أبرزها «عودة اللاجئين».. 3 عقبات أمام الأسد في سوريا خلال 2019
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العام 2018 انتهى بشكل جيد بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها، وإعلان بعض الدول العربية نيتها إعادة تمثيلها الدبلوماسي في دمشق، موضحةً أن 3 عقبات تقف أمام الأخير لبسط سيطرته الكاملة على البلد الممزق أطرافه، ومن ثم رد اعتباره دوليًا.
في ديسمبر الماضي، أصبح الرئيس السوداني عمر البشير، أول حاكم عربي يزور سوريا، منذ أن بدأت الحرب الأهلية في العام 2011. كما أعلنت الإمارات بعد زيارة البشير بأيام إعادة سفارتها إلى دمشق، مع توقعات بأن تؤدي البحرين والكويت نفس الفعل.
فيما تغير موقف المملكة العربية السعودية، الداعمة للمعارضة في سوريا، وأصبحت أقرب لتقبل بشار الأسد على رأس السلطة في دمشق.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن 3 عقبات تقف أمام الأسد لاستعادة مكانته الدولية، أهمها إعادة الإعمار التي تتطلب أكثر من 400 مليار دولار، وعدم تقبل الدول الأوروبية وأمريكا نظام الأسد.
إعادة الإعمار
أوضحت الصحيفة الأمريكية أن بشار الأسد لم يكن معزولاً تمامًا عن العالم، بعد الحرب الأهلية التي اندلعت هناك، بفضل المساعدة الأساسية من الحليفين الروسي والإيراني.
وأكدت أن إصرار روسيا على عدم توقيع الأمم المتحدة أي عقوبات ضد سوريا، وإمداد الأسد بالمال والسلاح، كان له أبلغ الأثر في بقاء هذا الأخير على رأس السلطة في دمشق.
وكشفت "واشنطن بوست" أن دول البريكس "البرازيل، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا" لم تطالب بإسقاط بشار الأسد، وأن بكين استخدمت الفيتو 6 مرات لمنع إصدار أي قرار ضد الرئيس السوري. لكنها أكدت أن حلفاء الأسد ودول البريكس لن يتمكنوا من تقديم معونات مالية لإعادة إعمار سوريا، التي حسب التقديرات الأولية، تحتاج إلى 400 مليار دولار.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن دول الخليج أو الغرب، هي فقط القادرة على تقديم الدعم الذي تحتاجه سوريا.
أعداء الأسد
وأشارت "واشنطن بوست" أن الأخبار السعيدة التي يتلقاها الأسد يومًا بعد يوم، يبدو أنها ستصطدم ببعض الحواجز، أبرزها عداء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والناتو لحكومته، وبقائه هو نفسه على رأس السلطة.
وأكدت الصحيفة أنه رغم الانسحاب الأمريكي من سوريا، إلا أن العداء الواضح لنظام الأسد لن يتغير، موضحةً أن الأصوات الكارهة لإيران ستزيد الإصرار على عدم رفع عقوبات واشنطن المفروضة على دمشق.
وأكدت "واشنطن بوست" أن عقوبات الاتحاد الأوروبي مشكلة أخرى ستواجه الأسد، وإنها رغم كونها أقل حدة من الأمريكية، إلا أن الأوروبيين أكثر تشددًا بشأن رحيل الرئيس السوري.
عودة اللاجئين.. والأزمة التركية
ومستعرضة لأزمة أخرى في طريق الأسد، قال الصحيفة الأمريكية إنه مع بقاء الرئيس السوري المضمون إلى الآن في الحكم سيبدأ تدفق اللاجئين السوريين المهاجرين من بلادهم، عودة إلى البلاد مرة أخرى وبأعداد ضخمة، ما سيجعلها بحاجة إلى محاولة الانفتاح مع دول الجوار، وتدعيم اقتصادها، وهنا ستصدم أحلام الأسد بتركيا، التي تفرض حصارًا على الشام يزيد الأوضاع سوءًا.
فعلى الرغم من أن إعادة فتح القنوات التجارية بين دمشق وأنقرة سيتيح مزيد من الإنعاش الاقتصادي، إلا أنه لا مبشرات بحدوث ذلك إلى الآن.
هذا الوضع يزداد قتامة مع الحديث عن إدلب -آخر معاقل المعارضة السورية- والتي يريد الرئيس المنتصر على ثورة شعبه استعادتها، بينما تقف أنقرة حاميةً لحلفائها في المنطقة.
وهنا تلفت الصحيفة الأمريكية أن مدينة عفرين التي يسيطر عليها حلفاء تركيا، ستجعل من الصعب حدوث أي نوع من التعاون بين البلدين، نتيجة إصرار الأسد على إعادة السيطرة على جميع أجزاء بلاده مقابل محاولات أنقرة البقاء هناك، والقضاء على القوات الكردية، التي تصنفها "إرهابية".