راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

«تجديد الخطاب الديني الأزهري» بين الحقيقة والخيال.. تقرير

وكالات
رصدت وكالات الأنباء العالمية الجدل الدائر في مؤسسة الأزهر، بشان محاولات تجديد الخطاب الديني في مصر، بعد تفشي الإرهاب الأسود في العالم كله، وننشر لكم في التقرير التالي، ما كشفت عنه الوكالة بهذا الشأن.
على وقع استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجهات المعنية في مصر حول تجديد الخطاب الديني، منذ دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى «ثورة تجديدية» في هذا الشأن قبل نحو عامين، وصولاً إلى الأزمة الأخيرة حول رفض الأزهر اقتراح الرئيس تقييد «الطلاق الشفوي»، كان 18 طالباً من جامعة الأزهر يبحثون عن مدرج يقيمون فيه تدريبات لمسرحيتهم الأولى حول القضية الشائكة نفسها، عبر تطبيقات عملية تُبرز التناقضات بين القول والفعل والمفهوم المتشدد والتنويري للدين.
وتعتمد مشاهد المسرحية إلى حد كبير على الارتجال، ويتوقّف عرضها على الانتهاء من أعمال الإنشاء لأول مسرح في جامعة الأزهر التي لم تعرف نشاطاتها من قبل الفن المسرحي. لكن يبدو أن التمثيل لن يكون يسيراً في الجامعة، كما واقع تجديد الخطاب الديني.
الطالب في الفرقة الأولى بكلية الدراسات الإسلامية محمود محمد تعلّم فن المسرح قبل ثماني سنوات خلال مشاركته في إحدى الورش التمثيلية المستقلة، إلى أن وصل إلى مستوى احترافي مكّنه من المشاركة في عروض على مسرح «الهوسابير» في وسط القاهرة. وفيما كان يأمل باستثمار موهبته على «مسرح الجامعة» الذي بدأ عدد من المشاهير طريقهم الفني من خلاله، فوجئ بأن جامعة الأزهر ليس بها مسرح.
يقول محمد: «كانت صدمة لي، توجّهت إلى عميد الكلية متحدثاً عن قيمة الفن وقدرته على توجيه رسائل هادفة يتفاعل معها المتلقي وتؤثر فيه، وكان متفهماً منفتحاً فتبنى الفكرة، وبدأ في الحصول على الموافقات لتدشين أول مسرح في الجامعة على جزء من ملاعب كليتنا (الدراسات الإسلامية)». ويضيف: «لم تكن فكرة الانتماء إلى فرقة مسرحية مقبولة عند بعض الطلاب ممن اعتبروا التمثيل حراماً، غير أن بعضهم تفاعل مع الفكرة إلى أن أسسنا أول فريق (تمثيل) من 18 طالباً».
لكن مستقبل الفكرة واحتمالات خروجها إلى النور ما زالت مبهمة في رأي محمد، إذ تعتبر الجامعة مشاركة فتيات في فريق التمثيل «إشكالية». لكن الفرقة متمسكة، في المقابل، بمشاركة الفتيات، وترى أن من غير المقبول أن يرتدي شاب ملابس فتاة ويؤدي دورها من دون وجود مبرر لذلك في النص، بدعوى أن «الاختلاط حرام»، لا سيما أن الأعمال التي ستقدمها الفرقة «هادفة غير مبتذلة»، بحسب الطالب.
وبموازاة ذلك كانت فرقة «وادي المعرفة» الطالبية داخل جامعة الأزهر تُطلق مسابقة «نجم الأزهر» على غرار برامج المسابقات المتلفزة، وهي تسعى إلى كشف المواهب في مجالات الرسم والتصوير والشعر والإنشاد، وتفاعل معها عشرات الطلاب، ما يشير إلى نزوح بعض الطلاب الذين تقوم دراستهم على مواد شرعية نحو الفن.
وقال المتحدث باسم الفريق الطالبي محمد بالي لـ «الحياة»: «لم نطلق المسابقة التي تسعى إلى رعاية المواهب الفنية لطلاب الأزهر وتوجيه رسالة حول الفن الهادف إلا بعد أن استفتينا أساتذتنا حول إباحة تلك الفنون وكان الرد الغالب: حلالها حلال وحرامها حرام»، موضحاً أن «المسابقة مستقلة عن الجامعة». وأضاف: «استأجرنا بجهودنا الذاتية إحدى القاعات القريبة من حرم الجامعة في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) حيث يعرض الطلاب موهبتهم على لجنة متخصصة في كل مجال خلال ثلاث مراحل تنتهي باختيار أربعة فائزين».
وتأتي تلك الجهود الطالبية في وقت تتعرض مؤسسة الأزهر لاتهامات بالتراخي عن تجديد الخطاب الديني. وقال الباحث في شؤون الجماعات الدينية ماهر فرغلي إن مواجهة الجماعات المتشددة للفن مردها إلى «قدرته على توسيع مدارك الإنسان، ومن ثم انتفاء صفة السطوة الفكرية والسمع والطاعة التي تقوم عليها تلك الجماعات».
ويؤرّخ الروائي إبراهيم عبدالمجيد اختلاط الفكر الأزهري بفكر الجماعات الدينية إلى سبعينات القرن الماضي، حينما استعانت السلطة السياسية بهم لمواجهة تيار آخر، وأتاحت لهم فرصة التغلغل، و «قبل ذلك شهدنا الكثير من المتنوّرين من خريجي الأزهر وهم يدعمون قدرة الفن على مواجهة التطرف وإخراج شخصيات سويّة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن غياب تلك القدرة التغييرية للفن تنتاب المؤسسات التعليمية ككل وليس الأزهر فقط، إذ لا تضم المناهج الدراسية في المراحل الأساسية أي حديث عن نشأة المسرح والسينما ودورهما عبر التاريخ.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register