حوار / منال أيوب / جمال عبد الصمد

تصوير / عمرو عادل

ناصر سيف ..ممثل مصري. من مواليد المحلة الكبرى – نشأ ونعلم بمدارسها كان يعشق  مسرح غزل المحلة للهواة ويذهب إليه برفقة والده الذى عمل به لفترة طويلة  فأحب التمثيل وتخرج من معهد التمثيل وقدم عددا من المسلسلات التلفزيونية في منتصف الثمانينات.

تحدث "ناصر سيف" لزهرة التحرير فى حوار جرئ ليعرض رأيه فى مسرح الدولة والتطورات التى طرأت عليه فى الآونة الأخيرة وعن الأعمال التركية والسورية التى ظهرت مؤخرا ..

هل الدراما التركية سحبت البساط من الدراما المصرية ؟

"لا خالص " الدليل على ذلك أن المصريين انتجوا عشرات الأعمال على مدار الثلاث سنوات الماضية ولم نتأثر بالثورة أو المشهد السياسى بل قدمنا عروضا متميزة كثيرة .

الأتراك قاموا باللعب على نقطة هامة وهى حب الشعب المصرى والشعوب العربية بصفة عامة للدراما فقاموا بتطوير الدراما الهندية "وتطويلها " وجعل المسلسل 100 حلقة كلها تحكى عن حالات اجتماعية إنسانية بها حزن ودموع كما يحب الشعب العربى .

ماذا عن العمل التاريخى فى التليفزيون والسينما المصرية ؟

قد نكون مقصرين فى هذا الصدد لأن مصر توقفت عن إنتاج الأعمال التاريخية منذ فترة طويلة وقد استغل السوريون هذه النقطة واهتموا بها وطوروا أنفسهم فيها واستخدموا إمكاناتهم ووظفوها فى هذا المجال بل واستعانوا بالمتخصصين فى مجال الخدع والحشد فى المعارك وغيرها من الأعمال الفنية اللازمة لإنتاج مسلسل تاريخى أو عمل فنى بشكل عام .

الست كوم ..تجربة لتقليد الفن الغربى هل نجحنا فى تقديمه أم لا ؟

الست كوم عمل درامى خفيف ومبسط يهدف لعرض فكرته عبر مجموعة من الاسكتشات بطريقة معينة لابد من مراعاة عده أمور حين تقدم تلك العمال وأولها أن يتمتع الممثلين بخفة ظل حقيقية وأن يتم توظيف السيناريو الجمل والمواقف المختلفة لجذب انتباه المشاهد لكننا قمنا بتقليد الغرب دون وعى فأصبحت النتيجة مسلسلات "دمها تقيل " ولا أعمم الفكرة بل هناك البعض منها نجح وحقق مشاهدة لكن فى المجمل هناك الكثير من القصور فى هذا الصدد .

 الفضائيات .. نعمة أم نقمة للمشاهد العربى ؟

إذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا التليفزيون المصرى ذلك الصرح العظيم يقدم مئات الأعمال الجيدة التى تبهر الجميع وتكون ذاكرة لكل مصرى تذكره برمضان وبالعيد وبكل أيام السنة وبعد ظهور الفضائيات زادت القنوات وتضاعفت وزاد اللغط وظهر الإسفاف والكلمات المبتذلة وغيرها من العيوب التى تبعت ظهور الفضائيات الكثيرة فهذه القنوات نقمة وليست نعمة بأى حال .

مسرح الدولة فى طريقة للنهوض والتطور ..هل توافق على هذا ؟

مسرح الدولة فى طريقة للنهوض بالفعل فقد استعان بخبرة الكثير من الفنانين كوسيلة لجذب انتباه المشاهد وكسب ثقته مرة أخرى فحينما يقدم عروضا ويستعين بانتصار ووائل نور ومحمد رمضان وغيرهم من الفنانين فإن هذا عنصر جذب للمشاهد لكى يعود لمعشوقه القديم المسرح المصرى .

والأهم من ذلك هو أن نحترم عقل المشاهد فعندما نجد الأسر المصرية فى طريقها لحب المسرح مرة أخرى وتشاهد رواية "ف صحتك يابا" و"كوكب سيكا" وهناك المزيد من الروايات التى سينتجها مسرح الدولة فعلينا أن نشتغل هذا الحدث ونقدم المزيد من الأعمال المهمة والجيدة التى تجذبه لنا مرة أخرى .

أين ناصر سيف من السينما ؟

أنا لم أقصر فى العمل السينمائى لكنى "واخد على خاطرى من السينما " فقد قدمت من قبل أعمال سينمائية كبيرة وهامة لكن الوضع الحالى "مش عايز فنانين زينا " فقد شاركت من قبل فى أعمال سينمائية شهيرة  مثل " عالم وعالمة وملف فى الآداب" لكن لم يعرض علي أعمال أخرى فى الفترة الأخيرة والسينما كده هتخسرنى .

هل عادت  السينما لأفلام المقاولات ؟

" اترحمنا من سينما المقاولات " وما يثار حول أفلام بعض المنتجين غير حقيقى فالجمهور واعٍ بدرجة كبيرة ويعرف ماذا يريد ومنذ زمن طويل يوجد كل فنون السينما الدراما والأكشن وغيرها وعلى المشاهد اختيار ما يريد.

نحتاج لرقابة أخلاقية بدلا من رقابة المصنفات الفنية فإذا وافق الكاتب أن يعرض مثل هذه الكلمات التى تخدش الحياء على جمهور عريض به فئات عمرية مختلفة فلا يوجد رادع له سوى ضميره قبل المصنفات وكذلك المخرج والمنتج وغيرهم من القائمين على العمل الفنى .

ولابد وأن نعلم جيدا أننا فى مرحلة انتقالية كتلك التى تتعرض لها البلاد بعد الثورة ومن الوارد أن نقدم أعمالا لا نرضى عنها بنسبة كبيرة لكننا قريبا سنصل إلى مانريد وسيعود الفن المصرى للصدارة مرة أخرى .

الأعمال الوطنية اختفت من الشاشة المصرية ما تعليقك على هذا ؟

 أصبحنا مقصرين فى هذا المجال أيضا فلم نقدم عرضا سينمائيا وطنيا منذ الطريق إلى إيلات أى منذ 20 سنة هل هذا يعقل أين روح الانتماء وأين بث مشاعر الوفاء داخل نفوس المصريين والأجيال الصاعدة فلابد من الاهتمام بهذا الصدد علينا أن نقدم عروضا وطنية جديدة بإنتاج محترم وجيد لكى تصل إلى عقول المشاهدين .