كتاب «الموسيقى والمجتمع فى مصر القديمة» يوثق ثقافة «القدماء المصريين»..تقرير
تُعد مصر واحدة من أقدم حضارات العالم, حضارة مصر القديمة , حقاً هي واحدة من أقدم الحضارات في العالم, تركزت حضارة القدماء المصريين على ضفاف نهر النيل, بدأت الحضارة المصرية في حوالي العام 3150 ق.م، عندما وحد الملك مينا مصر العليا والسفلى، وتطورت بعد ذلك على مدى الثلاث ألفيات اللاحقة».
أصدرت الهيئة العامة للكتاب، كتاباً بعنوان «الموسيقى والمجتمع فى مصر القديمة» للأكاديمي خيرى إبراهيم الملط, يتناول الكتاب، طبقا لبيان عن هيئة الكتاب، مجموعتين من الموضوعات، الأولى اهتمت بعرض مختصر عن المجتمع المصرى القديم ومدى تأثير الأنشطة الموسيقية من موسيقى وغناء ورقص فى حياته اليومية، حيث يرتبط الفن والمجتمع بروابط وثيقة».
ويعرض الكتاب أهم الأماكن والمؤسسات في المجتمع المصرى القديم، التى لعبت فيها الموسيقى دوراً أساسيا».
أما المجموعة الثانية فتتناول الموضوعات التخصصية كالموسيقى والغناء وحياة الموسيقيين والمنشدين والآلات الموسيقية عند قدماء المصريين .
كما تناول المؤلف الموضوعات التاريخية والأثرية المرتبطة بالموسيقى والغناء، ويشتمل الكتاب على ملحق خاص بالمشروع القومي لإحياء الموسيقى الفرعونية والذى يعد موسوعة علمية موثقة عن الهوية الثقافية لتراث الموسيقى المصرية القديمة والحفاظ عليه من الضياع والاندثار والتهويد ونشره فى مصر وجميع أنحاء العالم.
وكذلك يشتمل الكتاب على ملحق خاص بما يعرف بـ"لعنة الفراعنة"، وكيف لعبت دوراً فى إثارة القلق بالحياة الخاصة لمؤلف الكتاب بسبب تعرضه لحياة المصريين القدماء وإقلاق راحتهم فى قبورهم بأنشطة موسيقية وغنائية داخل المقابر والمعابد القديمة.
وقال مؤلف الكتاب، في تصريحات صحفية، إن الموسيقى الفرعونية غطت الحياة الدينية، فهى غنية بالآتها وبعازفيها وبقدرتها على الابتكار.
وأشار إلى دور الموسيقى الفرعونية فى المناسبات الاجتماعية المختلفة، فنجد لديهم آلات موسيقية فى غرف النوم أثناء صيد الأسماك، أثناء جمع المحاصيل الزراعية وفي الحقول.
وأضاف الملط: لو استعرضت اللوحات الفرعونية الموجود على جدارية معبد الأقصر فى عصر توت عنخ آمون، (الأسرة 18 فى الدولة الحديثة)، سنجد لوحة لأم تُرضع طفلها وعلى مقربة منها مغني وعازف هارب، فقد كانوا يعتبرون أن الموسيقى وسيلة لإدرار الحليب، فهي توفر الهدوء للطفل وللأم أيضاً، وفي العديد من اللوحات لجداريات فرعونية تبرز الالآت الموسيقية.
وأشار المؤلف الى أن الصور الموجودة على جدران المقابر والمعابد للعازفين، وهم يمسكون آلاتهم الموسيقية، وتوضح لنا كيفية إمساك العازف للآلة التي يعزف عليها.
وعرفت الحضارة المصرية القديمة كل فصائل الآلات الموسيقية، التى نعرفها اليوم، سواء كانت آلات وترية أو آلات نفخ أو آلات إيقاعية، باستثناء الآلات الوترية ذات القوس أى التي تصدر الصوت بمرور القوس على الأوتار، فلم تعرفها الحضارة المصرية القديمة.
وتساءل الملط ماذا كان لدى أوروبا من الآلات الموسيقية منذ 4 آلاف سنة، فى حين وجدت كل هذه الآلات فى الدولة الفرعونية، مضيفاً أن أوروبا لم يكن بها في ذلك الوقت سوى آلات بدائية للغاية.
يذكر أن خيرى إبراهيم محمد الملط، أستاذ الفيولينة (آلة موسيقية) بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، له مؤلفات ودراسات عديدة متخصصة فى مجال علوم الموسيقى والتربيه الموسيقية، وهو مؤسس المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة وله إنجازات قومية ودولية متعددة فى هذا المجال داخل مصر وخارجها.