الصناعة القطرية على المحك..أغلاق أول مصنع بسبب المقاطعة العربية
تتواصل التداعيات الاقتصادية لقطع العلاقات مع قطر في يومها الثالث، حيث بدأت تؤثر بشكل واضح على التجارة ليس فقط على المواد الغذائية وإنما أيضا على قطاع النفط و الغاز، حيث وجدت ناقلات عدة نفسها عالقة في المحيط.
وتتصاعد التحديات الاقتصادية التي تواجهها قطر، ولعل أبرزها تعطيل التجارة في السلع الأساسية من النفط الخام إلى المعادن والمواد الغذائية. هذا إضافة إلى تعميق المخاوف من احتمال حدوث هزة في سوق الغاز العالمي، حيث تعتبر الدولة الخليجية الصغيرة لاعباً رئيسياً.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت السعودية و الإمارات و البحرين حظر دخول السفن التي ترفع علم قطر أو المبحرة من قطر وإليها.
نتيجة لذلك، أعلنت ميرسك، أكبر شركة للشحن البحري في العالم توقفها عن نقل البضائع من وإلى قطر، وكذلك الشريك النرويجي في ألمنيوم قطر Norsk Hydro كون الشركتين تستخدمان ميناء جبل علي الإماراتي للوصول إلى قطر.
وسيؤثر القرار بشكل كبير على شحنات النفط والغاز الطبيعي من قطر إلى مستوردين رئيسيين في #اليابان والصين والهند، إذ إن السفن التي تغادر الموانئ القطرية عادة ما تتزود بالوقود في ميناء الفجيرة الإماراتي، الواقع قرب مضيق هرمز، وهو أحد أهم الموانئ العالمية لسوق الطاقة، تمر منه السفن في طريقها إلى العملاء في آسيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت شركات شحن وتجارة إن السفن التي تعتمد على التزود بالوقود في الفجيرة قد تواجه تأخيرات وتكاليف أعلى كونها ستضطر لتحويل مسارها إلى موانئ في العراق أو إيران أو عمان أو باكستان أو سريلانكا أو الهند أو حتى مواقع بعيدة مثل سنغافورة.
وبسبب صغر حجم صادراتها من النفط، غالبا ما يتم تحميل الخام القطري على ناقلات تحمل معه خامات إقليمية أخرى للحفاظ على الجدوى الاقتصادية للرحلة من بينها خامات من الكويت والسعودية والإمارات وعمان، بحسب S&P Global Platts وهي شحنات ستتعطل بسبب الحظر.
حيث غادرت نحو 6 ناقلات للنفط والكيماويات والغاز الطبيعي المسال قادمة من قطر المياه الإقليمية الإماراتية وتوقفت في المحيط، وفقا لبيانات ملاحية من تومسون رويترز ايكون.
لكن قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ولذلك فهناك حالة تأهب لتلمس أي تعطيل لشحناتها عبر قناة السويس المصرية – إلا أن أحد المسؤولين في هيئة القناة أكد أن الاتفاقية الدولية للقناة لا تسمح بمنع مرور السفن القطرية عبرها إلا في حال نشوب حرب بين الدولتين.
وفي حال تعطل المرور عبر قناة السويس سيضيف ذلك شهرا على الأقل على مدة الشحن، بسبب الحاجة للإبحار حول إفريقيا. كما قد يدعم ذلك الصادرات الروسية من الغاز الى أوروبا.
وإضافة إلى احتمالية تفاقم أزمة النفط والغاز هناك أزمة في وصول الشحنات الغذائية إلى قطر خاصة بعد إغلاق المنفذ البري مع السعودية.
من جانبها أبدت إيران استعدادها لتصدير مختلف المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية إلى قطر عبر الموانئ الإيرانية.
حيث كانت قطر تستورد نحو 5 مليارات دولار سنوياً من مختلف أنواع المواد الغذائية من السعودية ومصر والإمارات.\
قالت مصادر لرويترز اليوم الثلاثاء إن قطر، ثاني أكبر منتج للهيليوم في العالم، أغلقت مصنعيها لإنتاج الهيليوم بسبب المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها عليها بعض الدول العربية.
وقال مسؤول في قطر للبترول لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه إنه تم إغلاق مصنعي الهيليوم اللذين تشغلهما راس غاز التابعة لقطر للبترول المملوكة للدولة لأن السعودية أغلقت حدودها مع قطر وهو ما يمنع الصادرات بطريق البر.
وقال فيل كرونبلوث رئيس شركة كورنبلوث هيليوم كونسلتينج للاستشارات إن مصادره أكدت إغلاق المصنعين.
تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمصنعين ما يقرب من ملياري قدم مكعبة قياسية سنويا من الهيليوم السائل ويمكنهما تلبية نحو 25 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي على الهيليوم وفقا لموقع راس غاز على الإنترنت.
ويستخدم الهيليوم في تبريد الوحدات المغناطيسية الفائقة التوصيل في أجهزة التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي ورفع المناطيد والتنفس عند الغوص في المياه العميقة والحفاظ على تبريد معدات الأقمار الصناعية. ويشتق الهيليوم من الغاز الطبيعي أثناء المعالجة.
وقطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر الأسبوع الماضي.
طموحات التصدير
وكانت قطر عند افتتاحها لهذا المشروع الضخم قبل 4 سنوات، تعول عليه في أن تصبح أكبر مصدر للهيليوم في العالم خلال 20 عاماً، لكنها لم تصل لهذا الهدف والذي بات بعيد المنال مع المقاطعة الحالية وتعثر خطوط التصدير.
وكانت مصانع قطر تستهدف تلبية نحو ربع الطلب العالمي من غاز الهيليوم، بتكلفة بلغت نحو 1.53 مليار ريال.
ويشتمل مشروع قطر لإنتاج الهيليوم على تقنيات بالغة التعقيد، لاحتجاز واستخلاص وتكرير الهيليوم الخام من 6 خطوط عملاقة لمعالجة الغاز الطبيعي المسال، بطاقة تزيد على 1.3 مليار قدم قياسية مكعبة سنوياً.
ويشمل مسار تصدير الهيليوم من قطر على إرسال الحاويات بالشاحنات من راس لفان بقطر إلى جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم يجري شحنها إلى سنغافورة التي تمثل مركز توزيع الهيليوم في آسيا، ومن الوجهات الرئيسية اليابان والصين وتايوان وكوريا، كما يتم إرسال بعض الهيليوم إلى فرنسا.
ويستخدم الهيليوم في العديد من التطبيقات الطبية والصناعية للهيليوم مثل التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، وتنظيف محركات الصواريخ، وتكثيف الهيدروجين والأكسجين لتصنيع وقود الصواريخ، ودفع الوقود داخل المحركات أثناء إطلاق الصواريخ.
وكانت قطر تعول على مشروعها الذي تعطل بسبب المقاطعة الاقتصادية، بأن تصبح ثاني أكبر منتج للهيليوم في العالم بعد الولايات المتحدة، وأكبر مُصدر للهيليوم في العالم، حيث تقدم حوالي 25% من الطلب العالمي في حال تمكنت من استئناف حركة التصدير وفتح الحدود مع جيرانها.