزى السيد

  

≥≥الجماعة بعنادها كتبت خطاب الوداع "بالدم" .. بنفس التصلب الغريب الذى كانوا يمارسونه أيام وجودهم بالحكم

 ≥≥لم تُخلق السياسة لتكون طريقًا مفروشًا بالدماء يذهب بممارسيها إلى الجحيم .. نهايته نعوش تَرفع على حسرات الصراخ والبكاء

≥≥"الخوارج " رفعوا رايات حماية الدين .. فباتوا " غصة " فى طريق وحدة المسلمين .. وكادوا يدحرون الإسلام فى أيامه الأولى

 أحمد فوزى السيد:

عندما ترى حملات التصعيد المختلفة على كافة صفحات الإسلاميين فى هذا التوقيت الصعب .. وبعد كل ماحدث .. تجد نفسك فى حيرة غريبة تصيبك بالحنق .. من نفس حملات التشويه التى جعلت الجميع يهب للوقوف ضدهم .. سواء كانت مؤسسات الدولة المختلفة .. أو حتى جموع الشعب الذى صنفوه إلى فلول .. وليبراليين .. وعلمانيين .. وكفرة .. والجميع يتكالب لهدف واحد هو هدم الدين

نفس الفكرة الإقصائية .. نفس النظرة لأنفسهم باعتبارهم شعب الله المختار على أرضه .. وكأن كل ماحدث مازال غير كافيا لهم حتى يعيدوا النظر فيما يفعلونه من حرق لكل أواصر التعاطف معهم .. وبما يجعل الجميع فى حالة رغبة نهائية للقضاء على هذا الفكر من ذاكرة المجتمع المصرى .

لايلدغ المؤمن من جحر مرتين .. فما بالك بسياسة أدت إلى فقد الملك والسلطة وأغلى مالديهم من أرواح ذهبت ليس فداءً لبلادهم .. بل  لعقم قادة تيارهم السياسى .. بعد عقود طويلة من العناء والمحاصرة والتضييق والمصادرة للأموال .. وحتى الأنفس كانت تصادر "بقرار" .. ومازالوا حتى الآن يتبعون نفس السياسة التى ستؤدي حتما لاجتثاثهم من الحياة السياسية للأبد.

لم تُخلق السياسة لتكون طريقًا مفروشًا بالدماء يذهب بممارسيها إلى الجحيم ..  نهايته نعوش تَرفع على حسرات الصراخ والبكاء من أباء وأمهات ربما هم من قدموا أبناءهم  " ضحايا " بما أوصلوهم إليه من قناعات لاتهتز .. تأمرهم دائما بحتمية " الشهادة "  في سبيل " فكرة " .. حتى لو كان تطبيقها يصيبه العوار بالاستشهاد فى مواجهة بنى وطنهم وعقيدتهم الذين باتوا فى ارتياب ممن وثقوا فيهم وأعطوهم أصواتهم في الرئاسة والبرلمان ليصل بهم المطاف بالنهاية إلى منطقة بعيدة تمامًا عما يرفعونه من شعارات دينية تهدف فى المقام الأول لإرساء قيم  التعاون والحب والسلام ..

غالبية أبناء التيارات الإسلامية تسللت إليهم الفكرة من داخل منازلهم السلفية أو الإخوانية والتى قد يسعى بعضهم إلى هدم الدولة فداءً لما يعتقدون .. حتى باتت الفكرة مشوهة فى نظر غالبية المسلمين قبل نظرائهم من معتنقى الديانات الأخرى .. أو حتى العالم الغربى الذى يستفيد فى تدعيم مواقفه العدوانية الناقمة الراغبة فى السيطرة على مقدرات شعوب الشرق الأوسط .. وذلك من جراء التصلب والعنف فى طريقة التطبيق .. والرغبة فى إملاء التوجهات على الغير .. حتى من المتدينين الذين يرفضون أسلوبهم ويرونه أقرب " لأسلوب الخوارج " الذين كادوا يدحرون الإسلام فى أيامه الأوائل .. رغم رفعهم أيضا لرايات حماية الدين ولكنهم كانوا غصة فى طريق وحدة المسلمين.

