أشرف مفيد يكتُب: «القلعة» ومهرجانات «بير السلم»
ما إن أصدر رئيس مجلس الوزراء قراره المهم بتشكيل لجنة تنظيم المهرجانات والتى مهمتها إعادة الاعتبار للدولة فى مجال المهرجانات بتفعيل التبادل الثقافى بين مصر والعالم الى جانب تحقيق العدالة الثقافية للمواطن، حتى «هاج» أصحاب مهرجانات السبوبة معتبرين تلك الخطوة ما هى إلا نوعا من قطع الأرزاق، لأن تلك اللجنة بكل تأكيد سوف تقوم بتجفيف منابع التمويل التى كانت وسيلة البعض للكسب السريع خاصة فى بعض المهرجانات التى أقل ما توصف به أنها تشبه صناعة «بير السلم» عديمة الهوية.
وعلى الرغم من كل هذا الصراخ، وفى سياق مختلف تماماً نجد مهرجان القلعة للموسيقى والغناء الذى تنظمه وزارة الثقافة منذ عام 1990، قد استطاع هذا العام وبإمكانات مادية محدودة أن يحصل على الصبغة الدولية، ويرجع الفضل فى ذلك الى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، حيث كانت قد بدأت منذ فترة أولى خطواته نحو الصبغة «الدولية» وهو الهدف الذى وضعه الدكتور مجدى صابر نصب عينيه منذ توليه رئاسة دار الأوبرا حتى تمكن بالفعل من أن تصبح دورة العام الحالى من المهرجان دورة شديدة التميز، بل أصبح ينافس أيضاً مهرجانات دولية مهمة مثل قرطاج وجرش وبيت الدين.
وبعيداً عن مسألة الصفة الدولية فإننى أرى أن القيمة الحقيقية لمهرجان القلعة هذا العام تتمثل فى أنه ترجم على أرض الواقع وبشكل عملى فلسفة السيد الرئيس فى بناء الانسان بأفكار ورؤى مختلفة، فالمهرجان يقام فى منطقة شعبية مكتظة بالمواطنين وقد استقبل هذا العام نحو 100 ألف مواطن خلال عشرة أيام مما أحدث حالة من «البهجة» وسط أهالى تلك المنطقة الذين كانوا بالفعل يتعطشون الى جرعة من الفن الراقى.
والحق يقال فإن الفنان والمبدع مجدى صابر لو لم تكن لديه إرادة قوية وقدرة على الخلق والابتكار ما استطاع أن ينجح فى تحقيق تلك النقلة النوعية لمهرجان أصبح «أيقونة» مهرجانات الموسيقى والغناء.
نقلاً عن الأهرام