راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الآذان في مالطا

p.8 (2)
دأب الرئيس السيسي في شتى المناسبات وخاصة الدينية منها حث الأزهر الشريف على القيام بدوره نحو شباب الأمة وذلك تقديرا حقيقيا من قبل الدولة واصرارا منها على أن يكون الأزهر الشريف الذي تعرض على مدار تارخه الممتد أكثر من ألف عام لحلقات شديدة الضراوة و قد نجح في الافلات من براثنها ليصبح صاحب الدور المحوري في ما سمي بتجديد الخطاب الديني لهؤلاء الشباب ، فما كان لهذه المؤسسة العريقة إلا الأخذ بالأسباب للقيام بما هي منوطة به على أكمل وجه .وخرج علينا من علماء هذه المؤسسة الأجلاء بالدعوة إلى تبسيط التراث ، يقول: إن هناك أزمة تحاط بمهمة تجديد الخطاب الدينى، وهى طبيعة المناهج التى تحتوى على بعض الفصول التى تدعو إلى التشدد، لذلك بادر الأزهر الشريف بتبنى خطة استراتيجية بتنقيح المناهج واستبعاد كل ما به من مواد متشددة، ولكن مهمة التجديد قد تستغرق بشكل عام بضعة أعوام وسيادته محق فيما ذهب إليه ولكن نخشى التسطيح وضياع الهوية الأزهرية بما تحمل من علوم عريقة وأصيلة يجب الحفاظ عليها و المشكلة ليست فى كتب التراث، ولكن فى العقول. أليس فى كتب التراث كلام يدعو إلى الرحمةوالإ خاء والترابط والتعاون وإحقاق الحق وإبطال الباطل ؟!
و عالم جليل آخر يعلن عن وضع مناهج ( تيك أوي ) أقصدعصرية تحت زعم تبسيط التراث وذلك بضم فروع العلم الواحد في مادة واحدة على سبيل المثال لا الحصر ليصبح التفسير وعلوم القرأن والتوحيد والعقيدة والفلسفة والحديث وعلومه والملل والنحل وغيرها مادة واحدة تسمى أصول الدين عفوا ياسيادة العالم الأزهري الأصيل هذه علوم وليست مواد ولتخصص واحد وليست لمادة واحدة
وعالم ثالث ينتمي إلى الأزهر لحما وسدى جزاه الله خيرا حرص أشد الحرص على منع الغش في الامتحانات عملا بقوله عليه الصلاة والسلام : "من غشنا فليس منا"فخرجت نتيجة الثانوية الأزهرية لهذا العام تقارب 28 % وكأن أزهرنا العريق بني على الغش حتى جاء من أنقذه من هذه الآفة.
فضلا على ما أصابنا بالهلع عندما أعلن عن فتح باب التحويل لطلاب المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم وذلك بدء السبت 1-8-2015 م وسيستمر حتى 31 من نفس الشهر بهدف رفع المعاناة عن الطالب وتمكنه من حرية الانتقال بين قطاعات التعليم المختلفة 000وفقا لرغباته 000إلى أخر ما نشر . وهكذا تسببت لجنة من العلماء الحكماء و بكل ارتياح في تفريغ الأزهر من طلابه في مرحلة التعليم الأساسية ( الأبتدائية والإعدادية ) والسماح لهم بالتسرب (الانتقال) إلى وزارة التربية والتعليم كيف وهؤلاء هم النشأ الذي يجب تنشئته على الخطاب الديني السمح المعتدل الذى بني عليه أزهرنا العريق . أليس هذا تهميشا متعمدا لكل رغبة للإصلاح ؟ بلى سواء عن جهل أو لخدمة فصيل معين . وعليه لا يمكن حدوث نقلة نوعية وتجديد للخطاب الديني تجديدا حقيقيا نقلة ذات الوسطية والاعتدال التي تميز بها الأزهر عن غيره بدون تحسن أداء القيادات امتثالا لقوله تعالى : "لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "ووقف نزيف تسرب الطلاب لغيره لخدمة أغراض وجهات معينة داخل مصر وخارجها والوقوف على أسباب فرار الطلاب من أزهرهم ومعالجة الأمر بحكمة وليست بالسماح لهم بالفرار منه بهذه الصورة المخيفة ، مع الابقاء على كتب التراث منقحة ولكن التنقيح الذي لا يطيح بهوية أزهرنا وعراقته وأصالته الممتدة أكثر من ألف عام وستبقى إلى ما شاء الله .
أن الأزهرالشريف مؤسسة عريقة قادرة على وقف زحف بعض المشروعات السياسية والدينية ومن ثم فهي تمثل عقبة كبيرة في طموح من يرغب في قيادة العالم بالباطل.
وعلينا أن نحمي أزهر مصر ونزود عنه وألا نترك من لا يحسن الحفاظ عليه يستمر في إعطاء الفرصة لمن يريدون التنغيص عليه .
كما أن علينا الالتفات إلى طبيعة التطورات التي تجري من حوله دون مساس بمناهجه الأصيلة التي تمييز بها طلابه عن غيره بلا تسطيح ولا تهميش حتى لا تكون رغبة الرئيس السيسي الأكيدة في تجديد الخطاب الديني آذان في مالطا .
أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات
أستاذ الأدب والنقد ــ جامعة الأزهر

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register