4 عوامل تُساعد على نجاح المصالحة بين حركتي «فتح وحماس»..تقرير
انفراجة كبيرة تلوح في الأفق في الأزمة التي دارت لسنوات بين حركتي فتح وحماس، عقب تدخل الدولة المصرية لنزع فتيل الأزمة العالقة بين الطرفين، والتي مرت من قبل بالعديد من محاولات التفاهم التي انتهت للا شيء.
وتأتي هذه الانفراجة عقب تدخل جهاز المخابرات المصري، والذي التقى على مدار اليومين الماضيين، وفود ممثلة عن حركتي فتح وحماس في القاهرة، في إطار السعي إلى إنهاء الخلاف وتحقيق التوافق فيما بين الفصيلين.
وزار وفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، القاهرة الأسبوع الماضي للقاء اللواء خالد فوزي، مدير المخابرات الحربية، والذي طالب وفد حماس بالبقاء في مصر لمقابلة وفد حركة فتح والتفاهم حول المصالحة بشكل مباشر.
ووصل وفد آخر من حركة فتح، يضم 3 قيادات أبرزهم عزام الأحمد، بتكليف مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والتقوا وفد حماس في القاهرة.
وأعلنت حركة حماس في بيان رسمي لها، صباح الأحد، استعدادها للتفاوض والمصالحة مع حركة فتح، كما أعلنت حل اللجنة الإدارية التي شكلتها من قبل لإدارة قطاع غزة، بالإضافة إلى دعوة حكومة الوفاق لتسلم مهامها في قطاع غزة للقيام بواجباتها تجاه القطاع، كما وافقت حماس على إجراء الانتخابات العامة.
وأكد البيان موافقة حركة حماس على تلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.
ووفقا للبيان، أتى الموقف الحمساوي استجابة للجهود المصرية، والتي يقودها جهاز المخابرات الحربية، حرصا على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الفلسطينية.
وقال السفير محمود كريم، أول سفير مصري في فلسطين، إن نجاح المصالحة بين فتح وحماس لم تكتمل حتى الآن، برغم البيان الصادر عن حركة حماس، وذلك لأن التاريخ في الصراع بين الحركتين يشير إلى أن كافة محاولات الصلح وإنهاء الانقسام السابقة انتهت بالفشل، ولم تحقق النتيجة المرجوة منها.
وأضاف كريم، لـ"الدستور"، أن مصر لابد لها أن تتدخل بشكل عملي على الأرض لضمان الالتزام بتحقيق الشروط الواردة في المصالحة، وتفويت الفرصة أمام أي طرف سواء فتح أو حماس في التراجع عن التنفيذ.
وأشار إلى أهمية تفعيل الدور السياسي في العلاقات مع حركة حماس، بدلا من اقتصار التعامل على النطاق الأمني في حماية الحدود وتسليم الهاربين فقط، متابعا: وفد فتح عندما قدم للقاهرة قال إنه لن يلتقي مع وفد حماس لكن الجهود المصرية المتمثلة في طلب تأخير عودة هنية، أقنعت عزام الأحمد ووفد فتح بلقاء وفد حماس.
وأوضح السفير محمود كريم، أن العلاقات بين مصر ومحمود عباس من شأنها أن تمر ببعض التوتر نتيجة الأنباء المتداولة بشأن فتح مكتب دائم لحركة حماس في القاهرة، مضيفا: أتصور أن مبعوثا مصريا على مستوى عالي سيذهب إلى رام الله، أو سيلتقي أبو مازن بنيويورك.
وأكد أن مصر تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتدخل بين أبومازن ودحلان ولا بين الأجنحة المختلفة في حماس، لكن التدخل بين حماس وفتح فقط، ومن ثم فإن مصر تؤيد مساعي عباس السياسية والدبلوماسية وتقف معه.
ياسر أبو سيدو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حركة فتح، رأى أن الخطوة التي قامت بها حركة حماس نحو إعلان البنود الأربعة كما اتضح في بيانها جيدة في سبيل تحقيق المصالحة التي طال البحث عنها.
وطالب أبو سيدو، في تصريحاته لـ"الدستور"، أن توجد ضمانات من حركة حماس، أو ضمانات ترعاها مصر من أجل إلزام حركة حماس بضرورة تنفيذ ما تم التوافق بشأنه.
وحذر القيادي بحركة فتح من ملاقاة المصالحة الحالية نفس مصير المحاولات السابقة، في كل من اتفاق مكة، واتفاق القاهرة، والتي لم تنفذ بنودها حتى الآن.
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن المصالحة الوطنية الفلسطينية بين كل من حركتي فتح وحماس ممكنة في الوقت الحالي، ولديها فرص للنجاح أكثر من الأوقات الماضية.
وشدد بيومي، لـ "الدستور"، على أهمية استمرار التدخل المصري في الأزمة والحرص على متابعة تنفيذ بنودها بشكل مستمر حتى نصل إلى نهاية لحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر بذلت المزيد من الجهود خلال الفترة السابقة في محاولات لتقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، أدى إلى نجاحها في إيصال الطرفين للجلوس سويا بشكل مباشر لمحاولة التوصل لحل للأزمة.