القصة الكاملة لعلاج "أسمن فتاة في العالم" من البداية حتى النهاية..تقرير
سرير خشبي صاحبها خلال السنوات الخمس الأخيرة، لم تتمكن خلالها من الحركة، حتى إنها لم تستطع الوصول إلى دورة المياه، وفي سكون تام رضخت للإرادة الإلهية وتعايشت مع وزنها ترسل ابتسامات للجميع، حتى آخر عامين تعرضت لزيادة وصلت إلى 200 كيلوجرام إضافة لوزنها الأصلي، عندها توقفت عن إرسال البسمة، ودخلت في نوبات صمت شخصها الطبيب النفسي على أنها حالة اكتئاب حاد.
إيمان عبد العاطي فتاة سكندرية تبلغ من العمر 36 عاما، قضت 26 منها داخل المنزل، استمرت خلالها محاولات الأسرة في رحلة العلاج التي بدأت في مصر وانتقلت إلى اليونان، لتتوقف المحاولات بعدها 3 سنوات، إلى أن عادت شقيقتها "شيماء" للمحاولة من جديد بعد تدهور حالتها الصحية.
• بداية الرحلة
أكثر من 5 كيلو كان وزن إيمان وقت ولادتها، وصفها الطبيب وقتها بأنها مريضة "سمنة"، لتبدأ الأسرة رحلة العلاج بين العقاقير الطبية، والأنظمة الغذائية، عقب سنوات من العلاج اكتشف أحد الأطباء السبب الحقيقي خلف زيادة وزنها المستمر الذي وصل إلى 500 كيلوجرام حسب تأكيد شقيقتها شيماء، وهو إصابتها بخلل واضطرابات بالغدد والهرمونات جعل جسدها يتمدد بشكل غير طبيعي.
سنوات طويلة قضتها بين الأطباء، في البداية كانت تنتقل بين القاهرة والإسكندرية لزيارة طبيب ما، وبمرور الوقت لم تعد قدمها تتحمل الوزن الزائد للجسد، فأصيبت بالتقوس، لتعتمد على ركبتها في الحركة داخل المنزل، ثم سافرت بعدها إلى اليونان لإجراء عملية جراحية ضاعفت سوء حالتها، وهو ما حرمها من استكمال دراستها بعد حصولها على الشهادة الابتدائية.
في عامها الـ 18 أجرت إيمان عملية جراحية في المنزل لإزالة "التهاب خلوي" عقب إصابتها بميكروب في القدم، ظلت طوال 4 سنوات معتمدة على ركبتيها في الحركة، لتقرر بعد ذلك انقاص وزنها في محاولة لتغيير مجرى حياتها، فاتبعت نظام غذائي بإشراف طبيب مختص لمدة عامين إلا أنها سقطت فجأة حينما أصيبت بجلطة في المخ.
البحث عن مستشفى تقبل بإجراء الأشعة المقطعية لإيمان والتي بلغ وزنها في ذلك الحين 300 كيلوجرام، استغرق وقتا طويلا، فأغلب المستشفيات رفضت استقبال الحالة تخوفا على أجهزة الأشعة، وتمكنت الأسرة من إيجاد مستشفى اشترطت تجربة الأشعة لمرة واحدة فقط، وأنه في حالة عدم وضوحها لن يتم إعادتها.
وتلقت إيمان العلاج في مستشفى استثماري بلغت تكلفة اليوم الواحد فيها من 8 إلى 10 آلاف جنيه، مكثت فيها طيلة أسبوعين بغرفة الإنعاش، وبعدها عانت من مشاكل في الجزء الأيمن من الجسد وفقدان النطق، حالت تلك الأزمة بينها وبين الاستمرار في الحركة، الأمر الذي أدي بدوره إلى تجمع المياه في معظم أنحاء جسدها، وعانت من ألم مستمر بسبب إصابتها بانسداد في الأوعية اللمفاوية، لينتهي الأمر بدخولها في حالة اكتئاب حاد.
رحلة العلاج في مصر ومناشدة الرئيس
بعد محاولات عديدة للعلاج، وجهت شيماء نداءً للرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي وزير الدفاع، لتوفير مكان لشقيقتها في مستشفى القوات المسلحة في المعادي، كانت قبلها قد ارسلت شكوى لرئاسة الوزراء تطلب منه التدخل لإنقاذ الوضع، وتوقف الأمر عند اتصالهم للإطمئنان على الحالة.
إرسال طبيب للمتابعة، كان موقف الدكتورة سعاد الخولي نائب محافظ الإسكندرية، عقب علمها بتفاصيل حالة إيمان، إلا أن الطبيب لم يقدم أكثر مما قدمه سابقيه، حيث كتب "روشتة" علاجية، كذلك أرسل الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة الدكتور ناصر سعدون، لمتابعة الحالة وكتابة تقرير عنها لإرساله لوزارة الصحة.
