الإفراج عن لاعبة السلة بريتني جرينر من السجون الروسية .. والرئيس الأمريكي: «المواطنة الأمريكية آمنة وفي طريقها لواشنطن عبر طائرة خاصة»
أطلقت السلطات الروسية سراح لاعبة كرة السلة الأميركية المحتجزة لديها بريتني جرينر، في صفقة تبادل سجناء مع واشنطن، في حين عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن شكره لدولة الإمارات وكل من ساعد في ذلك، مشيراً إلى أنه تحدث معها، وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارتا الخارجية الإماراتية والسعودية، في بيان مشترك نجاح الوساطة التي قادها الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للإفراج وتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأكد البيان المشترك الصادر عن الوزارتين، أن "نجاح جهود الوساطة يأتي انعكاساً لعلاقات الصداقة المشتركة والوطيدة التي تجمع بلديهما، بالولايات المتحدة، وروسيا، وللدور المهم الذي تلعبه قيادتا البلدين الشقيقين (الإمارات والسعودية) في تعزيز الحوار بين جميع الأطراف".
واستقبلت الإمارات لاعبة كرة السلة الأميركية على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو إلى أبو ظبي، وذلك بعد إفراج السلطات الروسية عنها، بالتزامن مع استقبال المواطن الروسي فيكتور بوت عبر طائرة خاصة قادمة من واشنطن، وذلك بعد إفراج السلطات الأميركية عنه، بحضور ممثلين من الإمارات والسعودية، وفق البيان.
وقام الجانبان الأميركي والروسي بتسلم مواطنيهما، تمهيداً لنقلهما إلى بلديهما.
وقال مسؤول أميركي إن جرينر أصبحت في عهدة الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين التقوا جرينر بعد إطلاق سراحها.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة على تويتر إنه، ونائبة الرئيس كمالا هاريس، تحدثا مع لاعبة كرة السلة، وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن صفقة التبادل شملت إطلاق سراح المواطن الروسي فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي الذي يقضي عقوبة السجن 25 عاماً في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن العملية تمت بنجاح في مطار أبوظبي الدولي.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلاً عن محامٍ، بأن الجندي السابق بمشاة البحرية الأميركية بول ويلان "لا يزال مسجوناً، وأن المحادثات بشأن إطلاق سراحه تتواصل".
بايدن: شكراً للإمارات
وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن دولة الإمارات، وكل من ساعد في إطلاق سراح اللاعبة الأميركية، مشدداً على أنه تحدث معها (جرينر)، وهي في طريقها إلى "أرض الوطن بعدما كانت معتقلة في روسيا في ظروف سيئة جداً".
وأضاف: "هذا اليوم الذي عملنا عليه منذ وقت طويل، ولم نتوقف أبداً في سبيل إطلاق سراحها، وطبعاً تطلب هذا مفاوضات مضنية".
وأشار إلى أن الأشهر الماضية "كانت مثل الجحيم بالنسبة إليها وإلى عائلتها وكل من يعرفها هنا. الناس علموا بقصتها، ودعوا لإطلاق سراحها خلال الأزمة التي مرت بها".
وشدد على أن "جرينر تتمتع بروح عالية، وتشعر الآن بالسرور لعودتها إلى البلاد، والحقيقة أنها خسرت أشهراً من حياتها، ومرت بمأساة عظيمة، وتحتاج لأن تكون مع عائلتها بخصوصية"، مبيناً أنها "امرأة رياضية عظيمة، وحصلت على ميداليات ذهبية، وتعرضت لسوء معاملة، ولكنها أظهرت شخصية قوية في روسيا، وبكرامة كبيرة".
ولفت إلى أنها كتبت له في يوليو الماضي، ولم تطلب معاملة خاصة لها، بل قالت: "أرجوكم لا تنسوني والمعتقلين الأميركيين الآخرين، افعلوا ما بوسعكم لإطلاق سراحنا. أرجوكم".
وبيّن بايدن أنه لن يتخلى عن "المعتقلين" الأميركيين، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية لن تتخلى أيضاً عن ويلان، وأنها مستمرة "في التفاوض بحسن نية لإطلاق سراحه"، داعياً روسيا إلى القيام بالأمر ذاته.
وشدد على أن "إعادة هؤلاء الأميركيين يبقى أولوية بالنسبة إلى إدارتي ولي شخصياً، وسنستمر بالعمل لإعادة كل الأميركيين الذين لا يزالون يواجهون هذا الظلم".
وأوقفت جرينر الحاصلة على ميداليتين أولمبيتين ذهبيتين، وبطلة الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية للسيدات، في مطار موسكو في فبراير الماضي، لحيازتها سجائر إلكترونية تحوي زيت "القنب"، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 10 سنوات.
وتقول واشنطن إنّ موسكو احتجزت جرينر البالغة من العمر 31 عاماً "بلا وجه حق"، مشيرة إلى أنّها سلّمت قضيتها إلى المبعوث الأميركي الخاص المسؤول عن الرهائن.
وبالإضافة إلى جرينر، تحاول الولايات المتحدة إقناع السلطات الروسية بالإفراج عن ويلان، الذي أدين في يونيو 2020، بالسجن 16 عاماً على خلفية اتهامه بالتجسس.
واعتبرت واشنطن الحكم الذي أصدرته روسيا بحق الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية "سيضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن".
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن قضية ويلان في أبريل الماضي، حين قال إن إدارته "لن تستكين حتى يعود ويلان وغيره من الأميركيين المعتقلين في روسيا إلى أحضان عائلاتهم".