الإفتاء: يجوز صيام الست من شوال بعد العيد
كثر بحث العديد من المسلمين عن حكم صيام 6 أيام من شهر شوال، وهو الموضوع الذي أثار جدلا واسعا بين كثيرين تطلب تدخل دار الإفتاء المصرية.
وقالت دار الإفتاء المصرية: "صيام ست من شوال يبدأ من ثاني أيام شوال، لأنّه يحرم صيام أول يوم في العيد، ويجوز أن يبدأ المسلم صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له".
15 جنيهاً.. كيف احتسبت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر؟
وأضافت الدار، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك، أن الصوم من العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها، لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب، وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وتابعت: "وصيام الستة من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان".
وتحدث الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في مقطع مصور نشر عبر القناة الرسمية للدار على موقع "يوتيوب"، عن حكم صيام 6 أيام من شهر شوال.
وقال إن صيام 6 أيام بعد رمضان وتحديدا في شهر شوال، هو سنة عن سيدنا محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام، ويعد تجارة مع الله عز وجل وهي من الأمور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمها للأمة الإسلامية.
وأضاف أمين الفتوى بالدار: "وهذا كي لا ينقطع العبد عن عبادة الله عز وجل، حيث قال وسام: «النبي يعلمنا التجارة مع الله، وألا ننقطع عن الصوم والعبادة، فكان من الممكن أن يفرض علينا الصوم السنة كلها، لكن الله علم ضعفنا فبدل لنا الأمر بست أيام مضافة إلى شهر رمضان".
وتابع أن صيام عدد 6 أيام في شهر شوال بعد رمضان يجعل إجمالي عدد أيام الصيام 36 يوما، وبما أن الحسنة تساوي 10 أمثالها، فيصبح إجمالي الثواب 360 يوما أي بإجمالي عدد أيام السنة.
وأكمل: "رمضان ثلاثون يومًا بالإضافة إلى ست من شوال فصاروا 36 يومًا والحسنة بعشرة أمثالها فصار المجموع 360 يومًا أي عدد أيام السنة".
فضل صيام الست من شوال
قد ورد في ذلك فضل عظيم وأجر كبير، ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما روى مسلم من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".
وفسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )".
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضًا).
وقالت الدار المصرية: "ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان ؛ إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه، ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ".