البطل المنصوري لـ"زهرة التحرير": 30 يونيو ثورة شعبية مجيدة .. وتنظيم الإخوان ذهب بغير رجعة
الإخوان لا يدركون معنى الانتماء.. ومصر أصبحت وطناً للجميع
إيمان عمرو:
هناك من يدعون ويصرون على أن ما حدث في 30 يونيو 2013 كان انقلابا عسكريا ضد رئيس منتخب، وهناك من يرى أن الحقيقة كانت لثورة شعبية أطاحت بحكم ظهر استبداده كنظام سابقه مبارك .. أسباب عديدة من أهمها فشل نظام مرسي في توحيد المصريين وفشله في تحقيق أهداف ثورة يناير كانت وراء الانتفاضة التي أجبرت الجيش على الظهور بقوة في المشهد السياسي .. كان لابد أن تخوض "زهرة التحرير" في أغوار الحقيقة من فم أهلها فكانت على لقاء مع الخبير الاستراتيجي اللواء : أحمد كمال المنصوري أحد أشهر أبطال حرب أكتوبر و تحدثنا معه حول ما حدث في 3 يوليو 2013 مقارنة بأحداث ثورة 23 يوليو عام 1952 فكان الحوار التالي .
كيف ترى تأثير الوعي السياسي للمصريين في الثورتين ؟
انتفض الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير تزامنا مع الاحتفالات بأعياد الشرطة المصرية ليعلن رفضه لسياسات القمع والاستحواذ ليخرج للعالم ثورة علي نظام بأكمله ليجبر الراحل عمر سليمان نائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 11 فبراير على إلقاء خطاب التنحي ومن ثم تسليم البلاد للمجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي حتي تمت أول انتخابات رئاسية مصرية علي مرحلتين وفي المرحلة الثانية بعد سباق الرئاسة بين الفريق أحمد شفيق والدكتور مرسي أعلن فيها الدكتور مرسي رئيسا للبلاد منذ عام تقريبا وفي خلال هذا العام سادت الفوضى البلاد، وتعددت المشاكل التي عاني منها الشعب.
وأصبحت الأغلبية تقف ضد حكم الجماعة بما فيهم الدكتور مرسي حيث أن قطاع كبير كان يري أن الحكم ليس بيده بل بيد مرشد الجماعة و في خلال هذا العام حدثت العديد من الوقفات والتظاهرات وغيرها من اشتباكات بين مؤيدي الرئيس السابق مرسي ومعارضيه من القوي الثورية والشعبية وأيضا الحزبية، والذي أسفر في النهاية عن فكرة طرحها الناشط محمود بدر بعمل حمله سميت بحمله تمرد ليوقع عليها من يرغب في سحب الثقة من الدكتور مرسي علي أن يكون عدد الاستمارات الموقعة يفوق عدد الناخبين له وجاءت النتيجة بتوقيع 22 مليون استمارة وأعلن ذلك محمود بدر في مؤتمر صحفي ،وأعتقد أن كل العالم وليس مصر فقط شاهدت هذا وكيف كان إقبال الشعب علي توقيع تلك الاستمارة في حل يتسم بالسلمية .
كان ميعاد تسليم الاستمارات يوم 30 يونيو من العام الحالي للمحكمة الدستورية العليا وبالفعل احتشد الملايين في الشوارع والميادين معلنين رفضهم لحكم جماعة الإخوان بما فيهم الدكتور مرسي وحكومة قنديل.
أما في 23 يوليو من العام 52 هب الجيش المصري بقيادة الضباط الأحرار وعلي رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لإزالة فساد الملكية والإطاحة بالملك وترحيله خارج البلاد وإعلان مصر جمهورية تم هذا كله بمساندة الشعب ورضاه وتأييده والفرق بسيط وواضح للجميع وللجماعة نفسها وللدكتور مرسي ، ولكنهم يحاولون أن يزيفوا الحقائق لتبرير اعتصامهم ومحاولة إدخال البلاد في فوضي عارمة وإراقة المزيد من الدماء معتقدين أنه من الممكن عودة الجماعة للحكم مرة أخرى و كلها محاولات فاشلة لن تجدي.
