مثلما نؤمن أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة فإن الأزمات وحدها تثبت أن كل محنة تجاوزتها كان فى وراءك شريك حياتك يقف بجانبك وهو ملاذك وسندك عندما تغيب عنك كل العيون، حينما تضل الطريق وتضيع الأهداف، وحدها الأزمات كفيلة بأن تعرفك من يستحق أن يكون رفيق دربك ومن لا يستحق أن تلتفت له نظرة واحدة .

ليلة تتويج الأهلى بدرع الدوري كنا على موعد مع فصل حزين من رواية مشاهير الكرة التى يظنها الجميع مليئة بالرفاهية والشهرة والملايين والأضواء، ولكن الواقع يؤكد أنها مثل أى حياة قد تواجه محنة صعبة وتحتاج لـ"سند وضهر" ليمنحك أمل وحياة جديدة، هذا ما فعلته "بنت الأصول" ريهام زوجة مؤمن زكريا نجم الأهلى ومنتخب مصر.

بداية التعارف

بداية التعارف بين ريهام ومؤمن زكريا كان فى أغسطس 2015 حينما انتشرت صور النجم المتألق أثناء احتفاله بحفل خطوبته فى أجواء عائلية بسيطة وبعيدة عن صخب الحفلات المعروفة عن لاعبى الكرة المشاهير.

النهاية السعيدة

وفى أبريل 2017 أقام مؤمن زكريا حفل زفافه على ريهام فى حضور الجهاز الفني للمنتخب مصر بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر وقتها، وبعض زملاء مؤمن زكريا، سواء في الأهلى أو الزمالك أو الأندية الأخرى التى ارتدى "الحراق" قمصانها ليبدأ الفتى الموهوب دخول عش الزوجية.

حياة رومانسية

وبين الحين والآخر يحرص مؤمن زكريا على مغازلة زوجته بنشر صورهما على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى ليكشف عن الجانب الرومانسى في حياته، لاسيما أن ريهام لم تكن تفارقه فهى حاضرة في كل أوقاته، سافر الثنائى لأداء العمرة ويقضى كل منهما أوقاته في إسعاد الآخر، والأهم هو ضحكة "مالك" ومستقبله وتخليد ذكرياتهم السعيدة معاً كل فترة.

مؤمن يواسى ريهام بعد الإجهاض

وفى عز الأزمة فاجأ مؤمن زكريا الجميع بإعلانه نبأ إجهاض زوجته للمولود الثانى، وكتب مؤمن فى تغريدته عبر حسابه الرسمي على تويتر، "حبيبتى ألف سلامة عليكي قدر الله ما شاء فعل إن شاء الله ربنا يعوضنا بمولود جديد ويباركلنا في مالك، الحمد لله" في إشارة لمساندتهم لبعضهم البعض في أصعب لحظات الحياة فكل منهما عكاز للأخر مهما كانت المحنة ودرجة صعوبتها.

ليلة التتويج.. ريهام بنت الأصول عكاز مؤمن زكريا

وفى ليلة تتويج الأهلى بدرع الدوري الذى أطلق عليه لقب مؤمن زكريا تقديراً له، رفضت ريهام أن يتكئ زوجها على أحد غيرها، وأصرت أن تكون عكازه حتى ينزل للملعب بصعوبة شديدة ويشارك زملاءه فرحة التتويج بالدوري.

ريهام تستحق عن جدارة لقب بنت الأصول، فهى السند لمؤمن داخل الملعب وخارجه بل وأصبحت رمزاً لقوة المرأة المصرية وجدعنتها وإخلاصها لشريك حياتها بعدما ساندت زوجها بعد انطفاء الشموع واختفاء الأضواء وباتت الدموع تنسج الراوية التي أبكت الملايين لقصة "الحراق" الذى كان يملأ الحياة ضحكاً وأهدافاً حتى ذاق قسوة الحياة وعذابها وأصبح قلبه ينزف حزناً وألماً.

قبل ليلة التتويج كان الجميع يؤكد أنه ينتظر عودة مؤمن زكريا ليواصل الابداع على المستطيل الأخضر ويرعب المدافعين ويجلد الحراس بأهدافه الممتعة ، ولكن بعد رؤية ريهام وإصرارها تيقن الجميع أن مؤمن قادر بدعمها ومساندتها أن يتخطى كل الصعاب ويعود أقوى مما كان لاسيما أن دعوات ملايين المصريين تحاصره حتى يعود في أقرب وقت.