حسناوات بدرجة جزارين .. فضلن ممارسة ما تعلموه خلال فترة الدراسة بكلية الطب البيطرى جامعة بنى سويف، واتجهوا لممارسة المهنة على طريقتهم الخاصة، طريقة الجزارة على الطريقة الحديثة"

"أميرة، أية، لمياء"، ثلاث طبيبات بيطرى، تخرجن من كلية طب بيطرى بنى سويف، عام 2016، جمعتهم صداقة دامت 5 سنوات دخل معامل مزارع ومدرجات الكلية، ليصطدموا بإلغاء تكليف خريجى كلية الطب البيطرى.

" البيطرى للجدعان " هكذا بدأت أيه إسماعيل إحدى خريجات كلية الطب البيطرى  وهى ترتدى البالطو الأبيض والقفازات البلاستيك، وتجلس على مكتبها داخل محل للجزارة بشارع حاتم رشدى بمدينة بنى سويف، موضحة أنه عقب تخرجهن من الكلية بدأن العمل كمندوبين مبيعات فى إحدى شركات الأدوية، مؤكدة على أن حب المهنة والانتماء لها دفعهن للبحث عن وسيلة للمارسة وظيفتهن.

وأضافت الدكتورة أية، أن فكرة افتتاح أول محل جزارة يتملكه طبيب بيطرى سبقهم بها الدكتور محمد خليفة بمدينة الإسماعلية، لافتة إلى أن الفكرة لاقت إعجابهن وقررن تطبيقها داخل محافظة بنى سويف.

وتابعت أية:  "الناس فكرت إننا هنمسك الساطور ونشتغل جزارين، الحقيقة إحنا أصحاب المكان ومتواجدين بداخله للإشراف الطبى على العمل، واختيار الأنواع الجيدة من المواشى، ومساعدة العملاء فى اختيار اللحوم المناسبة للأكلات التى تناسبهم .

وأكدت الدكتورة أية، على أن الهدف من المشروع هو تقديم اللحوم البلدية الجيدة للمواطنين، مضيفة: "فليس من المعقول أن نخالف قسم المهنة ونبيع لحوم مغشوشة، لذا نقوم بالكشف على الماشية قبل شرائها من الفلاحين للتأكد من سلامتها، بالإضافة الى ذهابهم إلى المجازر الحكومية للإشراف على ذبح العجول ونقلها بطريقة صحية أمنة إلى مقر المحل".

وفى السياق ذاته، قال الدكتور لمياء عبد الناصر، إن بداية الفكرة بالنسبة لهم كانت على سبيل "الهزار"، إلا أنهن قررن افتتاح محل جزارة، مضيفة: "بمجرد قدوم العميل إلى المحل نستقبله وندون أرقام هاتفه والطريقة التى تعرف على المحل من خلالها، ثم نقوم بمساعدته فى التعرف على الطريقة التى يطهى بها اللحوم، وكمان مش لازم العميل يأتى لشراء لحوم ولكن من الممكن أن ياتى للحصول على الاستشارات الصحيحة حول اللحوم وكيفية اختيارها".

أما قالت الدكتورة أميرة إبراهيم، قالت إن ذويهم رفضوا الفكرة فى بداية الأمر ظنًا منهم أنهم سيقوموا بممارسة مهنة الجزارة، إلا أنهم تمكنوا من إقناعهم بالفكرة بعد شرح طبيعة العمل بالمحل وكانوا أول الداعمين لهن، مضيفة أن المشروع قام برأس مال خاص جمعوه أثناء عملهم كمندوبين مبيعات بأحد شركات الأدوية، مشيرة إلى أنهم اختاروا الديكورات الخاصة بالمحل وطريقة العرض على أحدث الطرق الحديثة للجزارة.

وأشارت الدكتور أميرة، إلى أنه يوجد لديهم خدمة توصيل الطلبات للمنازل فى أى منطقة بمدينة بنى سويف، مؤكدة على أنهم يقومن ببيع اللحوم بنفس أسعار الجزارين المتواجدين فى المحلات الأخرى إلا أن الفارق بالمحل تقديمهم لحوم بلدية للمواطنين ، كاشفة أنه لديهن خطة عمل لاستقبال عيد الأضحى المبارك والتى ستكون مفاجئة لموسم الأضحية، مطالبة الجميع بالوقوف خلفهم وتشجيعهن وعدم إحباطهن، متابعة: "بدأنا الفكرة ولن نتخلى عنها وإن شاء الله سنفتتح فروع عديدة داخل محافظة بنى سويف".