صندوق «النقد العربي» يُنظم دورة «تطوير سوق الصكوك» بـ«أبوظبي»
افتتحت صباح اليوم دورة "تطوير سوق الصكوك" التي ينظمها معهد السياسات الاقتصادية بصندوق النقد العربي بالتعاون مع البنك الدولي في مقر الصندوق بأبوظبي خلال الفترة 22 – 25 يناير 2017.
تشهد سوق الاوراق المالية الاسلامية رواجاً واسعاً في ضوء الرغبة لدى العديد من الجهات للاعتماد عليها كمصدر من مصادر التمويل، كما أن هناك إقبال متزايد من مؤسسات الاستثمار التقليدي على الاوراق المالية الاسلامية من أجل زيادة العائد وتنويع الاستثمار. تمثل الصكوك أحد أهم أدوات التمويل التي تصدر وفق مبادئ الشريعة.
تشير الاحصاءات إلى أن حجم الصكوك المصدرة بلغ في المعدل حوالي (100) بليون دولار سنوياً خلال الفترة 2011 – 2016.
يشارك في الدورة 36 مشاركاً من الدول العربية الاعضاء. بهذه المناسبة ألقى معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس الإدارة، كلمة جاء فيها:
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بداية الدورة التدريبية حول
"تطوير سوق الصكوك" التي ينظمها معهد السياسات الاقتصادية بصندوق النقد العربي، بالتعاون مع البنك الدولي، آملاً أن تسهم الدورة في إثراء معلوماتكم بهذا الموضوع، متمنياً للدورة كل النجاح.
في ضوء الاهمية التي يحتلها القطاع المالي، تسعى العديد من الدول إلى تطوير هذا القطاع، فهو يعتبر بحق "عصب الاقتصاد" للدور الذي يلعبه في توفير الموارد وتحويلها بأقل كلفة وأكثر جدارة إلى استثمارات تدعم النمو وتزيد الرفاهية من خلال تعبئة المدخرات وتمويل الاستثمار وتنويع المخاطر.
بخصوص القطاع المالي الإسلامي، فإنه يشتمل على عدة عناصر يتم الاسترشاد بها في عملية تعبئة وتخصيص الأموال اللازمة لتوليد النشاط الاقتصادي والتنمية الشاملة. في هذا الإطار فإن أهم ما يميز التمويل الإسلامي هو ضرورة أن تكون المعاملات المالية مرتبطة بالنشاط الاقتصادي الحقيقي، إضافة إلى ضرورة تقاسم الربح بالتالي تقاسم المخاطر، مما يؤدي إلى تشجيع الاستقرار المالي لأن سمة المشاركة في المخاطر تحد من افراط الاقراض لأن التمويل معزز بأصول. لقد أصبح التمويل الإسلامي على نحو متزايد جزءاً لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، كما أن التوسع السريع الذي يشهده التمويل الإسلامي كشكل من أشكال الوساطة المالية يعكس بلا شك قدرته على مواجهة تغيير نمط الطلب من قبل الأفراد والشركات وقدرته على الصمود والنمو في بيئة أكثر تحدياً. هذا ما شجع العديد من الشركات العالمية على زيادة مشاركتها في الأسواق المالية الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالصكوك التي تعد أحد أبرز منتجات الصناعة المالية الإسلامية.
على الرغم من الصغر النسبي لحجم الأصول لدى المصارف الإسلامية التي تشكل نحو 1% من إجمالي أصول المصارف العالمية، إلا أن هذا القطاع شهد نمواً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، إذ نمى بنسبة لا تقل عن 20% سنوياً منذ عام 2000.
تشهد سوق الاوراق المالية الاسلامية رواجاً واسعاً في ضوء الرغبة لدى العديد من الجهات للاعتماد عليها كمصدر من مصادر التمويل، كما أن هناك إقبال متزايد من مؤسسات الاستثمار التقليدي على الاوراق المالية الاسلامية من أجل زيادة العائد وتنويع الاستثمار. تمثل الصكوك أحد أهم أدوات التمويل التي تصدر وفق مبادئ الشريعة.
يمثل كل صك حق ملكية لنسبة مئوية شائعة في موجودات عينية، أو مجموعة مختلطة من الموجودات العينية وغيرها، وقد تكون الموجودات في مشروع محدد أو نشاط استثماري معين وفقاً لأحكام الشريعة.
تعد الصكوك من أهم منتجات الصناعة المالية الاسلامية الحديثة، وأصبحت الصكوك أكثر الادوات شيوعاً خلال السنوات الاخيرة حيث تستخدم من قبل الحكومات والشركات على حد سواء كمصدر من مصادر التمويل خاصةً المشاريع الكبرى مثل، مشاريع البنية التحتية ومشاريع الطاقة البديلة. تشير الاحصاءات إلى أن حجم الصكوك المصدرة بلغ في المعدل حوالي (100) بليون دولار سنوياً خلال الفترة 2011 – 2016. هناك بعض التحديات التي تواجه عمل الصكوك بفاعلية مثل الحاجة إلى إصدارات سيادية أكثر انتظاماً بآجال استحقاق مختلفة لتساعد في إرساء معايير مناسبة وإقامة أسواق ثانوية، كذلك تحتاج أسواق الصكوك إلى أطر قانونية قوية، مما يساعد على معالجة حالة عدم اليقين بشأن حقوق المستثمرين. كما أن هناك حاجة إلى إقامة أسواق للمال وأسواق بين البنوك لتداول الأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من أجل مساعدة البنوك الإسلامية على إدارة احتياجات السيولة بالتالي عدم الاحتفاظ بسيولة زائدة عن الحاجة.
في ضوء هذه الأهمية التي أصبحت تحظى بها إصدارات الصكوك، كمصدر من مصادر التمويل وفق مبادئ الشريعة الاسلامية، يأتي انعقاد الدورة لإلقاء الضوء على أهم الجوانب المتعلقة بهذا النوع من أدوات التمويل الإسلامي. ستركز الدورة على العديد من المحاور الرئيسية مثل:
- أنواع الصكوك وحجمها
- هيكل الصكوك والتوريق
- الأسس القانونية والمؤسسية لسوق الصكوك
- التنظيم والرقابة على إصدار الصكوك
- تصنيف الصكوك
- الصكوك وإدارة السيولة
- قضايا الحوكمة وإدارة المخاطر المتعلقة بالصكوك
- المعايير المحاسبية المتعلقة بالصكوك
- الافصاح وإدراج الصكوك في الاسواق المالية
في الختام أود أن أتقدم بالشكر إلى البنك الدولي على تعاونه مع صندوق النقد العربي في تنظيم الدورة، متطلعاً إلى مزيداً من التعاون في المستقبل من أجل المساهمة في بناء القدرات للكوادر العربية. كما وأتقدم بالشكر إلى السادة الخبراء المميزين الذين سيقومون بتقديم مواد الدورة.
متمنياً لكم طيب الإقامة في مدينة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.