«العودة للجذور»كلمة السر بين مصر واليونان وقبرص من«عروس المتوسط »
في خطوة تهدف لتعزيز نفوذ وعلاقات مصر في محيط «البحر المتوسط»، خصوصاً مع دولتي اليونان وقبرص، تنطلق في مدينة الإسكندرية، اليوم (الاثنين)، بمشاركة رؤساء الدول الثلاث، فعاليات أسبوع الجاليات «العودة للجذور»، الذي يشارك فيه عدد من اليونانيين والقبارصة الذين عاشوا في «عروس المتوسط» قبل عشرات السنوات، وكانوا من أكبر الجاليات في المدينة ذات الطابع الثقافي المتنوع الثري.
ويفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيراه اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس والقبرصي نيكوس أناستاسياديس، أعمال الفعالية في مدينة الإسكندرية، التي تزينت شوارعها بلافتات دعائية بشأن الحدث، فيما تقام تحضيرات أخرى سياحية وثقافية لضيوف مصر من أبناء الجاليات في محافظات الجيزة والقاهرة وجنوب سيناء.
ويُعد محيط البحر المتوسط، خصوصاً من الجهة الشرقية، منطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبرى لمصر. وقد عززت من ذلك اكتشافات البترول والغاز الطبيعي التي تعلن عنها القاهرة، وأهمها حقل «ظهر» الذي تصفه الحكومة المصرية بالأكبر حول العالم، والذي يُنتج 350 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، وتقدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، في تصريحات صحافية، أمس، إن لقاءات السيسي مع نظيريه اليوناني والقبرصي ستتناول ملفات «سياسية وثقافية واقتصادية، بالإضافة إلى قطاع الطاقة ومشروعات الربط الكهربائي والغاز الطبيعي».
وتأتي مساعي ترسيخ التعاون بين مصر واليونان وقبرص بعد نحو شهرين من دخول القاهرة وأنقرة في خلافات علنية بشأن التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وكان ذلك على خلفية اعتراض تركيا على اتفاقية مصرية – قبرصية لتحديد طريقة تقاسم مكامن الغاز، وتحديد مناطق التنقيب لكلٍ منهما، وتم توقيعها عام 2013.
وردت مصر عن طريق خارجيتها، في فبرايرالماضي، بالتأكيد على «موقف القاهرة الثابت بشأن سلامة الموقف القانوني للاتفاقية الموقعة مع قبرص، واتساقها مع قواعد القانون الدولي»، محذرة من أن «أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة (مياه المتوسط) تعتبر مرفوضة، وسيتم التصدي لها».
ومن المقرر أن تشهد فعاليات «العودة للجذور» توقيع اتفاقية توأمة بين الدكتور محمود سلطان محافظ الإسكندرية وعمدة مدينة بافوس القبرصية، في ضوء تعزيز سبل التعاون بين مصر وقبرص. ومن المقرر أن يقام على هامش فعاليات الأسبوع منتدى الأعمال الاقتصادي، الذي ينظمه اتحاد الغرف التجارية المصرية، وذلك لبحث زيادة التعاون والتبادل التجاري بين الدول الثلاث.
وسيزور وفد مكون من 120 مواطناً من قبرص واليونان مكتبة الإسكندرية، وقاعدة رأس التين البحرية، وبطريركية اليونان الأرثوذكس، والمربع اليوناني والمقابر اليونانية بمنطقة الشاطبي، ومتحف الإسكندرية القومي، وحدائق الشلالات، ومتحف كفافيس، ودير سانت سافا، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وكذلك سيزور بعضهم أماكن منازلهم ومدارسهم القديمة بالإسكندرية.
وفي الجيزة، سيزور الوفد اليوناني القبرصي منطقة الأهرامات، فيما سيتوجه بعد ذلك إلى مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء لزيارة دير سانت كاترين.