راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

كرداسة.. أرض الخوف

أحداث عنف - ارشيفية
أحداث عنف - ارشيفية
أحداث عنف – ارشيفية

أعد الملف: لبنى عبدالله

فزع ورعب.. قلق وترقب.. متاريس وسواتر ترابية في الشوارع.. حصار محكم للمنطقة كاملة.. هذا هو الحال في مدينة كرداسة بعد مداهمة قوات الشرطة لكافة أرجاء القرية, للقبض على العناصر الإرهابية, بعد المجزرة التي تعرض لها ضباط الشرطة هناك, على أيدى أعضاء تنظيم الإخوان وحلفائهم من الجماعات الإرهابية, والعناصر المتطرفة, رداً على عزل الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان من حكم مصر, إثر انتفاضة 30يونيو.
ويخيم الحذر والهلع على سكان قرية كرداسة,إحدى قرى محافظة الجيزة وكبراها, والتى ظلت بعيدة عن السيطرة الأمنية, تعيش حالة من التحصن الشديد, وفرض الإقامة الجبرية, وحظر التجوال من قبل بعض عناصر التيارات الإسلامية المسلحة, التى حولت المدينة إلى "ثكنة عسكرية", بعد قيامهم بذبح ضباط قسم شرطة كرداسة, والتمثيل بجثثهم, وإغلاق المدينة, وقاموا بوضع كميات من الرمال والأحجار فى الشوارع الرئيسية, لمنع حركة السيارات, وتهديد الأهالى بالأسلحة التى بحوزتهم, حتى حانت لحظة تحرير هذه القرية على أيدى القوات الأمنية, التى داهمت "كرداسة" وألقت القبض على 109 من الخارجين عن القانون فى عملية أمنية قُدرت نسب نجاحها بـ99%, نظراً للتعامل الاحترافى الذى نفذته أجهزة الشرطة فى التصدى للإرهابيين دون سقوط ضحايا, فى المقابل سقط اللواء نبيل فراج, مساعد مدير أمن الجيزة شهيداً إثر رصاصة غادرة من المجرمين, فضلا عن عدد من الإصابات الطفيفة فى صفوف ضباط الشرطة.
"زهرة التحرير" تستعرض فى هذا الملف حكاية قرية ظلمها الإرهابيون..

كرداسة إمارة إسلامية!
أعلن عدد من التيارات الإسلامية المسلحة, فور عزل مرسى أن "كرداسة" إمارة إسلامية,  وقاموا بممارسة كل أنواع الإرهاب ضد الأهالى؛ حتى يستسلموا للأمر الواقع, خاصة أن القرية تشهد تواجد لجميع التيارات الإسلامية, ويقودهم قيادات بالجماعة الإسلامية, والإخوان المسلمين, وتنظيم الجهاد وبحوزتهم كمية من الأسلحة النارية, ومدافع الجرنوف والبنادق الآلية وخرطوش وقنابل.
كرداسة وساعة الصفر
شنت قوات الأمن حملة مداهمات فى كرداسة؛ بحثاً عن حوالى 140شخصاً من المطلوبين, وأسفر إطلاق النار المتبادل بين الطرفين عن سقوط اللواء نبيل فراج, مساعد مدير أمن الجيزة  شهيداً, متأثراً بطلق نارى فى حين تم إلقاء القبض على عدد 109شخصا يشتبه فى تورطهم فى حرق قسم شرطة كرداسة, وقتل 11ضابط والتمثيل بجثثهم, إثر قيام قوات الجيش بفض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة المؤيدين للرئيس المعزول.


قرية "الزمر".. صناعة المجرم!

