كل ما يعرفه عنها سكان منطقة روكسي بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة أن اسمها عائشة، تبلغ من العمر نحو 80 عاماً، وتقيم في شارعهم منذ الخمسينيات من القرن الماضي.
كان سكان المنطقة يعتبرونها من معالم الشارع، حيث تفترش الرصيف المواجه لمقهى شهير، وتقيم فيه صيفاً وشتاءً، كما أنها ترفض أن تنقل لدور رعاية أو دار المسنين.
تحصل المسنة عائشة على قوت يومها مما يتعطف عليها الأهالي به من طعام وملابس دون تسول، واعتبرها السكان كما يقولون "سيدة مبروكة"، فعندما تغضب على أحد منهم حاول نقلها إلى دار المسنين يحصل له مكروه خلال أيام، لذلك حرصوا على عدم إغضابها، وظلت هي على هذه الحال طيلة 60 عاماً. لكن مواطنة من سكان المنطقة لم تلتفت لما يروجه السكان حول السيدة المسنة، وقد استاءت من وجودها وهي في هذا العمر المسن بالشارع، فتقدمت ببلاغ للحكومة المصرية، وعلى الفور وجهت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي فريق التدخل السريع بالتحرك لمكان الحالة.
وتبيّن وفق التحريات التي أجرتها السلطات أن السيدة تدعى عائشة، وتبلغ من العمر حوالي 80 عاماً، وليس لديها أوراق ثبوتية، وموجودة على رصيف مقهى معروف في منطقة ميدان روكسي بمصر الجديدة، وأفاد أهالي بالمنطقة وصاحب المقهى الذي تقيم على الرصيف المواجه له أنها موجودة في المكان منذ خمسينات القرن الماضي.
وأوضح السكان أن السيدة لا تؤذي أحداً ولا تتسول، كما أنها على علاقة طيبة بجميع السكان بالمنطقة، وأصبحت من معالم المكان بسبب طول فترة إقامتها فيه على مدى 6 عقود كاملة.
من جهته، حاول فريق التدخل السريع التابع للوزارة إقناع العجوز بنقلها إلى دار لرعاية المسنين لإكرامها وحمايتها وتوفير العناية الكاملة لها، وواجه الفريق اعتراضات من أهل المنطقة في بادئ الأمر، وحاولوا صرفه تحت دعوى أنها "سيدة مبروكة" ومحبوبة من الجميع ولا تؤذي أحداً.
وقالت الوزارة في بيان رسمي لها إن الفريق قام أخيراً بإقناع أهل المنطقة بالتعاون معه لنقل السيدة إلى دار رعاية "عقيلة السماع" للمسنين حماية لها، وكي تعيش ما بقي من عمرها تحت الرعاية الكاملة، ووافق السكان في النهاية.
وأضافت الوزارة أن الفريق التابع لها تمكن من اصطحاب السيدة المسنة واستقبالها بالدار بعد التأكد من نظافتها الشخصية والاطئنان عليها طبياً، وتخصيص سرير وتوفير احتياجاتها الصحية والغذائية والشخصية لتعيش حياة كريمة تعوضها عن عناء 60 عاماً قضتها في الشارع.