يعد مرض العفن الهبابي واحدًا من أخطر التحديات التي تواجه محصول المانجو الإسمعلاوي كل عام.

ويقول محمد عبد العظيم مزارع، إن مرض العفن الهبابي الذي يصيب أشجار المانجو يتكرر كل عام رغم الخطوات الهائلة التى تقوم بها وزارة الزراعة، ووصلت نتائجها لنسبة 90% لمكافحة هذا المرض هذا العام، قائلًا "هذا المرض يشبه الأنفلونزا لا يخلو موسم منه".

وأرجع المهندس محمود عودة، مدير عام الشئون الزراعية بالإدارة الزراعية بالقنطرة شرق، انتشار المرض إلى وجود بعض الحشرات الناقلة كـحشرة المن وحشرة البق الدقيقي، الذى يرتكز على الوجه السفلى لأوراق الأشجار، لينتج مادة عسلية لزجة تكون بيئة حاضنة للفطريات، تتسبب في تحول لون سطح الأوراق لللون الأسود الذي يمنع عملية التمثيل الضوئى واكتمال الغذاء للنبات.

ويقول الدكتور أبوغنيمة سعد بقسم بحوث أمراض الفاكهة والأشجار الخشبية إن محصول المانجو يُعد من أهم محاصيل الفاكهة وهي تماثل ثمار فاكهة المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية فهى إما أن تؤكل طازجة وإما تستخدم كعصير.

وأضاف أن ثمرة المانجو ذات قيمة غذائية عالية فهى غنية بالمواد الكربوهيدراتية المولدة للنشاط وكذلك العناصر المعدنية التى تدخل فى تكوين العظام والدم والعصارات الهاضمة كما أنها تُعتبر مصدرًا مهمًا لفيتامين (أ) و(ب) وللثمار فوائد طبية أيضًا بجانب القيمة الغذائية فهى تُعتبر ملينة ومدرة للبول، كما أن مادة التربنتين التى تُستخرج من المواد الصمغية الراتنجية تدخُل فى الصناعات الطبيه والدوائيه بالإضافه إلى أن الأوراق والقلف يدخلان فى عملية الدباغة.

وأُدخلت إلى مصر فى عهد محمد على عام 1825 وذلك بأول حديقة عامة أُنشئت فى مصر وهى حديقة المنشاوى بمركز السنطة محافظة الغربية، ومصر منتجه لأفخر الأنواع باستثناء الهند وازدادت المساحة المنزرعة بالمانجو بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة والمانجو كغيرها من محاصيل الفاكهة تصاب بالعديد من الأمراض والتى تؤثر على إنتاجيتها ومن بين تلك الأمراض مرض العفن الهبابى.

وسلط معهد بحوث أمراض النباتات الضوء على هذا المرض من خلال الندوات والمحاضرات ولا يدخرُ جهدًا فى توعية المزارعين بخطورة هذا المرض حال إهماله حيث يصيب هذا المرض الأوراق والأفرع والثمار والشماريخ الزهرية، ويسببه مجموعة من الفطريات منه.

وأوضح أبو غنية أن هذه المجموعة من الفطريات معروفة بأنها مترممة وضعفية الترمم وهى تأتى وتحدث الإصابة بها كنتيجة لترممها على الإفرازات (السكريه) العسلية التى تفرزها الحشرات الثاقبة الماصة نتيجه تغذيتها على الأوراق فتظهر ملونة بلون أسود خاصهً على السطح العلوى للأوراق نتيجه تكوين طبقه سوداء لزجة على السطح تتسبب فى حجب الضوء عن الأوراق ومنع عملية التنفس والتمثيل الضوئى ومن ثم لا يحدث تمثيل غذائى فتفقد الأوراق وظيفتها (حيث تُعد مصنعًا للغذاء) فتضعف الأشجار المصابة تِباعًا لضعف عمليه التغذية.

ويؤكد أبو غنيمة، أن هذا المرض هو عرض وليس مرض كما يتضح لنا ضعف الفطريات المسببة لهذا المرض إلا أن إهمال هذا المرض يتسبب فى حدوث خسائر فادحة فى الإنتاج وكذلك القيمة التسويقية والاقتصادية للثمار إذا لم تتم السيطرة عليه خاصة فى المراحل الأولى من الإصابة ومكافحة الحشرات القشرية الثاقبة الماصة بصفة عامة عند ظهور أول حشرة تجنبًا لحدوث الإصابة بهذا المرض.

ويقدم الزراعيين حزمة من التوجيهات لمزارعي المانجو لتجنب الإصابة بالعفن الهبابي، وهي أن تكون الزراعة على مسافات واسعة وذلك عند بداية إنشاء المزرعة، وتقليم الأشجار جيدًا أثناء عمليات الخدمة لمنع تزاحم الأشجار والرش مباشرة بأوكسى كلورو النحاس بمعدل 400جم/ 100 لتر ماء.

كما ينصح الزراعيين بأن تقل الإرتفاعات إلى 4 أو 5 أمتار بدلًا من 15 و 18 متر، مع إزالة الحشائش والبقايا النباتية ونواتج التقليم والتخلص منها بطريقة آمنة، والاعتدال فى الرى والتسميد خاصهً الآزوتى مع مراعاة تحويل نظام الرى من الرى بالغمر إلى الرى بالتنقيط قدر الإمكان لتجنب زيادة الرطوبة، الفحص والمتابعة الدورية والعناية بالأشجار أولًا بأول والتعاون بين جميع المزارعين فى التصدى لهذا المرض.

ويقول أبو غنيمة أن التشخيص الجيد للمرض من خلال المتخصصين يؤدي لتحقيق النتائج المرجوة من العلاج، كما أن المكافحة البيولوجية باستخدام أو بإطلاق أحد المفترسات يفيد فى عملية مكافحة الحشرة.

وأضاف أنه يمكن مكافحة الحشرات بالرش بأحد المبيدات الموصى بها، ويتم مكافحة مرض العفن الهبابى بالرش بالصابون الزراعى بمعدل 1 / 100لتر ماء وزيادة ضغط موتور الرش لإزالة اللون الأسود من على الأوراق لكى تتمكن من القيام بوظيفتها، ويراعى أن تكون المعاملة بالصابون الزراعى بعد 15 يوما فى حالة المعاملة بأوكسى كلورو النحاس.