هل من مقابل للموت فى سبيل "السياسة" !

   أيام عدت كالسنوات العجاف مرت علينا ونحن نشاهد فض اعتصام رابعة بعد أكثر من شهر على  جلب كل المعنيين بالشأن المصرى من كافة الدول فى استثناء ربما يكون الأول والأخير .. تسمح فيه الدولة بالتدخل مباشرة فى شأن داخلى .. وهو ماقابلته قيادات الإخوان التى أوصلت الجماعة لكتابة خطاب الوداع "بالدم".. بعد مشوار أكثر من ثمانين عام .. بنفس التصلب الغريب الذى كانوا يمارسونه أيام وجود الجماعة بالحكم .. وحكموا على أنفسهم وأتباعهم بملاحقة الموت من كل حدب وصوب سواء من القوات الأمنية .. أو موتهم نفسيًا فى "عيون المصريين" .

  كمية الدماء التى أريقت من كافة الأطراف .. كانت كالخناجر التى تندس "فجأة" من قاتل محترف بين ضلوع إنسان آمَن .. لايري الحياة إلا من منظار الطيبة والوفاء لرب العالمين الذي منحه " حب الحياة " .. ليفاجأ بطعنة الخسة والندالة فيقع يصارع الموت لتنقلب رؤيته للحياة الوردية .. إلى رؤية أكثر سوادًا .. وكلما اقتربت روحه  لمفارقة الحياة  .. اسودت الرؤية أكثر وأكثر .. حتى تختفى الصورة بمغادرته للحياة ..

 

 

درء المفاسد مقدم على جلب المنافع:

   لم يكن يتخيل أحد أن الأخوان الذين يحكمهم مبدأ "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" .. وهو الشعار الذى رفعوه لعدم المشاركة في  احتجاجات القوى المدنية على أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء .. كما منعهم أيضا من المشاركة فى محاصرة مقر وزارة الدفاع من أتباع حازم صلاح أبو إسماعيل حليفهم القوى .. أيام المرحلة الانتقالية التى أعلنوا فيها " تذمرهم " من هتاف "يسقط حكم العسكر"  .. وتسابقوا وقتها للخروج على الشاشة " إعلاءً لنفس المبدأ " للإعلان عن " وطنية " قادة المجلس العسكرى السابق الذي شاركهم تخبط المرحلة الانتقالية إعلاءً لنفس المبدأ .. الآن يتسابقون بنفس القيادات فى اتهام الجيش والشرطة " بالخيانة " .. بما يساهم فى إشعال الموقف بينهم وبين شبابهم بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى .

   باتوا يلقون بشبابهم في جحيم المواجهة مع الأمن دون أن يهتز لهم جفن لكل ماتحمله مخاطر المواجهة من عنف وقتل .. أعقبه بالطبع ازدراء في عيون المجتمع ربما لسنوات تكون كفيلة بموت الفكرة واندثارها للأبد .. بينما هم كانوا أول الفارين من الاعتصام .. ولم يجرؤ أحد منهم حتى على المشاركة فى تشيع جثامين أبنائهم خوفًا من القبض عليهم  وهرب منهم من هرب متخفيًا .. والآخر غيّر ملامحه بشكل كامل للهروب خارج البلاد بما يضمن لهم عدم الملاحقة الأمنية والقانونية.

  السير إلى السياسة  لايكون عبر تفخيخ كل دروبها ومسالكها .. بل بالسير نحو التوافق على مصالح الوطن وتحقيق أهداف رفعته واستقراره .. ووحده جيشه حتى لو اختلفنا مع بعض ممارسات الأجهزة الأمنية المختلفة .. لايكون الحل بالمواجهة معها بالعنف .. فهى فى النهاية سيف الوطن ودرعه لمواجهة أعدائه من الخارج .. مصلحة الوطن يجب أن تُقدم دائما على مصالح الأشخاص والجماعات  .. وإلا سنكون سائرين طوعا إلي الموت .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register