فعندما احتشد الشعب في الميادين بالملايين منذ 30 يونيو وحتي 3 يوليو وتم حصرها لتصل إلي 33 مليون مواطن مصري أدرك الجميع أنه لا مجال لاستمرار الدكتور مرسي وعليه أن ينسحب وفورا من المشهد السياسي ليحقق رغبه الشعب في ذلك، وكما كان يقول دائما( إن رغب الشعب في رحيلي فورا ….سأرحل).
انحاز الجيش للشعب لكن بعد إعطاء جميع الأطراف فرصة للتشاور والتصالح من قبل 30 يونيو ولكن دون جدوي .. لتأتي مهله ال 48 ساعة للدكتور مرسي ليعلن عن موقفه لكن جاء خطابه كالعادة مخيبا للآمال، ولم يوافق علي عمل انتخابات رئاسية مبكرة إلي أن حانت لحظه الحسم وجاء القرار التاريخي للفريق السيسي بتسليم البلاد لرئيس المحكمة الدستورية العليا كرئيس مؤقت للبلاد، وكما جاء في استمارات تمرد وكما ينص القانون علي ذلك.
في عام 52 تسلم عبد الناصر مقاليد الحكم أما في 2013 فقد تسلمها رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، وأعلن الفريق السيسي مرارا وتكرارا أنه غير طامع في سلطة أو حكم فكيف يمكن وصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري ورئيس الدولة مدني من المؤسسة القضائية ؟! وهل كانت الجماعة والدكتور مرسي تعتقد أن الجيش سينحاز للحاكم ؟ منذ متي وجيش مصر ينحاز للحاكم أو يقف ضد رغبة الشعب المصري ؟ وإن كان كذلك فكان الأولي أن ينحاز الجيش ل مبارك وهو رجل عسكري وتابع للمؤسسة العسكرية.
كيف ترى دور قناة الجزيرة ومحاولاتها إقناع العالم بأن ماحدث في مصر انقلابا عسكريا ؟.
الجزيرة موجودة في دويلة قطر . . ومعروف أن أمير قطر السابق نزع الحكم عن والده وجاء ابنه الآن لينزع منه الحكم وكله بالترتيب مع أمريكا . فهم لا يتصفون بالولاء لشيء أو لشخص ولا يعرفون معني الانتماء لبعضهم البعض كأسرة حاكمة ! وهم حكام لا لشيء إلا لمصلحتهم التي تتوافق مع مصالح أمريكا، وبالتالي التنظيم الإخواني .
.نجد قناة الجزيرة تستضيف شخصيات ممن كان يطلق عليهم النخبة مثل وائل قنديل وهويدي وغيرهم من الشخصيات التي تروج لفكرة الانقلاب العسكري، وهذا كله الغرض منه إشاعة الفوضي في البلاد وإظهار أن مصر شعبها منقسم علي نفسه والنهاية التي يسعون إليها هي التقسيم كما يسعون لذلك في سوريا وكما حدث في السودان والعراق من قبل .
