«جهل غالبية المُعلمون بالتكنولوجيا».. هل يقف عائقاً أمام تطبيق النظام الرقمي؟..تقرير
قبل أسبوع من الآن، أعلن الدكتور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تصرف على الكتب المدرسية والخارجية قرابة 2 مليون جنيهًا، واعدًا بإلغائها والبدء في استخدام نظام رقمي يعتمد على التابلت والألواح الذكية، إلا أن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة فاجئه أمس بإحصائية صادمة ربما تعرقل خطة الوزارة خلال الأيام المقبلة.
الوزير قال خلال كلمة له بالجمعية العمومية: "الدنيا اتغيرت، والحديث عن التنسيق هيختفي والمدرس دوره في النظام الجديد هيكون أكبر، يقود العملية التعليمية مثل الموسيقار، وخلال عام أو عامين مفيش كتب، كله هيتحول إلى رقمي".
إحصائية التنظيم والإدارة ربما تحطم خطة الوزير في تحويل النظام إلى رقمي، بعدما أعلنت أن٩٠٪ من مديري المدارس الابتدائية والإعدادية، و٥٠٪ من المدرسين بقطاع التعليم الأساسي لا يجيدون التعامل مع الكمبيوتر.
الإحصائية أكدت أن تلك النسبة من المدرسين والمدراء لا يجيدون استخدام الحاسب، وليست لديهم حواسب في مكاتبهم، وأن نصف مدرسي التعليم الأساسي البالغ عددهم ٥٥٠ ألفًا، لا يجيدون التعامل مع الكمبيوتر، إضافة إلى نحو ٧٥٪ من موظفي المحليات بالجهاز الإداري للدولة، وعددهم حوالي ٣ ملايين و٩٠٠ ألف موظف يدخلون في تصنيف أمية الكمبيوتر.
يجيب الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية الأسبق بجامعة سوهاج، على تساؤل كيفية دخول هؤلاء المعلمون للمدارس، وهم لا يجيدون استخدام الكومبيوتر، مؤكدًا أن مهنة التدريس فتحت أبوابها لكل من يريد دون اشتراط أن يكون المدرس من خريجي كليات التربية.
ويوضح "رجب" أن مهنة التدريس هي المهنة الوحيدة التي يمتهنها أي شخص بمجرد أن يقدم على دبلومة ويصبح مدرسًا، على عكس باقي الكليات الأخرى، التي لا يعمل فيها سوى خريجيها.
ويشير "رجب" إلى أن تلك الإحصائية تؤكد عدم إدراك الحكومة لمسؤوليتها، وارتكابها جريمة في حق الطلاب والأجيال القادمة، لافتًا إلى أن اختبارات القدرات التي يمر بها المدرسون ليست على الكفاءة المطلوبة، والامتحانات لا تكون مشددة. وردًا على ذلك قال أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إنه خلال عامين لن تكون هناك كتب ورقية في الوزارة، وستتحول جميع المناهج إلى إلكترونية، وستعقد دورات تأهيلية للطلاب والتلاميذ لاستخدام النظام الرقمي.
وطالب المعلمون بإنشاء حسابات على بنك المعرفة، وهو أكبر مكتبة رقمية في العالم تشمل شتى العلوم، وهو برنامج يكلف الدولة مئات الملايين من الجنيهات، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد تعيين عدد من المعلمين للمرحلة الابتدائية، ورياض الأطفال، لخدمة النظام التعليمي الإلكتروني الجديد.
وعملت الدول الأوروبية منذ سنوات على إدخال النظام الإلكتروني في التعليم، منهم بريطانيا التي استخدمت نظام "الشبكة الوطنية للتعليم"، وربط فيها أكثر من (32.000) مدرسة بشبكة الانترنت، و9 ملايين طالب وطالبة، و450.000 معلم، وفي هذه الشبكة كل طالب وطالبة أُعطي عنوان إلكتروني، كما تم تدريب وتزويد 10 آلاف معلم بأجهزة حاسب آلي.
ويرى كمال مغيث، الخبير التربوي، أن الحل الآن في عقد دورات تدريبية من أجل تأهيل المدرسين اللذين لا يعلمون شيء عن الحاسب الآلي، ولا يجيدون التعامل معه، لافتًا إلى أن الخطأ كان من البداية ولا يمكن حلّه بالاستغناء عن هؤلاء المدرسين ولكن من خلال تدريبهم.
ويشير "مغيث" إلى أن هناك فوضى في تعيين المدرسين بالمدارس، ولا توجد معايير واضحة لها، لافتًا إلى أن خريجي كلية التربية فقط هم من يتدربون على استخدام الحاسب الآلي، لكونه مادة نظرية وعملية لديهم على عكس باقي الكليات التي تدخل مجال التربية بالدبلومة.