راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أول السلم

دكتورة مفيدة

من أيام قليلة اصطحبت وحيدتي إلى مقر إحدى الجرائد الأسبوعية ذات التعبير الحر، وهناك دار حوار موضوعي بينها ومدير عام الجريدة الذي تجلى لديه عمق الفكر الإعلامي ومدى تمكنه من خلال خبرته في توجيه الغير وهنا أخص وحيدتي وذلك مساهمة منه في توضيح معالم الطريق الواجب السير فيه إذا ما أرادت السير في هذا المجال , وقد شاركتهما الحديث حتى اتبين هوية الجريدة وتوجهاتها الصحفية لأقوم بدوري أيضا في مساعدتها في الوقوف على أول السلم فهي تعشق الإعلام وتهوى التصوير ولديها الكثير التي فطرت عليه أدبيا وثقافيا مماجعلها تصر على الالتحاق بكلية الإعلام ظننا منها بأنها أول السلم من أجل تحقيق ذاتها وإثبات كيانها شأنها شأن أي زهرة في عمر التفتح ولكنها كغيرها لا تدري من أين تبدأ ؟ وكيف ؟ وقبل الاجابة عن مكان البداية وكيفيتها لابد أن نقف على زمان البدء.
أعلم جيدًا أن وحيدتي وأقرانها لن تحقق شيئاً وهي بعيدة عن السباق، فالحياة ليست رياضة تكتفي معها بالمشاهدة، وإن رسمها لخطة مسارها المهنى يجب أن تتخذها بعد إعداد الخطوة الأولى نحو النجاح، حيث يستحوذ العمل الإعلامي على جزء طويل من حياة الفرد وأن ذلك لا يتأتى إلا بالاختيار المناسب لنوعية العمل المرجو لتحقيق ما ترنو إليه و الأهم من ذلك هو تخطيط المسار المهني بكامله، لكي لا يفاجأ الإنسان في نهاية المطاف أنه سلك المسار الخاطئ، الذي لا يتفق مع رغباته وقدراته
وأول خطوة في طريق النجاح هي معرفة نفسك، من الضروري أن يكتشف الفرد ذاته من حيث قدراته واهتماماته ومهاراته ونمط شخصيته وقيمه، ومزجها معاً؛ لتشكل إطاراً عاماً لمساعدته في اكتشاف الأعمال والمهن التي تنسجم وتتطابق مع هذه الاهتمامات والقيم والقدرات
والتفكير بعمق في ما ترغب في عمله، وما تجيد عمله فعلاً، وما تستمع بالقيام به، وما تميل إلى فعله، وما تريد أن تفعله، ثم حدد أى تلك الأعمال الرئيسة التى تشكِّل أغلب عملك ومخرجاتك اليومية.
فقد تكون وظيفتك المستقبلية هوايتك، كالرسم أو تصميم الأكسسوار
أو التصوير.
وترتيبها وفقاً للأولويات عندك، مع وضع أمثلة للمهام التى يمكنك العمل بها وفق هذه القيم.
إن معرفتك بهذه الأمور سيمكّنك من الوقوف على أول السلم؛ لتحديد المسار المناسب لك مستقبلاً.
حيث تبرز أهمية اتخاذ القرار المهني المناسب في الحد والتصدي للمشكلات التي قد يواجهها الأفراد نتيجة اختيار الأعمال عن طريق الصدفة، أو عن جهل الفرد بامكاناته ومتطلبات العمل، أو الاختيار في ضوء بريق ومغريات المهنة أو سمعتها أو مكانتها الاجتماعية، بصرف النظر عن استعداده لها، أو الإجبار الذي تمارسه بعض الأسرأحيانا على الأبناء في تحديد مهنهم وأعمالهم ..
وهنا نتذكر مقولة: إذا لم تضع خطتك بنفسك، فستقع فريسة لخطة أعدها غيرك، ولن يكون التنبؤ بما خطط لك في المقدور.
أي على وحيدتي وأقرانها الإدراك الجيد بأن هناك عدد من الخطوات يجب اتخاذها حتى تصل في النهاية إلى قرارك، عبر تزويدك بالمنهجية والأساليب العملية التي تحتاجها للقيام بتخطيط مسارك المهني بشكل محترف وواقعي. .
هذه متطلبات أول السلم .

أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات
أستاذ الأدب والنقد ــ جامعة الأزهر

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register