يقول الدكتور صلاح هاشم, الكاتب والمفكر السياسى, إن الجريمة دائما مرتبطة بالمناطق المُهمشة والفقيرة, والتى تعانى لفترات طويلة من فكرة الإقصاء المجتمعى, وتعتبر منطقة كرداسة من المناطق التى لاقت تهميشاً لفترات زمنية طويلة, سواء فى نظام مبارك, أو حتى فى نظام مرسى, حيث لاقت حالة من الإهمال والتدهور الاقتصادى, رغم قربها من العاصمة, إلا أنها تعانى معاناة كبيراً فى الأوضاع المعيشية, والمرافق, مقارنة بباقى المناطق القريبة من العاصمة, فضلا عن ارتفاع معدلات الأمية والفقر والتى شكلت آليات أساسية فى الاستمالة الدينية والاستقطاب للجانب الدينى.
وأوضح هاشم, أن الفئات الفقيرة والمهمشة تم تجنيدها لخدمة الأغراض الإرهابية, بدعوى نصرة الدين, حيث تمتلئ "كرداسة" بأناس مغيبة, عانت من فقر العقول, وغياب الضمير, تزج بهم الجماعات الإرهابية والمتطرفة, لتحقيق الأهداف الإجرامية فى المجتمعات, لإحداث نوع من الفوضى, ليكونوا بمثابة المجرم والضحية فى ذات الوقت.
وأضاف "هاشم", أهل كرداسة كانوا بمثابة المجرم والضحية فى ذات الوقت ارتكبوا المجازر والمذابح ضد الجيش والشرطة, وهم أيضاً ضحايا للإهمال الاقتصادى والاجتماعى والسياسى لفترات زمنية طويلة.
واستطرد قائلا: نظام مرسى كان على مدار عام كامل يقوم بتجنيد الشباب داخل كرداسة, وتسليحهم للزّج بهم فى الوقت المناسب للدفاع عن شرعية وجود مرسى فى السلطة, وبالفعل هذه الجماعات بدأت تُشكل خطراً أمنياً كبير فى اليوم الأول من سقوط مرسى, وتم تكوين أوكار للعناصر الاجرامية المتطرفة فى كرداسة, لأنها أقرب مكان للعشوائية, وبها حقول زراعية تُسهل من مهمة الهروب من الشرطة.
ويضيف "هاشم", الحملة الأمنية التى داهمت كرداسة لم تحقق أهدافها بشكل كبير ومازال الجناة الحقيقيون فى العمليات الإرهابية "هاربين" داخل كرداسة, نظراً لطبيعة المنطقة, وسهولة الهرب وعدم سيطرة الأمن عليها بشكل كامل, فهناك عناصر أساسية لابد من القبض عليها, مثل عاصم عبد الماجد, وعصام العريان, وطارق الزمر, مؤكدا أن هناك أجندة مشتركة بين الإخوان والجماعة الإسلامية والجماعات السلفية الجهادية والأجندة مشتركة مع الجميع لأنهم يتصورون أنهم يدافعون عن مشروع واحد وقضية واحدة وهى "الشريعة ".
أهل كرداسة وتربية المقهورين
ولفت هاشم إلى أن هناك علاقة كبيرة بين الفقر والجريمة والاستغلال السياسى, وأهل كرداسة ينطبق عليهم نظرية تربية المقهورين, لأن تدنى المستوى الاقتصادى والإقصاء الاجتماعى المستمر أدى إلى الاحتقان النفسى لدى سكان كرداسة, وشعورهم المستمر بأنهم عناصر غير مرغوب فيها, و"عالة" على المجتمع, ويعانون القهر مما دفعهم للثورة على النظام لاعتقادهم أن النظام القائم حالياً سبب أساسى فى أوضاعهم المتدنية .
وتابع "هاشم": بما أن الداخلية هى الجناح القمعى فى أى مجتمع, لذا هى دائما مصدر الأخذ بالثأر من أى نظام, لذا توجه أهالى كرداسة للفتك بضباط قسم شرطة كرداسة فور علمهم بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالقوة ومقتل عدد كبير من أبنائهم.


