بالصور.. الإخواني لما يقلش يجيب لنفسه العار
ما علاقة الإخوان بالقلش والضحك والسخرية؟ على مدار عقود مضت لم يعرف المصريون عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلا صورة نمطية لمشايخ «دمهم واقف»، بحسب التعبير الشعبي الدارج؛ آلات بيولوجية لا تملك شيئا من أسرار الروح المصرية الخالدة على مر العصور والتي تميزهم بين الأمم بقدرتهم على نسج الضحك والسخرية في أحلك المواقف.
وربما تعود هذه الخشونة الظاهرة في الروح والملامح الإخوانية إلى تعاليم حسن البنا الذي حظر على جماعته منذ نشأتها في وصيته الخامسة عدم الإكثار من الضحك، وربط تعاليمه كالعادة بمدلولات من الكتاب والسنة، ولكن المثير أن شباب الجماعة كسروا هذه التابوهات مؤخرا، وجعلوا من أزمات الجماعة عروضا ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
دشن شباب الإخوان صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت اسم Ikhwan Society؛ وعلى غير المتوقع أصبحت النافذة الساخرة من أعلى صفحات الإخوان نشاطا خلال الأشهر الماضية، خاصة أنها تشكل متنفسا غير تقليدي لم يتعوده أعضاء الجماعة للتعبير عن المجتمع بأسلوب ساخر يتصادم مع أدبياتهم المحافظة.
حازت الصفحة استسحان 150 ألف متابع، وكان الأمر مستغربا حتى لمن دشنوها الذين يدركون جيدا أن الجماعة وطيلة عقود لم تنخرط مع المجتمع بمثل هذه الطريقة، ويقدم الشباب في هذه الصفحة نقدا ذاتيا لمجتمع الإخوان من الداخل بداية من مرحلة الأشبال والزهراوات وهو الاسم الذي تتعارف عليه الجماعة وفقا لتعبير الدكتور ضياء طارق الناشط الإخواني السابق والمقيم بتركيا حاليًا، في إشارة للأطفال، مرورا إلى الأسرة وهي أصغر وحدات الجماعة وأهمها.
تتعرض الصفحة منذ نشأتها لهجوم شرس من الإخوان وخصوصًا جيل الكبار والوسط، الذين يرون أنها تخرج عن كل الأعراف الإخوانية خلال نقدها قرارات الجماعة، وكثيرا ما يتعرض القائمين عليها للتحقيق والمعاقبة بحسب مصادر، بسبب اتهامهم بالابتعاد عن إطار وآداب التنظيم.
وتتناول الصفحة الساخرة العلاقة بين الأفراد وقيادة الجماعة، وحالة التذبذب بين القمة والقاع في التنظيم في المنشورات التي تسخر من تصريحات أو سياسيات للقادة مثل السخرية من القنوات الإعلامية للإخوان والتصريحات المتكررة عن صحة مسار الجماعة وقرب إسقاط نظام الرئيس السيسي.
الغريب أن المنشورات الأكثر تفاعلًا على النافذة الإخوانية هي تلك التي تسخر من الواقع الأليم الذي يحياه أفراد الجماعة، وكذلك الفرار للخارج وغيره مما يعيشه أفراد الإخوان يوميا، ورغم الهدف الظاهري للصفحة الساخرة التي تم تدشينها للترفيه حسبما أعلن القائمون عليها، ولكن هناك بين السطور ما يؤكد أن السخرية الوليدة عند الإخوان انعكاس دفين لحالة تمرد على القيادات والمسار وكل ما هو إخواني، وربما تبدو صيحة الغضب الأخيرة قبل أن يرفع الشباب معاول الهدم وينهالون بها على جسد الجماعة أو مغادرتها على الأقل إلى مشاريع أخرى.