حسم البريطانيون مصيرهم، سطروا ختامًا لمعركة بقاء أو خروج، خاض غمارها شعب المملكة المتحدة، بين أصواتٍ تحث على الخروج ودعوات تنشد البقاء، لكنَّ ديمقراطيتهم قادتهم إلى حسم المعركة لـ"معسكر الخروج"، فباتت بريطانيا -بأمر الاستفتاء- خارج اتحاد أوروبا.

في مدن بريطانيا، وفي 382 مركز اقتراع في شتى أنحائها، قالت الصناديق للخروج "نعم"، فصوَّت نحو 17 مليونًا و410 آلاف و742 ناخبًا لصالح الخروج، مقابل 16 مليونًا و141 ألفًا و241 ناخبًا كتبوا "نعم للبقاء"، بنسبة تصويت وصلت إلى 52%.

ومع اللحظات الأولى للحسم، عمَّ القلق، بات الجميع خاشيًّا على مستقبل التكتل سياسيًّا، وساد الخوف على تأثيرات قد تكون خطيرةً على الاقتصاد، فمحافظ بنك إنجلترا مارك كارني حذَّر من أنَّ الجميع يجب أن يتوقع حدوث بعض التقلبات الاقتصادية في السوق في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبينما العالم يترقب، وبعد أن قالت بريطانيا "نعم للخروج.. لا للبقاء"، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنَّ بلاده بحاجة إلى قائد جديد، وقال إنَّه سيترك ‏منصبه في شهر أكتوبر المقبل بعد اختيار زعيم جديد لحزب المحافظين.‏

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قال إنَّ بريطانيا لا تدير ظهرها للعالم بعد التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، وإنَّه من المبكر التكهن بمن سيخلف ديفيد كاميرون بعد إعلان استقالته "المرتقبة".

ردود الأفعال توالت وتوالت، فتحدَّث زعماء العالم عن احترام إرادة شعب المملكة المتحدة وتحديده علاقته بـ"اتحاد أوروبا"، وأكَّدوا حرصهم على الحفاظ على علاقاتهم بـ"لندن الجميلة".

مؤكدٌ كان حدوث تداعيات كبيرة على قرار البريطانيين وخيارهم، ومن ذلك هبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ 31 عامًا، أيضًا ذُرعت بذور التشتت بين دول الاتحاد ما بين راغب في الرحيل مثل بريطانيا والاستقلال عن الاتحاد، ودول أخرى اعتبرت مغادرة بريطانيا مكسبًا اقتصاديًّا لها.. لكن ظلَّت تساؤلات عدة، ماذا عن حدود الدول؟، الاستثمارات ماذا سيكون وضعها وشكلها؟ غير ذلك، لكن المؤكد أنَّ البريطانيين هم من سيجنون ثمار أو يدفعون ثمن القرار، بمبدأ يقول إنَّ "حصاد الزرع من جنس النبتة".