راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الإسكندرية "مدينة السحاب": مهبط "نسور الحرب"

0

 

محب فهمي :

أرض مصر حقل القمح والسنابل الذهبية .. مصر سلة الخبز عبارة سجلها التاريخ الروماني يبحان الله العظيم .. مع خلق الله لآدم وحواء أوجد الأرض وفيها خيراتها وأطعمنا من الأزل من فولها وعدسها وبصلها ومن تينها وزيتونها وصولا لسيدنا يوسف عزيز مصر الذي كان حاكم وحكيم، أطعم المصريون والدول المجاورة لنا على مدى سبع سنوات، لم نترك جيراننا يموتون جوعا مصر الخير على امتداد التاريخ لم يأت إليها ضيف وينام جوعان مصر تاريخ ممتد وحضارات متعاقبة وكوني حبة من عنقود عنب في جنة الله في أرض مصر، وجدت التاريخ ورقات ممزقة وفيها حكايات لم تحكى وأدركت أن تاريخ الإسكندرية كموجات البحر وليس صفحات كل موجة عليها قصة وموجة اليوم ليست على الأرض أو على موج البحر أنها فوق السحاب عن السماء المفتوحة.
بعد أن أغلق التاريخ صفحة الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918 لم يكن لمصر دراية عن عالم الطيران ولقد سبق لي أن كتبت مقال في جريدتنا الغراء عن النبيل عباس حليم، وهو يعد أول طيار مصري وكان يخدم بالجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى وبانتهاء الحرب بدأ العالم يدرك أهمية عالم الطيران على أنه وسيلة نقل تقرب الخمس قارات وتختصر الزمن والمسافات في الترحال.
ونشط عالم الطيران لنقل ما خف وزنه وعلى ثمنه من السلع وبدأ الأسطول الجوي المدني لنقل الأفراد والطرود الصغيرة والرسائل البريدية كذلك أدخل سلاح الطيران الحربي للجيوش المتقدمة وهنا أدركت مصر أهمية عالم الطيران وبدأ العمل على الاهتمام والاعتناء لتشييد المطارات وهو ليس بالعمل السهل فصعوبة الموضوع ترجع إلى عوامل عديدة منها العمل على تمهيد الممرات الجوية حيث أن لها أصول في إقامتها وتشييدها وتسوية الأرض وتبليطها، ولها اصول عند دراسة التربة وطبيعتها لعمل الأساسات اللازمة ومراعاة عوامل كثيرة منها الطبقة الأسفلتية وتصريف مياه المطر من ممرات أرض المطار ومراعاة درجة الحرارة الجو المختلفة حيث أن هناك طائرات تقلع من القطب الجنوبي حيث الثلوج والصقيع وتنتهي رحلتها وتهبط في أرض منطقة حارة حيث لهيب الشمس وحرارة الجو كذلك يجب مراعاة إطارات الطائرات والإطارات المنفوخة لها حسابات عند عملية الهبوط وامكانية تحمل ممر الطائرات لثقل الطائرة عند الهبوط كذلك يراعى طول الممر عند الهبوط ومنحنياته لامكان عمل مناورة الهبوط واشتراطات عوامل الأمان عند استخدام الفرامل وهنا لابد أن نذكر أول مطار مهد وأصبح جاهزا للاقلاع والهبوط وهو مطار "ألماظة"، والذي أقيم خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها استغل للركاب والبريد حتى عام 1943 بعدها بدأ التجديد وعمل مدرجات الطيران، ولقد أوكل العمل لشركة "شل" كونها متخصصة في هذا المجال الجديد على الخبرة المصرية والجديد في هذا المجال هو صعوبة المواقع وطبوغرافية الأرض ووجود منحدرات الأمر الذي يتطلب دك وهرس وتسوية ولقد استغرق العمل خمسة أعوام وحتى عام 1947 وقتها كان الاستخدام مقصورا على الطيران الملكي المصري والخطوط الجوية البريطانية وأقيم مطار فاروق الأول الجوي في الكيلو 8 طريق القاهرة السويس، وكان قبلها يسمى مطار "بيل فيلد" وموديلات الطائرات وقتها كانت "انساينز، دي هافيلاند، داكوتا، هاليفاكس، ليبريتور، "سبيتفاير