راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

4 عوامل تُساعد الحكومة لمواجهة الزيادة السكانية ..تقرير

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، تقريرا قال فيه إن عدد السكان وصل إلى 93 مليون مواطن، بمعدل زيادة 4 مواليد جدد كل دقيقة، حيث تراجع معدل الزيادة السكانية جزئيًا إلى 2.3 % عام 2016 مقابل نحو 2.4 % في العام السابق عليه.

الأمر الذي دفع وزارة الصحة بالتعاون مع المجلس القومي للسكان، للحد من ظاهرة الزيادة السكانية، حيث أعلن الجانبان عن بدء خطة لتوعية المواطنين بخطورة الزيادة السكانية، والتي تتضمن التعاون مع وزارة الأوقاف، لتخصيص بعض خطب الجمعة للحديث عن هذا الموضوع، كما تتضمن الخطة نشر 5 شاشات توعية في الميادين والشوارع الرئيسية لعرض معلومات وإعلانات تنذر بخطر الزيادة، وتعمل على توعية المواطنين بأهمية هذه القضايا.

تواصلت مع عدد من أساتذة علم الاجتماع وعلماء من وزارة الأوقاف لمعرفة فعالية خطة الحكومة لوقف الزحف السكاني الخطير.

وأكد خبراء علم الاجتماع، أن الزيادة السكانية في مصر يتم التعامل معها بشكل خاطئ، سواء فيما يخص نظرة الحكومة لهذه الزيادة على أنها عبء على الدولة، أو حتى من خلال طريقة المعالجة التي تتضمن حلولًا مسكنة، وتهميش المحافظات التي تعد المصدر الأكبر للزيادة السكانية، مقارنة بمحافظات القاهرة الكبرى، التي تأخذ النصيب الأكبر من اهتمام الحكومة، كذلك اعتماد وسائل غير مجدية في التعامل مع الأزمة، كما يحدث حاليًا، وهو تعليق شاشات توعية في الميادين الكبرى بمحافظة القاهرة والجيزة، وتجاهل باقي المحافظات.

في البداية أكدت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن خطب الجمعة وتعليق شاشات عرض بالميادين هما آلية من آليات التوعية، ولكنهما ليسا الحل الأمثل للقضاء على مشكلة الزيادة السكانية، موضحًة أن المشكلة لها ثلاثة أبعاد أساسية وهي ارتفاع معدلات الكثافة السكانية، وثانيها سوء توزيع السكان على الرقعة الأرضية، وثالثها خطورة نوعية السكان، في حين يتم التركيز على البعد الأول وتتجاهل الحكومة البعدين الآخرين.

وأوضحت منصور، أن شاشات العرض التي سيتم تعليقها في الميادين العامة لن تحقق أي نتيجة إيجابية، بسبب تجاهل الطبقة الفقيرة لها لعدم قدرتها على القراءة وفهم المحتويات المُذاعة بها، مضيفًة أن هذه النوعية من السكان هي أشد طبقات المجتمع احتياجًا للتوعية البسيطة من خلال حملات تجوب القرى والمحافظات.

وقال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن تغيير ثقافة الإنجاب لدى المواطن المصري، تتطلب مجهودًا كبيرًا وتغييرًا لهذه الثقافات قبل البدء في التوعية بخطر الزيادة السكانية، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو تسكين وتأجيل للأزمة وليس حلها.

وأضاف الخولي، أن هناك خلطًا بين تنظيم الإنجاب وتحديده وغيرهما من المفاهيم التي لابد أن يدركها المسئولون خلال مناقشة هذه القضايا، مشيرًا إلى أن الدولة تنظر لهذا الملف على أنه عبء وعقبة، في حين أنه من الممكن التعامل على أن هذا العدد ثروة بشرية يمكن الاستفادة منها عن طريق تدريبها وتطوير مهاراتها، للاستفادة منها، وفي نفس الوقت يتم تغيير المفاهيم القديمة الخاطئة حول كثرة الإنجاب.

ويرى الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هذه الحلول لن تجدي نفعًا، حيث سبق وتم تنفيذ هذه الأفكار في السابق، ولكن الموضوع أكبر من ذلك، ولابد من تضافر كل مؤسسات الدولة، بما فيها التعليم والتعليم العالي والصحة والإعلام والثقافة وغيرها من المؤسسات، إذا كانت هناك رغبة أساسية لحل هذه الأزمة.

وأضاف مرشد، أن هناك تجارب في بعض الدول حققت نجاحًا كبيرًا، وهي الحافز الإيجابي والحافز السلبي، حيث يكون هناك دعم من الدولة لأول طفلين مثلًا، ويكون الطفل الثالث والرابع غير مدعم، على أن يتحمل رب الأسرة مصاريف تعليم وعلاج هذا الطفل، ولكن هذا المقترح يصطدم بالكثير من المشاكل، أبرزها ما نص عليه الدستور، وهو مجانية التعليم والعلاج على وجه العموم، وفي المقابل يكون هناك دعم وحافز أكبر لمن يلتزم بإنجاب طفلين فقط في أول 5 أو 7 سنوات زواج، وغيره من الحلول، ولكن الحكومة تفضل استخدام الحلول المسكنة بعيدًا عن الحلول الجذرية.

الدكتور شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف السابق، يؤكد أن خطب الجمعة وسيلة قوية من وسائل وقف الزحف السكاني، موضحًا أن الخطيب يجب أن تكون مادته الخطابية مؤثرة والاستعانة بالأدلة القوية في خطبته، بالإضافة إلى تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية مع مستمعيه.

وأضاف عبد اللطيف، أن القضاء على هذه الظاهرة تحتاج إلى الكثير من المليارات، موضحًا أن الإعلام له دور كبير في التوعية بهذه الظاهرة من خلال وسائله الأكثر تأثيرًا في الجمهور وخاصة التلفاز.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register