راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

مقابر عمود السواري تعاني من السرقة والإهمال

محمد أبوزيد
قررت نيابة غرب الإسكندرية، الاثنين الماضي، حبس 4 موظفين بحي غرب 15 يوما على ذمة التحقيق، وكان ذلك بتهمة التزوير في المحررات الرسمية والإضرار بالمال العام، بعد أن اكتشفت النيابة بناء مدافن جديدة وبيعها للمواطنين بصورة غير قانونية. وتلقى اللواء عادل تونسي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، في وقت سابق إخطارا من قسم شرطة كرموز، يفيد بورود بلاغ ضد 4 موظفين قاموا بإنشاء مدافن جديدة بقصد التربح. وبعد الانتقال إلى موقع الحدث، والتحقيق فيه، أصدرت مديرية امن الإسكندرية يفيد بأن "التحريات توصلت إلى أن كلا من إبراهيم . م . ا – رئيس إدارة الجبانات بحي غرب، وسعيد . م . ف، مفتش جبانات بالحي، ووائل . م . خ، مهندس بالحى، والسيد . ع . ع. ا ، "حانوتي" بحسب البلاغ المقدم من السيدة هانم . ا، تتهمهم ببناء مدافن جديدة داخل عامود السواري، وبيعها للمواطنين وتقنين أوضاعها بعد تزوير الأوراق الخاصة، وأثبتت تحريات المباحث صحة الواقعة، وتم ضبط المتهمين وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لتولي التحقيقات التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيق".

لم يكن هذا أول انتهاك لمقابر عمود السواري، ففي نهاية العام الماضي رصدت وسائل الإعلام مشاهداً فوضوية، لا تتناسب مع قدسية الموت، وتعبر عن انتهكا فادحاً لحرمة الأموات، فرصدت الكاميرات إختلاط الأغنام بمقابر الموتى، ومن الواضح أن الأغنام كانت تتخذ هذه المقابر مكانا لتعيش فيه جزء كبير من حياتها اليومية، الأمر الذي يشمل التخلص من مخلفاتهم العضوية -الروث-، وتفوح في المكان رائحة الأغنام ومخلافاتها، وتخيل عزيزي القارئ أن شخص ما يزور أحد أقاربه المتوفين، فيستذكر ذكرياتهم سويا، ويدعوا لهم بالرحمة، ويعبر عن اشتياقه لهم ، ولكن كيف لذلك أن يحدث في مثل هذه الاجواء الممتلئة بأصوات الأغنام و رائحتهم الكريهة ، وأثار ذلك الأمر حالة من الإستهجان لدى بعض سكان منطقة كرموز ممن دفنوا أهلهم وذويهم بمدافن "عمود السواري"، إن الأمر أشبه بالكوميديا السوداء، التي تثير داخلك مشاعر، تدفعك للضحك والحزن في آن واحد،
وتساءل أهل المنطقة، في ذلك الوقت عن دور المسؤولين في مكافحة هذه المهزلة.

إن الأمر لا يتوقف على المقابر فقط، ولكن ييتعدى إلى أن منطقة عمود السواري تحتوي على تراث أثري أيضا، ويعد عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، العمود الذي أقيم في القرن الثالث الميلادي فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طول العمود إلى حوالي 27 مترا، وبهذا يكون أعلى نصب تذكاري في العالم وهو مصنوع من حجر الغرانيت الأحمر، وكان الهدف من إقامته تخليدا لذكرى الإمبراطور دقلديانوس، ويعتبر العمود هو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم الذي أقامه بوستوموس، لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود للعصر الروماني، وذكرت بعض الدراسات أن هذا العمود أهدي للمسيحية، بعد إنتصارهم في معركة ما بالإسكندرية.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register