وهي للتدريب"، وأكبر الطائرات وقتها أفرويوك وعالم الطيران سبقه تعبيد الطرق فلقد تم رصد الطريق الصحراوي القاهرة الاسكندرية عام 1936 ورصف الطريق لدواعي الحرب العالمية الثانية ولقد مهد الطريق ليتحمل العجلات الصلبة والمنفوخة لمرور السيارات العسكرية ومركبات المدرعات والمدفعية، وكانت مصلحة رصف الطرق والكباري تقوم بعملها على قدم وساق وهي عمليات كثيرة ومصطلحاتها صعبة نذكر منها عملية الفرش والتقليب والدك والهرس والتبليط وكانت تستخدم معدات كثيرة منها الهراسات اليدوية والميكانيكية واستخدام الأسفلت والبتومين السائل وزيت الطرق كذلك استخدمت أحجار محاجر أبو زعبل والتي تم استنفاذها بالكامل.
كذلك بدأ العمل عام 1934 في طريق القاهرة السويس وقبلها كان الطريق غير واضح المعالم عدا بعض أبراج الإشارة ونقاط لحراسة عربات البريد ولقد تم استخدام البدو في الأماكن النائية عبر الصحراء لوجودهم وحياتهم في مواقع العمل كذلك كان يحدد العمل بعيدا عن مواسم هبوب الرياح وسقوط الأمطار ولصعوبة العمل في تلك المهنة فقد كان قديما يتم الاستعانة بالمساجين المحكوم عليهم بمدد طويلة كسخرة لمد هذه الطرق، الوعرة الشاقة وكان يوجد في منطقة القاهرة الفيوم قسم لتجارب عمل الخلطة اللازمة للرصف ونستطيع أن نقول مع بداية القرن العشرين بدأ رصف الطرق للمدن الكبيرة كالقاهرة والإسكندرية لتعميم ونشر السيارات التي لا تستطيع أن تسير إلا في طرق مرصوفة ومخططة.
ونأتي للإسكندرية عروس البحر المتوسط وكونها ميناء عالمي وخلال القرن العشرين جذبت جنسيات أجنبية كثيرة من أتى بماله للاستثمار ومن أتى بأفكاره تضامن واستظل تحت سماء الإسكندرية، الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام وصداقة "حسن ومرقص وكوهين"، و"فاطمة وماريكا وراشيل".
ونأتي لأهم معلومات الطيران في الإسكندرية فكما هو معلوم أن أقدم مطار بالإسكندرية هو مطار النزهة وهو مطار مدني وشيد على مشارف الإسكندرية وهو يخدم أسطول جوي يقوم برحلاته إلى جميع عواصم العالم وينشط سنويا في موسم الحج وحاليا معطل منذ أربع سنوات ، وذلك للقيام ببعض التجديدات وسيفتتح قريبا كذلك كان يوجد مطار حربي عسكري بالدخيلة الغي واستعيض عنه بمطار برج العرب الجديد والمقام على أحدث الطرق العالمية وهو مجهز لاستقبال أضخم الطائرات.
كذلك أهم معلومة أنه كان يوجد خلال الحرب العالمية الثانية مطار مائي ، وكان في منطقة البحر الميت بأبي قير وكان يخدم القوات المسلحة البريطانية الغي بعد انتهاء الحرب .
كذلك يسرني أن أنشر صورة العظيم "حسن عاكف بك" الطيار الخاص بجلالة الملك فاروق وكان لي شرف مقابلته وهو من أفراد الحرس الحديدي في العصر الملكي وكذلك هو من أزواج الراحلة العظيمة تحية كاريوكا.
فكما أن الطيران نعمة لأنها تقصر المسافات كذلك هي نقمة لمن تطول أعمارهم فحوادث الطيران مفجعة ونذكر منها رحيل نجمة السينما الجميلة كاميليا.
كذلك المذيعة التليفزيونية صديقة الأطفال سلوى حجازي كذلك الفارس المبدع يوسف السباعي كذلك مجموعة الطيارين الأبطال بعد سقوط طائرتهم على الساحل الأمريكي كذلك مجموعة أبطال حرب أكتوبر وعلى رأسهم العزيز ابن محرم بك والإسكندرية المشير أحمد بدوي وحادث مرسى مطروح والهليكوبتر.
أجمل ما في رحلة الطيران لحظة الهبوط وملامسة الأرض وسماعي تصفيق الركاب للقائد الطيار بسلامة الوصول.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register