الصفقة المشبوهة
لبنى عبد الله:
"حالة الهيستيريا السياسية التى تسيطر على عقول بعض قيادات جماعة الاخوان المسلمين فى أعقاب إنهيار النظام الحاكم بعزل الدكتور محمد مرسى وإستمرار حالة الرغبة فى الثأر وتدمير المعبد على رأس الجميع مهما كان الثمن ومهما كانت الخسائروكذلك موقف القوات المسلحة بعد فض إعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة ومايحيط بهم من ملابسات أغرقت الوطن فى مزيد من الدماء والسواد فضلا عن مواقف غامضة لبعض الشخصيات المحسوبة قلباً وقالباً على الثورة المصرية تدفعنا للتساؤل حول عدة متناقضات تسيطر على عقولنا بين الحين والاخر بعضها نجد له إجابة والبعض الاخر يظل صامداً أمام علامات الاستفهام والتعجب …..
1- نريد منع إراقة الدماء مهما كانت العقيدة
كان هناك طريق طويل لتحقيق خارطة الطريق بدون هذا الجنون فى إراقة الدماء أتفهم جيداً أن الفكر العسكرى لايهادن ولا يوائم ولايقبل بأنصاف الحلول وأعتاد إتخاذ القرار وتنفيذه فى بضع ثوان ولكن هذا عندما يتعلق الامر بساحة الحرب وليس الخلاف بين أبناء الوطن الواحد فهناك فرق بين الحفاظ على دماء من إختلفت معهم من أبناء وطنك وبين إراقة دماء عدوك فى ساحة حرب فنحن نريد منع إراقة الدماء بغض النظر عن عقيدة أصحابها .
2-الجماعة ذات تاريخ حافل بالصفقات حتى اللحظات الاخيرة
ندافع عن الشرعية ..مصر ستظل إسلامية ..لن نغادر رابعة دفاعاً عن أهداف الثورة ..تلك شعارات قادة جماعة الاخوان على الملأ وأمام شاشات التليفزيون أما فى الغرف المغلقة فالامر يختلف كلياً والمفاوضات اليومية التى كانت تدور مع قادة جماعة الاخوان قبل فض إعتصام رابعة العدوية لفترة طويلة أثبتت أن الجماعة وافقت على تقليص مساحة إعتصام رابعة للنصف تقريباً ومنع المسيرات الليلية التى كانت تستفز الاهالى فى المناطق المحيطة فى مقابل الافراج عن الدكتور سعد الكتتانى رئيس مجلس الشعب المنحل ورئيس حزب الحرية والعدالة وكذلك المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط والمحسوب على جماعة الاخوان إذن كيف تدار الامور داخل الجماعة التى تحشد أنصارها نصرة للإسلام كما زعمت هل خروج الكتتانى وماضى من محبسهم هدف الجماعة الذى قدمت فى سبيله دماء أنصارها عربوناً لاتمامه ؟
3-كيف تحول محمد إبراهيم من وزير داخلية الاخوان إلى رجل السيسى الاول ؟
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالى الذى تحول فجأة من وزير داخلية دولة الاخوان لحامى الثورة والمسند إليه تطهير مصر من بؤر الاجرام والقبض على قيادات النظام المعزول بكافة أركانه حتى لقبته وسائل الاعلام ب "رجل السيسى الاول" والغريب أن كلا الرجلين سواء السيسى أو محمد إبراهيم من إختيار جماعة الاخوان وهم من أكثر العناصر التى حفرت قبر الجماعة ومايثير الغرابة هذا التحول المفاجىء فى موقف ضباط الشرطة الذين كانوا على عداء تام مع وزير الداخلية الحالى إبان فترة حكم مرسى لدرجة جعلتهم يقومون بطرده من جنازة أحد زملائهم ثم تحول الامر إلى تهليل وترحيب بقدرات الوزير الخارقة بعد إنتهاء حكم الجماعة .
4- محمد البرادعى أستاذ صناعة أزمات
ليس خفياً على أحد أن الدكتور محمد البرادعى إسماً فرضته حركة "تمرد" وبعض إئتلافات الشباب الثورى كممثل لهم ولم يكن يملك الفريق السيسى حينها سوى القبول بالامر الواقع فشخصية البرادعى تعتمد عبر تاريخ طويل على المفاوضات وإن طالت وصولا لحل يرضى جميع الاطراف كسياسى ينادى بالدولة المدنية وهى صفات لاتتفق مع الفكر العسكرى الذى يضيق ذرعاً بالمفاوضات لذا نشأ الخلاف بين الطرفين حول طريقة فض إعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة ورغم إختلافى مع مواقف البرادعى فى العديد من المناسبات إلا أن الرجل أثبت أن لديه قدرة هائلة على إستقراء الواقع فهو نفس الشخص الذى أقدم على الانسحاب من الانتخابات الرئاسية بعدما أيقن أن من يفوز فى هذه المعركة لابد أن يكون محاطاً بدعم عسكرى بمعنى أن يكون أحد قادة الجيش أو من أنصار جماعة الاخوان ذات التنظيم والحشد الهائل حينها لذا فر هارباً بإرادته قبل أن تلاحقه هزيمة نكراء لن ينساها التاريخ والمتابع لمواقف البرادعى يدرك أنه يتقن الهروب فى اللحظة الحاسمة قبل هدم المعبد على من فيه ويجيد صناعة الازمات ثم الخروج بحلول تتوافق مع المصالح السياسية الدولية للغرب وهو مايؤكد أن القادم لمصر يحمل كثيراً من الغموض حملته إستقالة البرادعى من منصبه .
5- هل يعود الطابور الخامس ؟
هل نحن على موعد مع ظهور قوى سياسية ترفع شعار "نرفض حكم الاخوان ونرفض حكم الجيش" هل تستقطب هذه القوى تأييداً من شخصيات رفضت النظام المعزول ورفضت سياسات السلطة الجديدة مثل البرادعى وعمرو حمزاوى وشباب 25يناير والجبهة السلفية وحزب النور وعدداً من شباب ثورة يناير وماهى الاهداف المعلنة والاهداف الخفية لهذه التوجهات والاهم مامصير البلاد فى هذا النزاع الدائم على السلطة ؟