اشتعال الصراعات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية..تقرير
الموقف يزداد اشتعالا، هكذا يبدوا الوضع حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، الأمر الذي ارتفعت معه تخوفات المجتمع الدولي من دفع هذه الأزمة العالم باتجاه حرب عالمية ثالثة.
ووسط الوضع الدولي المرتبك تجاه الأزمة، يبرز التساؤل عن دور الصين الحليف والشريك التجاري الأكبر ليونغ يانغ في هذه الأزمة، وهل تمتلك القدرة على إخماد نيرانها؟
• أمريكا مستاءة من الصين
منذ أشهر حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصين، على استخدام نفوذها للضغط على الرئيس الكوري الشمالي بيونغ يانغ، حيث كشفت وكالة أنباء "Kyodo" اليابانية في بداية أغسطس الجاري أن الولايات المتحدة ستضرب كوريا الشمالية إذا لم تمارس الصين ضغطا حقيقيا على بيونغ يانغ.
وأوضحت الوكالة أن وزارة الخارجية الأمريكية أبلغت الحكومة اليابانية بأن واشنطن ستضرب كوريا الشمالية إذا لم تجبر الصين بيونغ يانغ على وقف برنامجها الصاروخي والنووي، مشيرة إلى أن ممثلا للخارجية الأمريكية نقل هذا الموقف إلى طوكيو مطلع أبريل الماضي.
• بكين وبيونغ حبايب
ترتبط الصين بعلاقات قوية مع كوريا الشمالية، حيث تمثل بكين المصدر الرئيسي للمواد الغذائية والأسلحة والوقود، كما كانت أبرز الحلفاء لزعماء كوريا الشمالية، كيم ايل سونج وخليفته وابنه كيم جونج ايل، لكن العلاقات مع الزعيم الحالي، كيم يونج أون أصابها الركود منذ توليه في 2011، بسبب التجارب النووية التي تجريها بيونج بانج التي عارضها الرئيس الصيني، شي جين بينج.
• محاولة
في محاولة لتهدئة الأزمة ضغطت الصين على الزعيم الكوري الشمالي لوقف البرنامج النووي بتعليق جميع استيراد الفحم من كوريا الشمالية في فبراير الماضي، وأعلنت وزارة التجارة الصينية أنه سيستمر طوال العام الحالي.
• كوريا تتهم بكين
واتهمت وسائل الإعلام الكورية الشمالية بكين بـ"الخنوع للولايات المتحدة" عقب القرار، الذي فسرته بكين بأنه يهدف لتطبيق عقوبات الأمم المتحدة، كما علقت شركة الطيران الصينية رحلاتها الجوية المتجهة لكوريا الشمالية دون إبداء أسباب.
ومع تزايد حدة التهديدات بين الجانبين، حذرت بكين من عواقب التصعيد، حيث قال وزير الخارجية، وانج في، أن الحرب المحتملة لن يكون بها فائز مع وجود خسائر عظيمة للجميع، مشيرا إلى أن الصين تدعم الطرفين لإجراء حوار ووقف الاستفزازات الأخيرة.
وتسعى الصين للوصول في هذه الأزمة للسيناريو الأفضل لها وهو إقناع الطرفين بالعودة إلى "المحادثات السداسية" التي انخرطت فيها إلى جانب روسيا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والولايات المتحدة، لكنها انهارت عام 2009.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي ويلي لام لوكالة فرانس برس، إن بكين بإمكانها لعب دور قيادي في هذه المحادثات وتعزيز نفوذها ليس فقط في ما يتعلق بكوريا الشمالية، بل كذلك حيال كوريا الجنوبية واليابان.
رغم اتخاذها موقفا محايدا منذ بدء الأزمة، ومطالبتها الدائمة للطرفين بالهدوء وعدم الإفراط في استعراض القوة، إلا أن الصين أعلنت أنها ستلتزم الحياد حال توجيه كوريا الشمالية ضربة عسكرية لأمريكا، إلا أنها ستدافع عن بيونغ يانغ حال تعرضها للاعتداء من واشنطن.
تشكل معاهدة الدفاع المتبادل التي وقعتها الصين مع كوريا الشمالية عام 1961، بعد ثمانية أعوام من نهاية الحرب الكورية، حجر الأساس في العلاقة بين الدولتين؛ لذلك ستتخذ بكين جانب كوريا الشمالية حال اندلاع نزاع عسكري بينها وبين أمريكا.
ومع بدء المناورات العسكرية بين الطرفين أمس الإثنين، حثت الصين، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على تعليق مناوراتهما العسكرية المشتركة التى بدأت وسط التوترات المتصاعدة فى شبه الجزيرة الكورية.
وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينج فى تصريح رسمى من أن الوضع الحالى فى شبه الجزيرة الكورية حساس وهش للغاية، مما يتطلب من الأطراف المعنية مباشرة بالقضية الكورية، بما فيها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وبذل جهود مشتركة للتخفيف من حدة التوترات بدلا من تأجيجها.