الفتنة الطائفية والإعلام الكاذب والتسول .. مشكلات بحاجة إلى حل عاجل

خديجة فيصل 

تعد السياحة من أهم مصادر الدخل القومي لمصر حيث تمثل ما يعادل 11% من إجمالى الدخل القومي أى ما يوازى 13:12 مليار دولار سنويا ، كما يلعب هذا القطاع دورا قوميا كبيرا في مواجهة قضية البطالة حيث يعمل به بطريقة مباشرة وغير مباشرة حوالي 2 مليون شخص ، لكن في الفترة الماضية واجه القطاع السياحي ضربة قوية حيث تراجع الدخل السياحي لنسبة قد تصل إلى أكثر من 80% أى أصبح يخسر ما يوازى 40 مليون دولار يوميا وذلك بعد أن أحجم السائحون في القدوم لمصر لعدم الاستقرار الأمنى وقيام العديد من الدول بفرض حظر على مواطنيها من السفر عليهم إلى مصر خاصة بعد الانفلات الأمنى الذي حدث أثناء ثورة 25 يناير.

أشار د.عصام حشمت محمد : مدرس مساعد بكلية الآثار بقنا جامعة جنوب الوادي في دراسة ميدانية حول أهمية السياحة وأهم السلبيات التي يعانى منها القطاع السياحي و كيفية التغلب عليها وكذلك الايجابيات وكيفية تنميتها وذلك تطبيقا على محافظات الأقصر وقنا والبحر الأحمر ، واستهدفت هذه الدراسة كل المستفيدين والعاملين بالقطاع السياحي.

فظهرت عده أسباب لانخفاض نسبة السياحة في مصر خلال الفترة الأخيرة وهي بنسبة 87,67% أن العامل الأساسي وراء انخفاض السياحة في مصر في الوقت الحالي يعود إلى "الانفــلات الأمني "وحاله الفراغ الأمني التي أعقبت ثوره25 يناير و الواضحة أيضا في معظم أنحاء البــلاد نتيجة لانتشار المظاهرات والاعتصامات وأعمال البلطجة علاوة على الفتن الطائفـية بين عنصري الأمة مما أدى إلى حظر بعض الدول لمواطنيها من زيارة مصر .

كذلك اتفقت بعض الآراء بنسبة 6,8% على أن الإعـلام له دور هام في ارتفاع وانخفاض معدلات السياحة  حيث تجد التهويل الإعلامي أو الإعلام الكاذب من بعض المحطات يؤدى إلى تخوف السائحين وبالتالي إلى انخفاض المعدل السياحي وعلى العكس إذا  ما تم التسويق الجيد للسياحة المصرية بكل أنواعها سيكون هذا عامل هام للجذب السياحي لمصر وبالتالي ارتفاع المعدل السياحي المصري .كذلك أجمعت الآراء بنسبة 61,64 % على أن طريقة تعامل المصريين من جميع الفئات مؤثرة في الجذب السياحي  كما أنها تعد أحدى المعوقات السياحية حيث تفتقد الطبقة الكبرى من المصريين للوعي بطريقة التعامل الصحيحة مع السائحين حيث أنهم يتعاملون معهم من باب الاستغلال المادي.

وأحيانا المضايقات من بعض الفئات مثل مشكلة التسول كما أنه على النقيض هناك 38,36%  رأت أن طريقة تعامل المصريين مع السائحين ليست بالعامل الرئيسي المؤثر في معدلات ارتفاع وانخفاض السياحة وإنما يرجع للعوامل الخارجية حيث أن الشعب المصري شعب محب للسياحة لأنها مصدر رزقه .وأيضا مشكلة الباعة الجائلين  من المشكلات المستمرة  والمؤثرة على السياحة  والتي تساهم في أعطاء صورة سيئة عن مصر وأجمعت على هذه تأثير هذه المشكلة على سياحة نسبة تصل إلى 23,28% من أراء العاملين في القطاع السياحي أما عن السائحين فمنهم 60% اجمعوا على أنهم تعرضوا لمضيقات الباعة الجائلين ، تتمثل هذه المشكلة في مضايقة السائح والإلحاح عليه وإجباره على الشراء .

و هناك 9,52% من آراء العاملين في القطاع السياحي تؤكد أن العمالة ليست مدربة بطريقة تؤهلهم للاحتكاك المباشر بالسائحين حيث تواجه هذه الفئة مشكلات منها عدم إجادة لغة السائح كما أنها تفتقد لمعرفة الطرق والأساليب الصحيحة للتعامل مع السائح .