"مفيش حد بيجي يعمل فعل حقيقي كله إجراء روتيني أرجوكم ساعدوا إيمان"، كانت كلمات شيماء لوصف تعامل الأطباء مع حالة شقيقتها، مؤكدة أن علاج شقيقتها سيتكلف مصاريف طائلة، إلا أن ذلك ليس الهدف الأول من رسالتها وأن الشق الطبي المتمثل في توفير مكان يستوعب علاجها هو الأساس وحين يتوفر ذلك تتمكن من تحديد التكاليف المادية وستفتح الباب لمن يرغب في المساعدة.
رحلتها للهند
الجمعة 10 فبراير 2017 بدأت إيمان رحلتها إلى الهند لتلقي العلاج، عقب تعهد طبيب هندي يدعى"مفظل لاكداولا"، بعلاجها في مستشفى مومباي، فأرسل فريقا طبيا لمتابعة حالتها وتجهيزها للسفر، حيث تم نقلها بمعدات الحماية المدنية بالإسكندرية، من منزلها في سموحة إلى مطار برج العرب، فتم ثقب حائط غرفتها، وحملها على "الونش".
عقب وصولها للهند بدأت الأخبار تنشر حول تبرعات لعلاج إيمان من شخصيات عامة في الهند، وانتشرت في بعض الصحف الأجنبية صور لها بصحبة مشاهير، ثم أعلنت المستشفى بعد شهرين عن نقص 262 من إجمالي وزنها والذي قدرته شقيقتها بحوالي 500 كيلو، وفي اليوم التالي لإعلان نقص وزنها فوجئت شقيقتها بنشر أخبار حول عودتهم من الهند وتخلي الطبيب الهندي عنها وعدم استكمال رحلة العلاج.
"4 أيام من العلاج المكثف اتفاجئنا بالدكتور بيقول ترجعوا مصر"، كانت هذه كلمات شيماء التي أكدت بها تخلي الطبيب الهندي عن شقيقتها، موضحة أن ذلك جاء بعد ترديده تكفله بحالتها في كافة وسائل الإعلام. دخلت إيمان في غيبوبة عقب وصولها الهند بـ10 أيام، عانت من حدوث كهرباء زائدة أو نشاط في المخ لم يتمكن الأطباء هناك من معرفة أسبابه، خاصة أن المستشفى لا تحتوي على جهاز رنين مفتوح.
عقب 5 أيام من دخول إيمان في غيبوبة والإفاقة منها قرر الطبيب إجراء عملية، ولم تعترض الأسرة ثقة في قرارات الطبيب، ونفت شيماء ما أعلنه الطبيب من فقد شقيقتها لـ 262 كيلوجرام من وزنها، موضحة أنه لم يتم وزنها في مستشفى مومباي.
بحث الطبيب الهندي عن شقيقتها بغرض تقديم المساعدة، هو ما أكدته شيماء، موضحة أن قبل سفرهم إلى مومباي تلقوا عرضا من مستشفى "برجيل" في أبو ظبي، تواصلت المستشفى مع شيماء وأخبروها أن شقيقتها ستبقى لديهم لمدة عام ونصف تقريبا تحصل خلالها على العلاج الطبيعي والعلاج النفسي ولن تترك حالتها قبل تماثلها للشفاء.
الرحلة إلى الإمارات
عقب تواصل مستشفى برجيل مع أسرة إيمان، زار الدكتور "شمشير" مالك المستشفى إيمان، وكان قد ذهب إلى منزلها في الإسكندرية وعرض على أسرتها التكفل بعلاجها، وذلك أثناء تجهيزها للسفر إلى الهند، فتمنى لها الشفاء، وعقب معرفته لما حدث معها في الهند أرسل فريقا طبيا لمتابعة حالتها برئاسته، وبدأت إجراءات نقلها لتلقي العلاج في أبو ظبي.
حيث أعلنت وزارة الخارجية يوم الخميس 27 أبريل تفاصيل نقل إيمان إلى أبو ظبي، عقب تلقيهم خطابا من مستشفى مومباي بحاجة إيمان لتلقي العلاج في مستشفى متخصص في المخ والأعصاب. وصلت إيمان إلى أبو ظبي في أول مايو وعقب ذلك بشهرين ظهرت على كرسي متحرك لأول مرة وقد تخطت المرحلة الأولى من علاجها فقدت خلالها 60 كيلوجرام من وزنها مع تطور ملحوظ في النطق والحركة.
ومنذ ذلك الحين لم تعلن أسرتها عن أي تفاصيل خاصة بحالتها، أو عن عدد الكيلوجرامات التي نقصت من وزنها بعد الـ 60 كيلو الأولى، أو مدة انتهاء فترة علاجها، تاركة أمر الإعلان للمستشفى.