الرئيس الأمريكي يستعد لإقامة حفل ضخم في ذكرى الاستقلال
يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لإقامة حفل ضخم في ذكرى يوم الاستقلال، اليوم الأحد، احتفاء بالنجاح في احتواء تفشي فيروس «كورونا»، وسط استمرار المخاوف من تفشيه في مناطق البلاد ذات معدلات التطعيم المنخفضة.
ويستقبل الرئيس وزوجته جيل بايدن في أكبر فعالية في البيت الأبيض منذ توليه منصبه، ألفاً من العسكريين وعائلاتهم والعاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء.
ومن المنتظر أن يعلن بايدن «الاستقلال عن الفيروس» إثر عرض للألعاب النارية في ساحة «ناشونال مول» وسط واشنطن يجذب تقليدياً الآلاف.
وكان عدد الحاضرين في الحفل الشعبي بواشنطن ضئيلاً خلال عطلة العيد الوطني العام الماضي مع اقتراب تفشي الوباء من ذروته والاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في أنحاء البلاد.
وبعد تصدرها قائمة الدول الأكثر تضرراً من الوباء بتسجيلها أكثر من 600 ألف وفاة، تحولت الولايات المتحدة إلى نموذج للسيطرة على فيروس «كورونا» المستجد، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ومع انخفاض عدد حالات الاستشفاء والوفيات جراء الفيروس بنسبة 90 في المائة منذ يناير (كانون الثاني) واستئناف غالبية الأنشطة المتوقفة، سيركز الرئيس في كلمته من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض على التغيير الذي شهدته البلاد خلال العام.
وقال منسق الاستجابة لفيروس «كورونا» في البيت الأبيض جيف زينتس لشبكة «إيه بي سي» الأميركية «لدينا الكثير للاحتفال به… أظن أننا قطعنا شوطاً أطول مما توقعه أي شخص في هذه المعركة ضد الوباء».
لكن السرور لن يكون في أعلى مستوياته بسبب عدم تمكن البيت الأبيض من تحقيق هدفه الذي روج له كثيراً، وهو تطعيم سبعة من كل عشرة بالغين بجرعة لقاح بحلول عيد الاستقلال.
وأعرب معارضو إقامة الحفل في البيت الأبيض عن قلقهم من احتمال أن يبعث برسالة خاطئة للناس، إذ لقح 46 في المائة فقط من الأميركيين بالكامل، وتتفشى في المناطق ذات التطعيم المنخفض متحورة «دلتا» الشديدة العدوى.
وسلط مسؤولو الصحة العامة الضوء على مناطق ريفية واسعة بدأت مستشفياتها بالامتلاء مرة أخرى، خصوصاً في يوتاه وميزوري وأركنساو ووايومينغ.
وقال أبرز خبراء الأمراض المعدية في أميركا أنتوني فاوتشي لشبكة «إن بي سي» إن غير المطعمين يمثلون حالياً 99.2 في المائة من المتوفين نتيجة الفيروس.
على صعيد متصل، سيكون الاحتفال فرصة جديدة لجو بايدن للتحدث عن الآفاق الاقتصادية للبلاد بينما يحاول بصعوبة حشد الدعم لخطته الاقتصادية في الكونغرس.
وتستمر المفاوضات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن خطة تحديث البنى التحتية، ويلوح في الأفق نقاش ساخن داخل حزبه حول حزمة إنفاق أوسع بكثير لا تحظى بدعم الجمهوريين.
وستنعكس صور حديقة البيت الأبيض المزدحمة في مشاهد الاحتفال في جميع أنحاء البلاد، إذ تقيم كل من نيويورك وشيكاغو ولاس فيغاس ومدن أخرى احتفالاتها الخاصة.
وعلى الساحل الغربي، تستعد سان دييغو لإقامة واحدة من أكبر حفلات عيد الاستقلال في البلاد.
أما السيناتور عن ولاية كاليفورنيا أليكس باديلا فقال إن عيد الاستقلال «تذكير بالحلم الأميركي». وأضاف أن «أفضل طريقة للاحتفال بعيد الاستقلال هي الاعتراف بكل العمل الشاق الذي تطلبه الوصول إلى هذه اللحظة».