شهدت أسعار الملابس هذا العام ارتفاعا ملحوظا وتاريخيا مع بداية فصل الشتاء، وقدرت الزيادة التى طرأت منذ قرار تحرير سعر الصرف حتى الآن بنحو 150% أما الملابس الشتوية فقد قدر ارتفاعها منفردة بنحو 20%.

المحلات التجارية حاولت التعامل مع الأزمة بطرح سلسلة من العروض فى محاولة منها لكسر حالة الركود التى سيطرت على السوق المحلى، وجاء بعضها على حد تعبير التجار "بالخسارة"، إلا أنهم اعتبروه أفضل من انعدام الشراء تماما.

عروض جديدة لملابس شتوية مخفضة جاء أحد أبرز الشعارات التى رفعها التجار هذا العام "عروض جديدة مخفضة"، "تخفيضات مع بداية الشتاء"، "نحطم الأسعار مع بداية الموسم"، "تخفيضات تصل لـ 50%".

على أبواب المحلات التجارية انتشرت مجموعة من العبارات الجاذبة للشراء فى محاولة من التجار لكسر الركود ولفت انتباه المواطنين بعد حالة من العزوف عن الشراء تعد الأولى التى تصل إلى هذا المستوى.

فى جولة على عدد من المحلات التجارية اليوم وجدت أن الأفكار الجاذبة للشراء باتت هى المستحوذة على الجانب الأكبر من تفكير التجار للتعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار.

جمال على، أحد أصحاب المحلات التجارية بشارع شهاب بالمهندسين، أكد أن الإقبال على الشراء أصبح شبه منعدم بسبب الحالة الاقتصادية العامة من جهة وارتفاع أسعار الملابس من جهة أخرى، لافتا إلى أن التنافس بين المحلات الآن هو فى الأفكار الدعائية الجذابة، معتبرا إياها الخطوة الأهم فى الوقت الراهن، قائلا: "الارتفاع فعلا كبير والمواطنون يحتاجون إلى تحفيز على الشراء من خلال أفكار جديدة وعروض حقيقية وليست وهمية"، مؤكدا أن خسائر تجار الملابس هذا العام تاريخية.

كما أن معدل استهلاك الملابس الجاهزة للفرد حسب التقارير العالمية هو 14 كيلو من الملابس سنويًا، لكن في مصر متوسط استهلاك المواطن 10 كيلو من الملابس.

هذه الأماكن يلجأ إليها المواطنون كبديل آمن من ارتفاع الأسعار شاهد أيضا «انتهى عصر الأوكازيون».. أسباب ارتفاع أسعار الملابس الشتوية لم يعد السواد الأعظم من المواطنين يبحث عن خطوط الموضة أو الماركات فى شراء الملابس، بل بات البحث عن سعر مخفض هو الأهم، فلجأ بعضهم إلى البالة وآخرون إلى الأسواق وبعضهم إلى ملابس الأسواق الحرة، بحثا عن الأقل سعرا.

سيد الرجيبى أحد تجار الملابس أكد، أن الأماكن الأقل سعرا الآن في حالة الغلاء هذه منحصرة فى الملابس المستعملة "البالة"، والتى تباع فى وسط البلد وغيرها من المناطق التى يلجأ إليها قطاع كبير من المواطنين، باعتبار أنها ماركات ومنخفضة الأسعار، والأسواق الشعبية والتجارية التى تفتح مجالا كبيرا للتنافس فى الأسعار كالموسكى والعتبة. وأضاف الرجيبى أن هناك عددا من المحلات التجارية أيضا بشارع 26 يوليو وبالقرب من محطة مترو جمال عبد الناصر تبيع الملابس بالكيلو، وبات لها "زبون" يلجأ إليها فرارا من غلاء الأسعار.

شعبة الملابس: أسعار الشتاء ارتفعت 15%  يحيى زنانيري رئيس شعبة الملابس، أكد أن نسبة الارتفاع هذا العام تراوحت بين 10 و15% فى الملابس الشتوية، معتبرا أن خسائر التجار أقل من المصانع، التى أغلق عدد كبير منها بسبب ارتفاع أسعار الخامات بعد تحرير سعر الصرف.

وأضاف زنانيري أن التجار هذا العام يتبعون فكرة خسائر قريبة أفضل من مكسب فى علم الغيب، وأن أغلب العروض والأفكار الدعائية سببها حالة الركود المسيطرة على المشهد.

جدير بالذكر أن صادرات الملابس الجاهزة ارتفعت خلال الفترة "يناير – أغسطس" من العام الحالي لتبلغ 941 مليون دولار، مقارنة بـ865 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة ارتفاع بلغت 9%، فيما ارتفعت خلال شهر أغسطس الماضي بنحو 8% لتبلغ 132 مليون دولار مقابل 122 مليون دولار خلال يوليو، وفقا للتقرير الشهري للمجلس التصديري للملابس الجاهزة.

وشهدت صادرات الملابس الجاهزة إلى الدول العربية زيادة بلغت 44% لتسجل 53 مليون دولار مقارنة بـ37 مليون دولار، كما ارتفعت الصادرات إلى الدول الإفريقية بنحو 36% لتبلغ 2.1 مليون دولار مقارنة بـ1.5 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وبلغت صادرات مصر من الملابس الجاهزة نحو 113 مليون دولار مقابل 111 مليون دولار بارتفاع بلغت نسبته 44%.