كيف تنظر إلى بعض الشخصيات التي اشتهرت في ثورة يناير وتقف الآن ضد نظام الحكم في مصر؟
سأذكر مثالين لا أكثر ..أسماء محفوظ مثلا تزوجت من قيادي إخواني في تركيا، وعمرو حمزاوي تزوج من بسمه صاحبة الأصل اليهودي و رئيس الوزراء التركي نفسه يوجد بينه وبين أحد قيادات التنظيم الإخواني في مصر صلة نسب …
ما رأيك في مواقف الدول العربية بعد عزل الدكتور مرسي ؟
هرولت الإمارات الشقيقة لمساندة مصر، وتقديم الدعم لها وكذلك الكويت والسعودية وهذا شيء طبيعي لأن مصر هي الشقيقة الكبري لهم وأمن مصر يعني أمن الوطن العربي والشرق الأوسط كله أما القزم قطر فيكفي أن قناة الجزيرة تبث من داخل أرضها، و يتواجد فيها أهم وأكبر قاعدتين عسكريتين في منطقه الخليج العربي و الأمير حمد أمير قطر السابق معروف لدي العامة أما عن الأردن فقد حضر الملك عبد الله ملك الأردن وهو أول ملك عربي جاء إلي مصر بعد 3 يوليو لأن إحدي أذرع الإخطبوط الإخواني الرئيسية متواجدة في الأردن، وتشكل قلاقل للملك عبد الله ….وهو لم يأت من فراغ بل جاء من أجل مصلحة العرش وللتنسيق والتعاون لحماية عرشه من التنظيم في الأردن
ماذا عن موقف أردوغان ؟
أردوغان الذي نزل الشعب التركي كله في ميدان تقسيم باسطنبول اعتراضا على حكمه.. فتعامل معه بالقوة والعنف في محاولة للقضاء علي التظاهرات والتي تشكل خطرا عليه، وليس غريبا أن يلقبهم بالجرذان كما لقب القذافي شعبه بما يعني قرب نهاية حكم أردوغان والتنظيم الإخواني في تركيا والأتراك التابعين لأردوغان مذعورين من هبة الجيش المصري لمسانده شعبه في انتفاضته .
وماذا عن سيناء وحماس ؟
أمريكا تعلم جيدا أن التنظيم الإخواني في مصر يستطيع أن يشيع الفوضي وأن الشعب المصري سيستمر في صراع معهم طالما أنهم في السلطة لأسباب عديدة منها شبه جزيرة سيناء التي كانت حركة حماس تسيطر علي الشريط الحدودي لها .. أما باقي سيناء فكانوا ينوون إعلانها إمارة إسلاميه فقط .. فهم لا يعرفون المعني الحقيقي للدين الإسلامي والكل يعلم الآن أنهم يتخذون من الدين ستاراً لهم.
أما الآن فإن القوات المسلحة مع قوات الشرطة المصرية تعمل علي تطهير المنطقة من البؤر الإرهابية والتي يوجد بها أعضاء من حماس غير الأنفاق ،والتي كانت يعدونها مصدرا رئيسياً لتهريب السولار والبنزين وغيرها من السلع الأساسية بالإضافة إلى تهريب الأسلحة، وكانت حماس تتعمد إطلاق الصواريخ علي إسرائيل حتي تغلق إسرائيل المعابر الخاصة بها وتحاصر الشعب الفلسطيني في غزة، وبالتالي تبدأ حماس في ترويج التجارة غير المشروعة من السلع المهربة عبر الأنفاق غير الشرعية والتي تدر المليارات علي أعضاء حماس، وبالتالي التنظيم الاخواني.
علينا في المرحلة القادمة العمل على تنميه سيناء تنمية شاملة لجعلها منطقة حيوية، وننمي فيها الزراعة والصناعات ونشجع التجارة الداخلية فيها وننشئ المشروعات الاستثمارية الموسعة .
التنظيم الإخواني لا يعرف وطناً ،ولا يعترف بالحدود ولا يفهم معني الانتماء .. الانتماء فقط للتنظيم والمرشد.. قالها المرشد السابق مهدي عاكف باللفظ .. "طز في مصر "؟!!!
كلي ثقة في قدرات الشعب المصري والقوات المسلحة والشرطة والقضاء وكل المؤسسات ورجال الأعمال على تجاوز الوضع الحالي وأن المرحلة القادمة ستكون كلها عمل وكد وجهد من أجل تطهير مصر من كل ما أفسدها…. وسوف تتحقق مطالب ثورة يناير بمشيئة الله وستعود مصر أفضل مما كانت عليه بكثير .