أمنيون: مرسى أطلق شيطان الإرهاب.. ويد الشرطة تمسح جبين مصر

يقول اللواء حسام سويلم, الخبير الاستراتيجى, والمدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة, إن كرداسة معقل عائلات إرهابية, وتجار سلاح ومخدرات, وبها نفوذ قوى لعائلة طارق الزمر, فضلا عن الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة, من حيث تواجد المساحات الزراعية والصحراوية, مما يصعب عملية اقتحامها من جانب القوات الأمنية.
وأكد سويلم أنه تم اختيار "كرداسة" كمكان للاختباء والهروب, مثلما اختارت الجماعة الإرهابية مدينة "دلجا", لتكون مكان اعتصام بديل لرابعة العدوية, وميدان النهضة, خاصة أنها موطن لعائلة الزمر, وعائلة عصام العريان, وهو ما يفسر صمت النظام المعزول, بقيادة محمد مرسى, عن مواجهة الجماعات الإرهابية داخل هذه المدينة, مما كان له أكبر الأثر فى توسع التطرف فيها.
وأَضاف سويلم أن العائلات داخل كرداسة, كانت تحتمى بالنظام المعزول, خاصة أن تجار السلاح والمخدرات والإرهابيين كانوا جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين
وعن تقييمه للعمليات الأمنية التى استهدفت تطهير كرداسة من البؤر الإجرامية, يقول "سويلم", إن عمليات الشرطة فى كرداسة كانت ناجحة بكل المقاييس وبنسبة 99%, ولم يسقط سوى اللواء شهيد نبيل فراج, وبعض الإصابات فى صفوف ضباط الشرطة, وتم القبض على 63مجرما دون أن تراق نقطة دماء واحدة, سواء من الأهالى أو فى صفوف المجرمين, مما يؤكد أن الشرطة تحملت كل الخسائر البشرية لاستعادة الهدوء فى القرية.
وبدوره يقول الخبير الأمنى اللواء فؤاد علام, وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق, " أن الرئيس المعزول محمد مرسى, أطلق يد الإرهاب فى مصر, عندما أعفى عن المحكوم عليهم بالإعدام, فى قضايا إرهابية, فضلا عن قراره بالعفو عن المطلوبين أمنياً خارج البلاد, وبلغ عددهم 1000مجرم, وعادوا للتجمع فى سيناء, وبعض المحافظات, وتنسب لهم كل الأحداث الارهابية التى وقعت فى مصر فى أعقاب عزل مرسى..
وتابع "علام" هناك مجموعات لهؤلاء الإرهابين فى كرداسة, إنما التجمع الحقيقى موجود فى سيناء, وهناك بعض التجمعات فى مرسى مطروح وبعض المحافظات الأخرى.
وأكد "علام" على عملية تطهير كرداسة كانت ناجحة بكل المقاييس, ووقوع شهيد من الشرطة دون غيره, يدل على أن رجال الشرطة يقاتلون, لحماية البلاد, بعكس قيادات الإخوان التى تتصف بالجبن, وتحتمى بالشباب البريء, إذن هناك فارق شاسع بين رجال قادة, تنزل أرض المعركة, دفاعاً عن الحق, وتضحى بدمائها, لنصرة للوطن, وبين قيادات مثل صفوت حجازى والبلتاجى تتنكر خوفاً من القبض عليها, بعد تسببها فى إشعال البلاد ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء.
أما اللواء جمال أبو ذكرى, مساعد أول وزير الداخلية فيؤكد, أن "كرداسة معقل للإخوان "الشياطين" على حد وصفه, وكان لابد من التعامل معاها بكل قوة وحسم وحزم, مؤكدا أن كل الجماعات الموجودة داخل كرداسة سواء جهادية أو تكفيرية أو إسلامية, منبثقة عن جماعة الإخوان, وهؤلاء ضد المجتمع والإنسانية بالكامل, ولابد أن يقف الشعب مع الشرطة والقوات المسلحة للتصدى لهم.
وأوضح أبوذكرى أن الجماعات الجهادية اتخذت كرداسة موطناً لها, لأنها موطن عائلات الزمر, وازدادت خطورة هذه المنطقة أمنياً بعد التسيب الذى حدث فى عهد جماعة الإخوان المسلمين, خاصة أن النظام المعزول أطلق الحبل على الغارب للإرهابيين يرتعون فى مصر على مسمع ومرأى من صناع القرار, والآن تيقن الجميع أن غلطة "العمر" كانت أن تحكم جماعة الإخوان مصر.
وأضاف "أبوذكرى" ذبح أفراد قسم شرطة كرداسة كان يستلزم فى قانون الشرطة "من قتل يقتل فوراً", حتى يتحقق الردع, وكلنا شاهدنا بحزن وأسى, كيف تم التمثيل بضباط قسم كرداسة فى جريمة نكراء, ومع ذلك عندما تم إلقاء القبض على الجناة لم تمتد أيادى رجال الشرطة للثأر من الإرهابيين, وأخذ حقوق زملائهم وفضلوا أن تنتصر دولة القانون.
