انتخابات الرئاسة تمزق الإخوان من الداخل.. المرشد ورجاله مُغيبون عن المشهد.. مبادرات متناقضة تدعو للانسحاب والمشاركة في نفس الوقت.. خبراء: «الجماعة» كارت محروق والاستعانة بها خسارة مبكرة لأي مرشح
الكاتب الصحفي : أحمد فوزي سالم
على مدار الأيام الماضية، ومع سخونة الأحداث على خلفية الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، تخبطت جماعة الإخوان الإرهابية برجالاتها؛ تفرغ الجميع لبث مبادرات شخصية، من النقيض للنقيض، وكأن الجماعة بلا رأس أو قيادة؛ تارة يطالب أحدهم باعتزال السياسة والتفرغ للدعوة، وآخر يطالب بضرورة المشاركة بأي وسيلة في انتخابات الرئاسة المقبلة، ويعتبرها السلاح الأخير للإخوان، إذا ما أرادت العودة للحياة السياسية من جديد في مصر.
جس نبض مستمر
محمد سودان، المحسوب على جبهة القيادة التاريخية، وهي صاحبة القرار النافذ في صفوف الإخوان، والتي تسيطر حتى الآن على مفاصل التنظيم، رغم ما أصابه من زلل، يؤكد في أغلب مشاركاته الإعلامية، أن خوض الجماعة انتخابات 2018، سواء جرى الدفع بمرشح إسلامي، أو دعمت آخر مقربا لها، هي فرصة قوية للتنظيم للعودة مرة أخرى للمشهد، ويطالب الإخوان باستغلالها بشكل جيد؛ لتحسين موقفهم سياسيا واجتماعيا، بعدما وصلوا إلى أدنى شعبية يمكن تصورها خلال السنوات الماضية.
حديث مسئول العلاقات الخارجية للجماعة، يؤيده بشدة، محمد محسوب، القيادي بحزب الوسط والمناصر للجماعة، وروج في أكثر من مناسبة، ومشاركة إعلامية له على قنوات الإخوان، أنها فرصة نادرة، ويجب على الإسلاميين استغلالها بشكل جيد، وهو نفس الطرح الذي أيده هيثم أبو خليل، المذيع بقناة الشرق، والإخواني التنظيمي السابق، الذي يشير في أغلب تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الانتخابات فرصة قوية لإعادة الدماء في عروق الإسلاميين من جديد.
الكماليون على العهد لـ«مرسي»
بين دعوات معسكري الجماعة، سواء المؤيد لاعتزال السياسة، أو الداعي للمشاركة في انتخابات الرئاسة، يقف الكماليون على أعلى درجات الرفض؛ فالفريق الموازي للسلطة في الجماعة، والذي يناصب القيادات التاريخية العداء، وكان مسئولا عن تدبير أكثر من محاولة للانقلاب عليهم، دون أن ينجح في مسعاه، يعتبر أي مشاركة في الحالة السياسية خيانة لمرسي، ويرفض تماما أي دعوة تشجع الجماعة على المشاركة.
سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يري أن هناك انقسام شديد داخل الإخوان، بشأن انتخابات الرئاسة، موضحا أن البعض يؤيد فكرة انتخاب أي شخص ينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي، والآخر يرهن موقفه بمرشح قوى يستطيع أن يكون فرس رهان في المنافسة، بينما يُصر فريق ثالث على موقفه المتشدد، الرافض للمشاركة بأي شكل في أي فعالية انتخابية، وهؤلاء يطالبون بمقاطعة الانتخابات، باعتبار أن ذلك سيضع نظام الرئيس السيسي في حرج أمام العالم، وهو الوهم بعينه.
الجماعة انتهت للأبد
فيما يؤكد إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان سواء شاركوا أم لا، انتهى تواجدهم داخل الشارع المصري، مؤكدا أنهم يخافون من الصف الإخواني، إذا ما دعموا مرشحًا بعينه بشكل صريح بما يفقدهم شرعيتهم، أمام الفريق المنافس لهم داخل صفوف الجماعة، والذي يزايد عليهم في كل كلمة أو تصرف، وهو ما يشكل ضغطا على مواقفهم تجاه مستقبل التنظيم.
ويوضح القيادي السابق بالجماعة، أن التيارات الإسلامية أو الإخوان، لن يكون لهم أي تأثير على الانتخابات القادمة، بالإضافة إلى أنهم يعلمون أيضا أن دعمهم لأي مرشح مهما كانت قوته، لن تكون في صالحه، وهو ما يجعلهم أقرب إلى سيناريو المقاطعة، فهي المكسب الدائم لهم بلا ثمن أو جهد، بحسب وصفه.
نقلاً عن فيتو