وتوجد مشكلة معروفة لدا الجميع حيث نجد توقف الموسم السياحي  في محافظات قنا والأقصر على سبيل المثال من شهر 4 حتى شهر 9ولكن ليس بوسعنا شيء سوى التركيز على نوع أخر من السياحة في هذه الفترة وهو السياحة الترفيهية أو السباحات القائمة في المدن الساحلية. وظاهرة أخرى وهى الأسعار والتي أجمعت الآراء بنسبة 27,39% أن الأسعار في القطاع السياحي هي عامل مهم لكلا الأطراف السائح والمستفيد منه كما أن ارتفاع المنتج السياحي قد يشكل مشكلة للسائح حيث يعطيه الشعور بأنه مستغل مما ينتج الشعور بعدم الثقة في بعض تعاملاته الأخرى ، ونتيجة لذلك يجب التركيز على كيفية زيادة معدل إنفاق السائح بدون إعطائه الشعور بالاستغلال ، وإذا كانت هناك مغريات أكثر سواء في الإقامة أو المزارات أو الهدايا الذي يأخذها السائح كتذكار من مصر وإذا كان هناك اهتمام فانه سوف ينفق أكثر وسيكون العائد منه أكبر بل وسيفكر في دعوة أصدقائه والقدوم مرة أخرى إلى مصر .

ومشكلة أخرى تقف في طريق التنمية السياحية و أجمعت على وجود هذه المشكلة نسبة 23% من أصحاب البارزات حيث اتفقت آراءهم على أن المرشدين السياحيين يشكلون لهم مشكلة بتدخلهم في عمليات البيع والشراء وأيضا يتحصلون على العمولات مما يدفع  أصحاب البازارات على رفع سعر المنتج . ومما لاشك فيه أن عدم انتظام حركة المرور يعطى صورة سيئة عن مصر كما أنها تسبب ضيقاً للسائح لأن السائح يحب التجوال بحرية في المكان الذي يزوره .

 و لقد أجمعت نسبة 4% من الآراء على أن السياحة الداخلية على الرغم من أهميتها تعانى من الإهمال الذي أدى إلى ركودها بنسبة كبيرة في حين أكدت هذه الآراء إننا نستطيع بقليل من الجهد أن نحول السياحة الداخلية لتصبح واحدة من دعائم الاقتصاد القومي بل وأن تكون بديلة للسياحة الاجنبيه في وقت حدوث الأزمات ، ولتشجيع السياحة الداخلية لابد وأن تكون بخطة تهدف إلى الاستفادة بالإمكانيات الحالية إلى حين عودة السياحة الخارجية مع الاستمرار بعد ذلك في تشجيع السياحة الداخلية .

وأثبتت بعض الآراء أن نظافة الشارع المصري وعلي الأخص المنطقة السياحية أو الأثرية عامل هام للجذب السياحي حيث تعاني بعض المناطق الأثرية خاصة مع العشوائية وعدم النظافة التي تضر بالأثر بالنظر العام .لذلك تعانى السياحة في محافظات قنا والأقصر والبحر الأحمر من انخفاض ملحوظ في أعداد الزوار . وعليه نطالب كل المعنيين والجهات المختصة بالسياحة بالقيام بمجموعة من الإجراءات ستكون بمثابة مفتاح لحملة تسويق عالمية للسياحة المصرية ، ومنها إقامة معرض لتنشيط السياحة في مصر يضم عروض data show  خاصة بالمناطق الأثرية غير المعروفة تتضمن تعليق صوتي بأكثر من لغة عليها مع وجود هدايا تذكارية يصطحبها معه الزائر .

و إقامة معرض صور فوتوغرافية يضم صور لمناطق سياحية للسياحة بمختلف أنواعها مع التعليق عليها وصور مشرفة للثورات المصرية عبر العصور.وكذلك عمل كتيبات سياحية تتضمن حصر المناطق السياحية والأثرية في مصر بالتعاون مع هيئة الآثار وغرفة تنشيط السياحة .و تشجيع الرحلات العلمية للمدارس والجامعات. وأيضا عمل دليل سياحي شامل يتضمن أسماء الفنادق والشركات السياحية والمطاعم وشركات الطيران .

كذلك التنويع في برامج السياحية المعروضة للسائح بحيث يختار ما يريد  وإقامة ملتقي لكليات السياحة والفنادق علي مستوي مصر بل ممكن علي مستوي العالم . والترويج لكل ما هو جديد وغريب مثل الفلكلور الشعبي والتراث مثل الرقص بالتنورة . وإقامة اتفاق مع شركات الاتصالات وشركات السياحة لإرسال فيديوهات وصور عن طريق خدمة التجوال تصميم فيديوهات وعرضها علي السائحين أثناء تنقلاتهم الداخلية بالأتوبيس . وأخيرا نقول كل إنسان يملك مجموعة من الأفكار والطموحات إذا وظفها وعمل على الاستفادة منها فإنه سيرفع من راية مصرنا الحبيبة عالية شامخة .