بينما يقول العميد سمير راغب, الخبير الاستراتيجى والعسكرى, إن الجماعات التى تقطن قرية "كرداسة " جماعات إرهابية وليست جهادية, لأن مفهوم الجهاد هو أن تجاهد فى سبيل الله والوطن, أما مايحدث على أرض مصر ليس جهاد وإنما إرهاب, فهل يسمى ترويع الآمنين واقتحام الكنائس وحرق مقرات الشرطة والتمثيل بجثث الضباط وقطع الطرق جهاد فى سبيل الله؟
وأكد راغب أن جماعة الإخوان تقف وراء العمليات الإرهابية بهدف تصدير رسالة للعالم الخارجى أن مصر دخلت نطاق الحرب الأهلية والفتن الطائفية بعد فشلها فى الاستمرار فى اعتصامى رابعة والنهضة, كوسيلة للضغط لتحقيق مطالب الجماعة السياسية, لذا فكرت الجماعة فى ملاذ أمن يصلح لاعتصام دائم وكان الاختيار منطقة "ناهيا وكرداسة".
وأشار راغب إلى أن اختيار هذه القرية بالذات يرجع لأنها تحظى بتواجد كبير من الإخوان والجماعات الإسلامية, خاصة أن ثلاثة من أتباع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كانت نشأتهم فى كرداسة, فضلا عن تواجد عائلات الزمر, وهى عائلة عريقة فى الجهاد, وفى تاريخ الجماعة الإسلامية, فضلا عن الدور المعروف لعبود الزمر فى التخطيط لعملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات, مروراً بالأجيال الحديثة من سكان القرية.
"كرداسة بيئة مناسبة للهروب وإخفاء الأسلحة "
وبالتالى فإن اختيار "كرداسة" تعتبر بيئة مناسبة لتنامى الإرهاب, فهى مكان عشوائى ينتشر فيه الفقر والجهل ومهمش, يحوى أناس ليسوا شديدى الانتماء للنظام القائم, لأنهم يعتقدون أن النظام لم يعطيهم حقوقهم بنفس الطريقة التى يكفل بها حقوق مواطنين على مسافة قريبة منهم, فضلا عن أن كرداسة لها ظهير صحراوى يمكن من الاختباء والهروب وإخفاء الأسلحة بفضل المساحات الزراعية والمنطقة العشوائية.
واستطرد قائلا: جماعة الإخوان رأت أن العائلات الكبيرة فى كرداسة حتى لو لم تنتمِ لفكر متطرف حتماً سوف تحمى أبناءها حال وقوع هجوم من قوات الشرطة, فضلا عن وقوع ضحايا كثيرين من أبناء كرداسة فى أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة, لذا تغلب على طبيعة أهالى كرداسة الرغبة فى الانتقام بحجة أن أبنائهم شهداء لاقوا حتفهم على أيدى قوات الجيش والشرطة.
وتابع "راغب" حادثة الهجوم على قسم كرداسة الذى سقط فيها 11ضابط من أفراد قسم الشرطة فى جريمة بشعة يؤكد أن الجريمة تحوى بشكل واضح على عنصر الانتقام وليس الإرهاب السياسى ولكن هذه الأحداث تؤكد أن جماعة الإخوان ليست قارئة جيدة لتاريخ مصر, وليسوا على دراية بما حدث, لأن نفس الأحداث التى وقعت فى كرداسة وقعت فى إمبابة فى التسعينات, وفى جميع الأحوال إذا لجأ النظام للقوة ولم تنجح, فإنه حتماً سيزيد القوة إلى أن تنجح لم يحدث ويتراجع النظام, مؤكدا أنه على مدار تاريخ مصر لم يكن أحد أجزائها خارج نطاق السيطرة, وبتحليل الأحداث يتضح للجميع أن جميع قيادات الإخوان تستسلم دون مقاومة, والعنف يأتى من إناس مدفوعين من الإخوان, وفى النهاية تصرخ القيادات "ليس لنا دخلا", مع أنهم هم المحرضون وأصحاب تصدير خطاب العنف والتحريض من البداية .
وعن تقييمه للعملية الأمنية فى تطهير كرداسة يقول "راغب", إن أداء القوات المسلحة والشرطة يتطور من عملية لأخرى ولهم التحية, على ذلك فكان اقتحام "دلجا" أفضل من فض اعتصام رابعة, واقتحام كرداسة كان أكثر احترافية, فلم يتم هدم بيت أو إصابة مدنى, سواء من الأهالى الأبرياء الشرفاء أو من حتى المطلوبين أمنياً, فكان الرهان الحقيقى على تعاون المواطنين من سكان كرداسة مع قوات الشرطة وبشهادة القوات المنفذة للعملية أن الأهالى ساعدوا بشكل كبير مما أسهم فى نجاح العملية.
ويضيف "راغب", الأهالى تعاونوا مع الشرطة, سواء عن طريق الالتزام بتعليمات القوات بعدم التواجد خارج المنازل لتسهيل القبض على الجناة أو بالإرشاد بالمعلومات الكافية, سواء قبل أو أثناء العملية أو حتى الآن, ومن لم يكن يملك الجرأة بالجهر بمعلوماته بشكل مباشر قام بإلقاء أوراق تحوى معلومات خطيرة عن أماكن تواجد الإرهابيين وهو يدل على أن أهالى كرداسة يدركون أن هذه القلة تسيء لهم وسارعوا بلفظهم ولابد من إجراء تنمية شاملة لكرداسة تنقذ الأهالى من مغبة الضياع .


