كيف تمكن "روما" من استغلال أخطاء "تشيلسي الدفاعية وحرمانه من الفوز على أرضه؟.. تقرير
أنقذ هازارد تشيلسي من سقوط كارثي بميدانه وحرم نجمي روما دجيكو وكولاروف من تكليل مجهوديهما بالانتصار في مباراة لُعبت بمعظمها على نقاط ضعف البلوز الجماعية والنجاح الفردية.
حاول تشيلسي تبطيء إيقاع المباراة منذ البداية وبدا تأثير حسابات المجموعة واضحاً على الفريقين بعد سقوط أتلتيكو فلم يرغب أحد بأخذ ذمام المبادرة وفتح الملعب بوقت غاب فيه دور صانع الألعاب الحقيقي في البلوز مع تثبيت فابريغاس الذي كان شبه مختفٍ هجومياً علماً أن تشيلسي لم يبادر حتى برفع خط دفاعه للأمام على عكس روما الذي جرب عدم الاستكانة كثيراً بالخلف دون إظهار مبالغة هجومية بالبداية.
لويز كان فعلياً هو العنصر الحر بين ثلاثي المحور وهو ما سمح له بتسجيل هدف التقدم حتى بالعديد من اللقطات كنا نشاهد البرازيلي يتقدم بالقرب من المهاجمين أثناء تطبيق الضغط المتقدم لاستغلال قدراته الدفاعية العالية في حين سعى روما لفتح الملعب أكثر وأخذ المبادرة بعد تلقيه الهدف الأول وبات يتناقل الكرة بشكل أفضل في مناطق البلوز.
منظومة تشيلسي بالمرتدات تملك سرعة عالية بظل اعتياد الفريق عليها فرغم اقتصارها على لاعبَين فقط معظم الأوقات إلا أن القدرات العالية للثنائي سمحت لهم بتسجيل هدف ثانٍ.
روما واجه فريقاً يريد الدفاع بملعبه وهذا الأمر كان بغاية الصعوبة مع عدم وجود مساحات كافية لبناء اللعب لذا حاول ناينغولان أن يساند الهجوم ويمثل إضافة بالتقدم من بعيد للمتابعة والغريب أن كل ثلاثي محور تشيلسي لم ينجح بإيقافه لكن مع ذلك لم ينجح هذا الحل.
الضيف لم يحتاج لوقت طويل كي يقرأ نقطة ضعف تشيلسي حيث ظهرت المساحة ما بين آثبيليكويتا وزاباكوستا الذي بات ضحية كولاروف المفضلة وعلى هذه النقطة بنى روما حلوله للعودة للمباراة ففي لقطة الهدف الأول اضطُر الليبرو كريستيانسين للخروج للطرف بعد أن فشل آثبيليويتا وزاباكوستا بإيقاف اللاعب!
هذا الحل كان مفتاح روما بالشوط الثاني فزاد نشاط الظهير الصربي وصنع الهدف الثاني لدجيكو قبل أن يحصل الفريق على خطأ أيضاً على الجهة اليسرى ويسجل الهدف الثالث وبالمجمل حاول روما اقتناص جبن تشيلسي لأقصى حد ممكن واستغل عدم وجود منظومة حلول بالبلوز لا من حيث نقل الفريق من الدفاع ولا بإغلاق الخاصرة الضعيفة في حين حصل دجيكو تدريجياً على الكرات التي يريدها وبات يضغط أكثر على عمق الدفاع بعد أن أظهر تفوقاً كبيراً على كاهيل وكريستيانسين.
على الطرف الآخر بقيت منظومة صناعة الحلول بتشيلسي ضعيفة وربما لولا الكرات اثلابتة لكانت نهاية تشيلسي باللقاء وخيمة لكن التركيز العالي لهازارد سمح له بأن يقتنص حلاً ليس تقليدياً بالنسبة له كي يتمكن من إدراك التعادل.
أخطاء كونتي:
من الصعب أن نفهم لماذا يرغب كونتي باللعب للدفاع بميدانه! ليست نتيجة المباراة لوحدها من فرضت على تشيلسي الرجوع للخلف بل بالحقيقة نجح روما بأخذ المبادرة من البلوز فعلاً وطريقة 3-5-2 التي بدأ بها المدرب اللقاء بدت غير مناسبة على الإطلاق كونها أفقدت تشيلسي الحلول التي كان يخلقها حين يلعب بطريقة 3-4-3 بظل النشاط الذي يخلقه لاعبي الأطراف هجومياً ومع هذا التغيير بقي كل من ويليان وبيدرو على الدكة ليبدو هجوم البلوز شبه معزول عن باقي الفريق.
كونتي حين فكر بتغيير الطريقة أخرج أكثر لاعبي الوسط نشاطاً لويز…ربما هو تبديل بسبب تعرض اللاعب لكدمة لكن الأكيد هو أن لويز كان أكثر لاعبي الوسط تحركاً ومع خروجه لم يقُم لا باكايوكو ولا فابريغاس بأخذ المبادرة هجومياً ليتضاعف خطأ كونتي…الأول بالطريقة التي دخل بها اللقاء والثاني بالتغيير الذي قتل من خلاله فرصة وجود منظومة بناء لعب بالوسط عدا عن انعدام قدرة فابري وباكايوكو على تعويض الغائب كانتي الذي ترك ثغرة كبيرة بفريقه.
دي فرانشيسكو القارئ الجيد:
لا يمكننا أن نلوم مدرب روما على تلقي فريقه 3 أهداف فكل الكرات تقريباً كانت تأتي بظل فارق الإمكانيات تقريباً بين لاعبي الفريقين وتألق هازارد بالتحديد بإيجاد مساحة مناسبة للتسجيل ويُحسب للمدرب أخذه للمبادرة ودفع فريقه للهجوم حين قرأ بأن تشيلسي غير قادر على السيطرة بملعبه عدا عن إعطاء ناينغولان دوراً هجومياً حمل قراءة جيدة لواقع محور تشيلسي البائس.
ظهور يثير علامات الشك:
يمكننا اعتبار هذه المباراة بأنها أحد أسوأ لقاءات تشيلسي هذا الموسم من حيث الظهور والتنظيم بالملعب وربما لولا تألق هازارد كانت الأمور ستصبح كارثية وبالمجمل سيكون كونتي مطالباً بإعادة التفكير كثيراً قبل أن يستخدم هذه الطريقة مرة أخرى فلا يمكن لبطل البريميرليغ أن يدخل مباراة بملعبه وهو لا يعرف كيفية السيطرة على اللعب!