انهيار منزل يكشف التنقيب عن الآثار أسفل «ابن طولون»
أصابت حمى التنقيب عن الآثار منطقة عطفة العمرى المجاورة لمسجد أحمد بن طولون فى مدينة القاهرة، حيث ألقت شرطة السياحة والآثار القبض على مالك ورشة أحذية وابن شقيقه لتنقيبهما عن الآثار أسفل منزلهما، بالحفر نحو 20 مترًا باتجاه سور المسجد الأثرى لاعتقادهما بوجود آثار أسفل المبنى كما أكد لهما «دجال»، وفقًا لأهالى المنطقة.
استفاقت المنطقة قبل 45 يومًا على انهيار منزل مالك ورشة الأحذية، وحضرت سيارة إسعاف لتنقل سيدة مُسنة تُدعى «أم إيهاب»، إلى مستشفى السيدة زينب، حيث أبلغت هيئة الإسعاف الشرطة بالحادث، واكتشفت قوة قسم السيدة زينب التى حضرت إلى المكان محاولة التنقيب عن الآثار للوصول إلى المسجد الأثرى، حسبما يروى حسين شطة، سمسار بالمنطقة، لـ«المصرى اليوم».
المنزل المُنهار لا يقطنه أحد سوى السيدة أم إيهاب، ساكنة إيجار قديم، ولا أحد من الأهالى يعرف لها عمل «هىّ بتروح شبين القناطر، وابنها ماسح للأحذية فى الشوارع»، حسب مالك محل بقالة فى المنطقة والذى قال إن أم إيهاب أصيبت جراء الحادث بكدمات بسيطة «لولا ستر ربنا» وتركت المنزل، واختفى أثرها ونجلها من المنطقة منذ ذلك الحين، فيما ظلت الشرطة تطارد مالكى المنزل طيلة الفترة الماضية، «حتى أعدت الشرطة لهما كمينًا وضبطتهما الأحد».
المنزل المكون من 3 طوابق، له بوابتان وتحيطه أرض فضاء مغلقة ببوابة حديدية، وراء تلك البوابة كان المتهمان يحفران سردابا طويلا، «كنّا بنشوف ناس غريبة لكنهم مش بيخرجوا بالأيام»، تؤكد أم محمد، أن عملية الحفر والتنقيب ظلت قرابة العام ويزيد «حتى إننا استغربنا ظهور مالكى المنزل بصفة مستمرة».
تعانى المنطقة كما يبدو عليها من إهمال المسؤولين، حيث يوجد فى مواجهة العقار محل الحادث أرض فضاء مليئة بالقمامة «الحكومة لم تطأ قدمها المنطقة غير لما اكتشفوا حكاية الآثار»، أطلقت الحاجة رسمية صرختها من شرفة منزلها، إذ تستغيث بالأمن لحمايتهم أيضًا من الدجالين والمشعوذين الذين يلفون المنطقة:«بيقولوا للناس تحت منازلكم آثار وبيأخذوا فلوس منهم ويفرون، حيث تبدأ أعمال التنقيب عن الآثار خصوصاً الإسلامية».
ويعتقد عم حسانين إمام، أحد الأهالى، أن منطقة ابن طولون «تعوم على آثار»، حيث قال إن «هناك جيران عثروا على قطع أثرية، وحتى المتهمان المقبوض عليهما الأحد عثرا على قطع أثرية، وأنهما حضرا إلى المنطقة منذ أسبوعين وظلا ينقلان أجوالة لا نعرف ما بداخلها حتى ضبطتهما الشرطة».
يشهد مسجد ابن طولون إجراءات أمنية مشدّدة، خصوصًا أن به عدد من المتاحف الأثرية التى يزورها السياح، لكن سور المسجد الذى يلاصق منازل منطقة عطفة العمرى يُعانى من غياب الرقابة، ولا توجد به كاميرات مراقبة، ومن أعلى المنازل تستطيع أن ترى الحفرة التى تصل بمسجد ابن طولون.
وبحسب رواية أمنية فإن معلومات وردت للإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار مفادها قيام «محمد. س. ح» صاحب ورشة أحذية، مقيم بمنطقة عطفة العمرى دائرة قسم شرطة السيدة زينب، بالحفر والتنقيب خلسة بمسكنه بقصد البحث عن الآثار، وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة، تم استهداف منزل المتهم حيث تم ضبطه وبرفقته نجل شقيقه «محمد.ح. س»، أثناء قيامهم بأعمال الحفر والتنقيب، وبالمعاينة تبين وجود حفرة مربعة الشكل تنتهى بسرداب ممتد وبه مياه باتجاه أسفل مسجد ابن طولون الأثرى، وتم ضبط الأدوات التى تستخدم فى عملية الحفر.
وبمواجهتهما اعترفا بقيامهما بأعمال الحفر والتنقيب بقصد البحث عن الآثار، وبالكشف الفنى عنهما تبين أن المتهم الأول مطلوب ضبطه فى قضيتى «تبديد».