إسلاميون: القرية معقل الجهادية التكفيرية.. وتطهيرها بداية لعودة هيبة الدولة

يقول الدكتور ناجح إبراهيم, أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية, إن عملية اقتحام "كرداسة", عملية أمنية نظيفة, رغم أنه فى بدايتها قُتل لواء شرطة. وهو أكبر رتبة فى جهاز الشرطة, إلا أن الأمن لم يعمل بنظرية الانتقام والثأر, والتعدى على الحرمات وما إلى ذلك, وبالمقارنة بما كان يحدث فى التسعينات, حينما كان يُقتل ضابط شرطة, كان يتم اقتياد النساء والرهائن, وترويع الآمنين والقتل العشوائى, وإعمال نظرية الاشتباه, أما فى "كرداسة" فكان هناك أوامر ضبط من النيابة محددة لبعض الأسماء, وكان هناك رغبة فى أن تكون العملية دون سلبيات, ولا شبهة انتقام, وهذا يعتبر تطورا كبيرا فى أداء الشرطة لم يحدث من قبل.
وأضاف "إبراهيم", كان عدد الرهائن فى التسعينات فى السجون قرابة 1000رهينة, لكن أن تتم عملية أمينة يقع فيها لواء شرطة دون أى دماء من الطرف الآخر يعنى أن هناك تطور نوعى فى الشرطة, الذى بدأ فيها الاحترافية وعدم تعميم العقاب, وأخذ الناس بالشبهات وهذا جيد فى حد ذاته أن تختفى هذه السلبيات.
وتابع: أما سعى قاطنى كرداسة لجعلها جزء خارج الوطن فهذا غير مقبول, فليس هناك شيء اسمه أن يكون جزءا من الوطن خارج سيطرة الدولة, أو يريد الاستقلال بنفسه, فمنذ أن وحد مينا القطرين انتهت فكرة استقلال أى قرية بنفسها.
وأكد إبراهيم أن كرداسة يوجد بها كل الأطياف الإسلامية من إخوان إلى سلفيين إلى تكفيريين إلى جماعة إسلامية, إلى أفكار ذات صلة بتنظيم القاعدة إلى أفكار الجهاد, وما إلى ذلك, ومن قام بقتل ضباط شرطة قسم كرداسة هم ذوى الأفكار الجهادية التكفيرية, وهم من قاموا بسحل الضباط والتمثيل بجثثهم رغم أن كل ذلك منهى عنه فى الشريعة, مضيفا: فى المقابل تعاملت الشرطة بتنفيذ الشريعة, ولم تمثل بقاتلى ضباط الشرطة فور إلقاء القبض عليهم, ولم تدر ماكينة الانتقام كما كان يحدث قديماً وهذا شيء إيجابى.
وشدد إبراهيم على أنه لا يستطيع أحد أن يستقل عن الوطن ويقيم دولة داخل الدولة, فحتى سيناء بما فيها من السلاح والعتاد والمتفجرات وأموال من الخارج استطاع الجيش والشرطة أن يعيدوها لطاعة الدولة مرة أخرى فما بالنا بكرداسة.
وأرجع "إبراهيم" أسباب اختيار "كرداسة " لتكون معقلا للعمليات الإرهابية إلى أن الحركة الإسلامية داخل كرداسة حركة قديمة, وقد ضبطت أسلحة للإخوان خلال الحركة الإسلامية فى الستينيات والسبعينات, فكان داخل كرداسة حركة الجهاد الإسلامى,  وتنظيم الجهاد خرج من كرداسة فى الثمانيات, إذن هى منطقة مليئة بالتيارات الإسلامية المتعددة, بدءاً من الإخوان مرورا ً بالجماعات المسلحة التى تكفر الجيش والشرطة نهاية بالبلطجية, ومن يقتل بالأجر, فضلا عن أن كرداسة استشهد من سكانها عدد كبير فى أحداث فض اعتصام رابعة العدوية .
واستطرد قائلا: تطهير كرداسة بداية لعودة هيبة الدولة, وأيضاً تطهير سيناء فهى البداية الحقيقية لانتهاء عصر الفوضى غير الخلاقة, التى حدثت بعد 25يناير, حيث إن أغلب الشعب المصرى استغل الحرية وحولها لفوضى, واستخدمها فى إيذاء الآخرين, وفى البلطجة وقطع الطرق, بدلا من أن ينعم بالحرية, ويستفيد منها بشكل إيجابى, وبالتالى تطهير دلجا وكرداسة وسيناء يؤدى بلاشك لإعادة هيبة الدولة, فضلا عن الاستمرار فى ملاحقة البلطجية والخارجين عن القانون والقبض عليهم فى كل ربوع مصر, واستغلال فترة الطوارئ فى القبض عليهم جميعاً.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register