المواطن.. ومسئولية الإعلام
بقلم- أحمد حمدي أحمد:
ما نراه الآن على الشاشات والفضائيات المصرية المختلفة خاصة فى البرامج المسائية التى تُـسمى " ببرامج التوك شو" التى يجلس امامها المواطن المصرى بعد يوم طويل من الكفاح فى واقع حياته اليومية بكل ما فيها من مشاكل ومتاعب يجد نفسه امام الفضائيات التى تتناول القضايا المطروحة على الصعيد السياسى بشكل من الاثارة التهييج على حد سواء .
كتبت هذه السطور بسبب هذا المشهد اللأخلاقي الذى شاهدته على احدى الفضائيات الشهيرة التى تتمتع بمتابعة قطاع كبير داخل المجتمع المصرى والذى ابتدأ فيه الضيقين وهما الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل والمحامى منتصر الزيات حديثهما فى السياسة بعلو الصوت والمشاجرة وتراشق الألفاظ وانتهى بمشهد عبثى ألا وهو قيام كل واحد منها بإلقاء المياة على وجه الآخر , المشهد الذى يعكس واقع الأفراد داخل المجتمع المصرى الذى وصل الحال بالكثير منه الى عدم تقبل الآخر وعدم الاستماع الى وجهه النظر المخالفة لرأيه الذى يتبناه .
لكن هذا فى الحقيقة يجعلنى اطرح سؤالين الآن : كيف لهؤلاء الساسة الذين يتربَّــعون على شاشات الفضائيات المختلفة ان يُــقنعوا الناس بأفكارهم ووجهه نظرهم وهم لا يتحمَّـــلون السماع الى وجهة النظر الآخرى _ بأقل تقدير _ على طاولة الحوار امام الناس؟ وإذا كان هذا السلوك خرج من اناس يظهر للعامة انهم مثقفون ومتعلِمون وعلى قدر كبير من الوعى .. فكيف يكون الامر بمحدودى الثقافة او منعدمى الفكر والثقافة من الاساس ؟
ومن خلال دراستى كطالب بكلية الاعلام قُــرابة الثلاث سنوات فى مجال التخصص " الإذاعة والتليفزيون " بالاضافة الى الابحاث المحتلفة التى اقدمها للأساتذة وغير ذلك من الاطلاع على كتب خارج الاطار الدراسى فى المجال ذاته , ارى ان ما يُــمارسه الاعلام فى اسلوبه عند تناول القضايا المختلفة التى تَــهُــم المواطن العادى بشكل يُــؤدى فى الغالب الى الاستقطاب والتناحر وأمور أخرى لو استمرت لأدَّت بالوطن الى ما لا يُـــحمد عُـــقباه .
العجيب أنك لا ترى هذا السلوك الا فى المجتمعات التى لا تنشغل الا بسفاسف الامور وليس عندها اى نوع من أفكار التقدم و النهوض بالمواطن الذى يتبعه تلقائياً النهوض بالوطن , نعم .. هناك خلل فى المنظمومة الاعلامية بشكل عام وفى آداء الإعلام المصرى بشكل خاص والاعتراف بالداء كما يقولوا هو بداية العلاج .. راجيين من الله ان يحفظ بلدنا الحبيبة ارض الكنانة من كل سوء .