الشتاء وعروس البحر
حسام صبري :
انتابت جميع محافظات المحروسة موجة من الصقيع والبرودة التي لم يعتاد عليها الشعب المصري و كان لمدينة الإسكندرية نصيب الأسد من هذه النوة حيث أنها كانت محملة بإمطار غزيرة كشفت الغطاء عن مدي ا لإهمال الجسيم لجميع مرافق المحافظة والتي من المفترض أنها تقوم بإجراءات واستعدادات وقائية تجري سنويا بقدوم فصل الشتاء وترفع درجات الاستعداد القصوى في مثل هذه الحالات ولكن ما أصاب الإسكندرية من شلل تام في حركة المرور وتكدس المياه بغزارة علي طريق الكورنيش مما أدي إلي غرق الشوارع الجانبية ومعظم الأزقة في ضواحي المدينة ودخول المياه إلي المحلات والأدوار الأرضية في كثير من المباني وكل ذلك ورجال المحافظة ودن من طين والأخرى من عجين ونتج عن هذا الإهمال الشديد تعطيل مصالح الجمهور وعدم وصول الطلبة إلي المدارس وفصول الامتحانات طبقا لتوقيتاتها وتعطل عربات الإسعاف علي جانبي الطريق وتأخرها في نقل المرضي فكيف يعقل أن محافظة تمثل العاصمة الثانية لدولة بحجم مصر ومدينة سياحية يروج لها عالميا تصاب بهذا الشلل التام وتوقف الحركة اليومية لشعبها لمجرد سقوط الإمطار ليومين علي التوالي هل تتخلف عروس البحر عن اللحاق بقطار التقدم والتكنولوجيا ؟ والتراجع عن التواجد علي الخريطة السياحية !!! ومن المتسبب في ذلك ؟ هل أصبحت الإسكندرية ضحية لإهمال المسئول والقائمين عليها !!!! والي من يستغيث الشعب السكندري لإنقاذه من هذا الضرر البالغ الواقع علية وعلي مرافق مدينته الجميلة فمنذ فترة طويلة يشعر السكندريين بالسخط تجاه ما أصاب مدينتهم من تشوه للمنظر الجمالي لعروس البحر نتيجة لتكدس أطنان القمامة في جميع ميادين المحافظة حتى الإحياء الراقية لم تسلم من هذه الظاهرة العجيبة . كما إن الإسكندرية تعتبر من اعلي النسب علي مستوي المحافظات في مخالفات البناء خلال فترة الثورة ولم تتحرك المحافظة بإعطاء التعليمات المشددة لرؤساء الأحياء للحد من هذه الظاهرة المستمرة حتي ألان ولم تقم بتنفيذ قرارات الإزالة للمباني التي صدر تجاهها قرار إزالة والتي يتعدي عددها بآلاف من قرارات الإزالة ولم ينتهي الأمر علي ذلك بل نحصل أيضا علي المركز الأول في سرقة التيار الكهربي في وضح النهار عن طريق الأسواق العشوائية والباعة الجائلين والمباني المخالفة والتي لم يصدر لها ترخيص بالبناء .وهل أنتهي الأمر علي ذلك ؟ بالطبع لا !! أدعو كل مسئول حر يغار ويحب هذا الوطن بداية من اعلي مسئول حتى المواطن البسيط ان يذهب إلي ترعة المحمودية هذا المصدر الهام لمياه الشرب لمدينة الإسكندرية ليرى ماذا أصابها من خراب وإهمال لتصبح مقلب للقمامة ومدفنا للحيوانات النافقة , حزنت علي مدينتي منبع الثقافة والفن والجمال وملتقي الحضارات ولا يسعني من الحديث غير الدعاء لكي الله يا عروس البحر .