قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن بلاده فقدت ما بين 80 و90 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية في إشارة إلى تراجع السياحة المصرية.

ويعد قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المصريين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، لكنه تضرر بشدة جراء سنوات من الاضطراب السياسي عقب انتفاضة 2011 .

وتلقت السياحة المصرية ضربة قاصمة من تفجير طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء أواخر أكتوبر 2015 ومقتل 224 شخصا هم جميع من كانوا على متنها.

ومتحدثا في مؤتمر "حكاية وطن"، الذي يسعى من خلاله لإظهار ما حققه للبلاد في الأربع سنوات الماضية من مشروعات والموقف النقدي والمالي لبلاده، قال السيسي "كي يكون لدينا سياحة لازم يبقى في أمن قوي جدا". فقدنا خلال السبع سنوات الماضية ما بين 80 و90 مليار دولار كنا في أمس الحاجة ليهم".

وزاد إغراء المقصد السياحي المصري عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 حيث أدى ذلك إلى
تراجع قيمة العملة المحلية إلى النصف وعزز القدرة التنافسية للقطاع.

وسجلت مصر قفزة بلغت حوالي 123.5% في إيرادات السياحة لتصل إلى نحو 7.6 مليار دولار في 2017 مع زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد 53.7% إلى نحو 8.3 مليون سائح.

كما صرح مستشار وزير السياحة المصري السيد وليد البطوطي، إن القطاع المصري الخاص كان جاهزا لاستقبال السياح الروس من قبل استئناف حركة الطيران الروسية مع مصر.

واعتبر البطوطي في مقابلة مع "العربية" أن قرب المسافة بالطيران بين روسيا ومصر (4 ساعات) وحب السياح الروس واشتياقهم للعودة إلى مصر، هي عوامل مهمة للجذب السياحي، بجانب الطقس المناسب والأسعار المناسبة، والسياحة الشاطئية، والبرامج الجديدة المتنوعة من سياحة البحر إلى السياحة التاريخية.

وأشار إلى جهوزية السوق السياحي المصري، وشركات السياحة الدولية، لعودة حركة الطيران، وبالتالي كانت السوق متوقعة هذه الحركة الكبيرة، والتي تستهدف منها مصر أكثر من مليوني سائح روسي، بعد استئناف الطيران المدني، والعمل على استئناف الطيران العارض قريبا بين مصر وروسيا.

كما أشار إلى صدور قرار بمنع وجود وسطاء بين السائح الروسي والوجهات السياحية في مصر، مؤكدا أن الوسيط التركي بالسابق كان له تأثير على السوق، والآن جرى اتخاذ قرار يمنع وجود وسطاء ووجود شرط للوكالات التي تدير حملات سياحية بأن تكون من مصر أو من روسيا فقط.

وقال إن مصر ستقدم للعالم خلال 2018 مفاجآت سياحية من الناحية الأثرية، مؤكدا أن السائحين من روسيا يحبون الثقافة المصرية والآثار المصرية والتاريخ القديم، مشيراً إلى مباركة روسية للحج إلى مصر وهي سياحة لها جمهور كبير مهتم بـ "رحلة العائلة المقدسة" ونتوقع أن تنعكس في زيادة الأعداد عن المستهدف من السياح الروس.

وكانت موسكو قد أوقفت الرحلات الجوية إلى مصر في 2015 بعدما فجر متشددون طائرة ركاب روسية عقب إقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي في أكتوبر من نفس العام، مما أدى إلى مقتل 224 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها بحسب رويترز.

وبلغ عدد السائحين الروس في مصر نحو 2.8 مليون سائح في أول 10 أشهر من 2015 مقابل 3.1 مليون سائح في عام 2014 بأكمله.

ويمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة.